Al Jazirah NewsPaper Friday  27/08/2010 G Issue 13847
الجمعة 17 رمضان 1431   العدد  13847
 
ايقاع
الهوى شرقي
د. مها السنان

 

لا أدري لماذا أميل إلى القطاع الشرقي من المملكة العربية السعودية، هل هي عيون ونخيل الأحساء، أم آثار وتاريخ تاروت، أم سواحل الخليج العربي التي شهدت تاريخا عميقا من التبادل التجاري والحضاري بين الهند وفارس بلاد الرافدين بدول الخليج العربي، أم أن عشقي للمنطقة سببه الرحابة وسعة الصدر لدى ناسها الطيبين الذين تعايشوا في سلام رغم الاختلافات الفكرية والثقافية والهجرات المختلفة على مر العصور، وأخيراً من منا لا يحب ما فعله ذهبها الأسود فينا جميعاً وفي تحولنا من بلد فقير إلى أهم دولة نفطية في العالم؟

أعود مرة أخرى إلى الحاضر وقد عدت من المنطقة الشرقية لحضور فعاليات صيف 31 الذي تقيمه شركة أرامكو العظيمة في كل شي، خلال يومين وليلة كان لي فيها نصيب الأسد من المعرفة وزخم المعلومات، وأيضاً اللقاءات والنقاشات في مجال الفنون البصرية في مهرجان ثري وملون ومنظم بشكل يتناسب بطبيعة الحال مع اسم الشركة التي تقف خلفه.

في هذا المهرجان الصيفي الذي لم تمنع حرارة الصيف وشدة الرطوبة سيول الزائرين، تعرفت خلال جولتي على مشروع مركز الملك عبدالعزيز للمعرفة والثقافة الذي من المتوقع الانتهاء منه عام 2012م، كرمز معماري يقف خلف تصميمه ذات الاسم الذي صمم دار الأوبرا في أوسلو ومكتبة الأسكندرية ويطمح في مضاهاتهما محتوى وطرحاً، وإن لم يضاهيهما تاريخاً، وعلمت أيضاً أن المركز سوف يضم متحفا للفنون ومنها بطبيعة الحال الفنون البصرية المعاصرة، كمركز حضاري نحن أشد ما نكون بحاجة إليه في عصر العولمة والانفراد بتميز الثقافة المحلية، أما الثمرة الأخرى التي تحصلت عليها خلال الزيارة فهي تلك النقاشات الثرية التي أعقبت محاضرتي الموجهة إلى جمهور ربما يكون أعلم مني بما حاولت تقديمه، أيضا من محاسن الزيارة الثراء البصري والفكري الذي تشبعت به من خلال الأعمال المعروضة والورش المتنوعة المصاحبة، وجميع هذه الفعاليات تحت إشراف الأستاذ القدير عبدالرحمن السليمان.

أخيراً انتهت (إجازتي الفكرية) بيوم ممتع في القطيف بين المراسم الفنية والنقاشات الثرية مع بعض من فناني وفنانات المنطقة، مع التاريخ والثقافة البصرية لأناس يتعايشون الصورة واللون وتعد ممارسة الفنون بكافة أنواعها جزء من الحياة اليومية، ربما سبب ذلك تأثير المنطقة ذات العمق التاريخي والبيئة المحيطة الغنية بمزارع النخيل وفوق ذلك ما يتنفسه القطيفيون من نسيم البحر العليل، كل ذلك بلا شك كان له دور مهم في هذا الاتجاه الفكري البصري لفناني المنطقة، وبالفعل هل أنا فقط شرقية الهوى؟ أم معظمنا كذلك؟.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد