Al Jazirah NewsPaper Friday  27/08/2010 G Issue 13847
الجمعة 17 رمضان 1431   العدد  13847
 
كارثة (تشيرنوبل) تفرض توجساً من (بوشهر)

 

من تابع ما حصل في أوكرانيا وما جاورها من مأساة بشرية وكارثة بيئية بعد انفجار المفاعل تشيرنوبل، يساند وبقوة مطالب دولة الكويت بالحصول على تطمينات في شأن سلامة مفاعل «بوشهر» النووي القريب جداً من أراضيها.

الكويت وكلُّ دول الخليج العربية التي تتوجس شراً من المنشآت النووية الإيرانية التي اختيرت مواقعها لتكون قرب مياه الخليج العربي، والتي لا تبعد سوى عشرات الكيلومترات عن الأراضي العربية، وبالتالي تحمل أخطاراً بيئية، فضلاً عن أخطارها الأمنية، وتأثيرات صحية هي الأكثر ضرراً على الدول العربية والخليجية من إيران نفسها. لأنَّ المنشآت النووية الإيرانية - كما في حالة «بوشهر» - أقرب إلى السواحل العربية من الهضبة الإيرانية.

مفاعل بوشهر من المفاعلات النووية القديمة، فقد تعاقدت إيران في زمن الشاه مع الاتحاد السوفياتي لإقامة هذا المفاعل الذي يُصَنَّف من جيل مفاعل تشيرنوبل نفسه، أي من المفاعلات النووية القديمة جداً التي تعاني من عيوب ونقص في الأمان النووية. ولهذا فإنَّ مخاطر تشغيله فضلاً عن وجوده يُشكِّلُ مخاطر حقيقية. ومن حق الكويت ودول الخليج العربية الأخرى أن تقلق وتطلب تطمينات لتهدئ من رُعب مواطنيها وتحميهم، فهم لم ينسوا ما فعله انفجار المفاعل النووي تشيرنوبل، والذي رغم حدوثه عام 1986 إلا أن آثاره السلبية لا تزال تُلقي بظلالها المظلمة على مدينة كييف وما جاورها، فقد نفث المفاعل المتفجر حوالي سبعة أطنان من المواد المُشِعَّة والتي انتشرت في ساحات واسعة من العالم، وكانت أكثر المدن تأثراً بها مدينة كييف التي وصلتها التحذيرات متأخرةً، فأصيب عددٌ من سكانها بحروق جسيمة، ولم تسلم المدن الأوروبية المجاورة للاتحاد السوفياتي السابق ولا حتى البعيدة، إذ تأثرت تلك الدول من التلوث الإشعاعي، وتضاعفت نسبة أكثر من 100 ضعف المعدل الطبيعي كما في ألمانيا، و500 ضعف في بولندا. وكانت النتيجة غير المباشرة عشرات الآلاف من حالات الإصابة بالسرطان في دول الاتحاد السوفياتي وبالذات في أوكرانيا، وألف حالة مرضية أخرى في أوروبا. وكون المفاعل الذي أُقيم في قرية بريبيات بأوكرانيا وعلى بعد 18 كم من شمال غرب مدينة تشيرنوبل وعلى 16كم من حدود أوكرانيا مع بيلاروسيا و110كم شمال مدينة كييف، فقد كانت هذه المناطق الأكثر تضرراً وحتى الآن الأكثر اكتشافاً للإصابات بمرض السرطان بها.

حالة الكويت والسواحل العربية قريبة الشبه جغرافياً بالنسبة لموقع مفاعل بوشهر الإيراني بل هو أقرب جغرافياً وبأقل مسافة من التي كانت تبعد مدينة كييف عن قرية بريبيات، ومع هذا حصل ما حصل لمدينة كييف من إصابات وحروق ووفيات لمواطنيها لأنها لم تتلق التحذيرات في وقتها..!!

ماذا سيحصل للكويت والبحرين وحتى الدوحة، والظهران ودبي إذا حصل -لا سمح الله- خللٌ فني أو تسرب إشعاعي من مفاعل بوشهر المشابه لمفاعل تشيرنوبل، فهو من جيل ذلك المفاعل نفسه.. سؤال وتوجس يجعلان من دول الخليج العربية محقة في طلب التطمينات من إيران، والحصول على تعهد بتحذير دول الخليج العربية بأي حدث سلبي في المنشآت النووية التي يتزايد إقامتها قرب السواحل العربية.

****

s



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد