Al Jazirah NewsPaper Tuesday  31/08/2010 G Issue 13851
الثلاثاء 21 رمضان 1431   العدد  13851
 
الحقيقة شمس
مدن بلا فشل كلوي
رجاء العتيبي

 

هل يمكن أن نصل إلى زمن نقضي فيه على (الفشل الكلوي)؟ مثلما تم القضاء على الجدري، وشلل الأطفال، والدرن، والجذام، وغيرها من الحالات المرضية التي كانت في يوم ما أمراضاً مستعصية، يمكننا فعل ذلك من خلال البرنامج الآتي:

برنامج مقترح: زراعة الكلى بسرعات مضاعفة جداً تفوق زيادة الحالات

دعونا نفكر في البرنامج بأسلوب (العصف الذهني) وننتج أفكاراً وأسئلة جديدة بعيداً عن قيود الواقع. يمكن من خلالها أن نصل إلى القضاء على مرض الفشل الكلوي، وطالما أن التفكير لا حدود له فدعونا نبدأ ـ بتفاؤل ـ من خلال الأسطر الآتية:

لدينا أكثر من 11 ألف حالة مرض فشل كلوي حسب إحصائية جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، وفي المقابل هناك 639 حالة وفاة جراء الحوادث المرورية التي حصلت العام 1430هـ حسب إحصائية إدارة المرور الأخيرة. هل يمكن (بشكل أو بآخر) عقد اتفاقية تشارك فيه الأطراف المعنية بهدف نقل كلى المتوفين في الحوادث المرورية لمرضى الفشل الكلوي؟ هل يمكن ذلك؟ كم المدة التي تكون فيها الكلية صالحة للزراعة بعد الوفاة؟ هل هي ناجحة فقط للمتوفين دماغياً؟ كم تستغرق عملية الفحوصات لكلا الطرفين: المتوفى والمستفيد لتتم الزراعة؟ سؤال آخر: إذا كانت نسبة الزيادة السنوية لمرضى الفشل لكلوي 9%، هل يمكن أن تقلص فكرة الزراعة تلك من هذه النسبة؟

هل لو تم فتح مصدر آخر لجلب الكلى، مثل: الاستفادة من كلى المتوفين في المستشفيات؟ هل سيساعد ذلك في تقليص عدد المرضى إلى النصف مثلا؟ أو أكثر؟ هل يمكن جلب كلى من خارج الحدود كما هو الحال في (قرنية العين)؟

أسئلة أخرى:

هل هذه الفكرة أو الهدف SMART (واقعية)، (قابلة للتطبيق)، (قابلة للقياس)، (يمكن تحديد زمن مستقبلي للقضاء على هذه الحالة الطبية)، (واضحة ومحددة).

ما الإجراءات الطبية والقانونية والشرعية لتطبيق الفكرة؟ هل الغسيل هو الحل النهائي لمرضى الفشل الكلوي؟ وقدرهم الذي لا فكاك منه؟

إذا استطعنا من خلال هذا البرنامج أن نزرع الكلى بسرعات مضاعفة جداً وفقاً لخطط متزامنة، فإنه يمكننا خلال مدة زمنية وجيزة القضاء على (الفشل الكلوي) في المملكة، ولكن ثمة مشكلة: القضاء على الفشل الكلوي ليس مثل القضاء على شلل الأطفال لاختلاف طبيعة المرض، هذه نقطة مهمة ينبغي ألاّ نغفلها في هذا الجانب، وهذا يعني أن نستمر في السرعات المضاعفة لبرامج الزراعة بدون توقف، لأن أي توقف سيعيد العدد إلى سابق عهده، وهذا هو التحدي الكبير.

تأتي مثل الأفكار تجاوباً مع الحملة المباركة التي تنظمها جمعية الأمير فهد بن سلمان لرعاية مرضى الفشل الكلوي بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان المشرف على الجمعية بهدف جمع التبرعات لبرنامج (غسيل دموي) الذي خدم منذ انطلاقة الحملة في 1/1/ 1428هـ أكثر من 700 مريض بتكلفة سنوية قدرها (ثمانون مليون وخمسمائة ألف ريال)، ومع ازدياد عدد المصابين بمرض الفشل الكلوي سنوياً، وارتفاع معدل تكلفة العلاج للمريض الواحد إلى 115 ألف ريال سنوياً، وصرف أكثر من 12 مليون ريال على العمليات المصاحبة للغسيل، تبرز الحاجة الملحّة إلى أن نتكاتف نحن أبناء المملكة الأوفياء مع حملات الجمعية ودعمها من خلال التبرع للجمعية عبر رسائل sms 5060 التي تشكِّل مورداً مهماً لها لرفع المعاناة عن إخواننا المرضى ويساعد الجمعية قبول المزيد من المرضى تمشياً مع البرامج التوسعية التي تشمل مختلف مناطق المملكة.



nlp1975@gmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد