Al Jazirah NewsPaper Tuesday  31/08/2010 G Issue 13851
الثلاثاء 21 رمضان 1431   العدد  13851
 
إضاءة
بنك الفقراء!
د.أحمد بن علي التركي

 

إن الباحث والمطلع على ما ينفقه هذا البلد المبارك حكومة وشعباً في الداخل والخارج على الأعمال الخيرية ومساعدة الفقراء يجعلك تشعر بالفخر والاعتزاز ويشعرك أيضاً أن مظاهر شكر النعمة متأصلة في هذه البلاد، ولكن مازلنا رغم هذه المبالغ الطائلة التي تجمع وتوزع بالذات في الداخل إما عن طريق الجمعيات الخيرية شبه الحكومية أو الأهلية أو الأشخاص مازال الإنفاق لسد الحاجة الاستهلاكية من مأكل وملبس وغيره بشكل رئيسي .

الواقع يجب أن يتغير بأسلوب يحول الفقير من مجرد متلقٍ سلبي إلى متلقٍ إيجابي وفاعل وهذا موجه بالذات للقادرين من الفقراء على الإنتاج وهم للأسف أغلبية غابت عنها أدوات الكسب من تعليم وموارد داعمة وحتى العجزة وغير القادرين يمكن دعم القادر ممن يعولهم ويعتني بهم.

ففكرة البروفيسور محمد يونس في بنجلادش رغم قلة الإمكانيات إلا أنها أخذت مكانة إعلامية قوية ونتائج ملموسة لديهم ونحن لدينا أكثر من ذلك فلو قامت وزارة الشؤون الاجتماعية وبدعم من الجمعيات الخيرية بإنشاء فكرة مماثلة تطال أكثر من مجرد قروض صغيرة وتعلم المهن بل ربما تسدد ديون المسجونين ممن يمكن لهم أن يسددوا لهذا البنك بطريقة ميسرة جداً، وهذا سوف يغير الحال الاجتماعي والمالي لدى الكثير من الأسر المحتاجة التي تحتاج لمن يمسك بيدها إلى الطريق الصحيح للاكتفاء والتغيير، وهذه الفكرة أو غيرها يجب أن تطرح وتفعل لحماية المجتمع من آفة الفقر وانحرافاته السلوكية.

إن كثيراً من الأمور لا تحتاج إلى تعقيدات كبيرة لحلها وإنما لمبادرات من أشخاص قادرين على التغيير فالأفكار موجودة ومطروحة في كل مكان ولكن الفكرة تعتبر حلماً ما لم تنفذ.

إن ما نراه من إنفاق في رمضان على تفطير الصائمين قد يصل في بعض الأحيان إلى التبذير وكأنه نوع من إبراء الذمة ناهيك عن بعض المظاهر المؤسفة، فالتغيير لا يأتي من مجرد وجبة تؤكل أو ترمى وكما قيل لا تعطني سمكاً بل علمني كيف أصيد.



aalturki@adama.com.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد