Al Jazirah NewsPaper Tuesday  31/08/2010 G Issue 13851
الثلاثاء 21 رمضان 1431   العدد  13851
 
زيارة إلى (مركز الأمير سلمان الاجتماعي).. الصرح الإنساني الفريد في قلب العاصمة الرياض
الرياض.. هبة الأمير سلمان .. ودعم الدولة قيادتها جعلها في مصاف العواصم العربية والعالمية

 

استطلاع/ حمّاد بن حامد السالمي :

بناءً على دعوة كريمة من معالي الشيخ (عبد الله النعيم) رئيس مجلس إدارة مركز الأمير سلمان الاجتماعي، تشرفت في شهر سابق، بزيارة المركز، فاجتمعت بمعاليه هناك، وكذلك الأستاذ (رشاد سعيد هارون) مدير عام المركز، الذي صحبني في جولة طويلة داخل مرافق المركز. لقد شعرت أني داخل مدينة اجتماعية حديثة متكاملة المرافق، من مكاتب إدارية، إلى منشآت عالية المستوى، تتسع لخدمة قرابة ألفي رجل وألفي سيدة في وقت واحد، فتقدم لهم خدمات متنوعة: اجتماعية وثقافية وصحية ورياضية، والأمر الأجمل الذي لمسته، هو التوسع والنمو الذي يشهده المركز، فهناك مرافق جديدة رياضية وترفيهية وغيرها تبنى، وهناك مستشفى ملحقة بالمقر، سوف تصبح جزءاً منه، والجميع هنا يسعى انطلاقاً من جمالية الفكرة ذاتها، التي برقت في أذهان أعيان ووجهاء مدينة الرياض قبل أربعة عشر عاماً، فاحتضنها راعي الأفكار الجميلة سمو الأمير (سلمان بن عبد العزيز) أمير منطقة الرياض، لتنبت وتنمو وتكبر وتؤتي ثمارها بين يديه.

لماذا هذا المركز..

- يشير بعض الدراسات الحديثة؛ إلى أن متوسط عمر الفرد السعودي قد ارتفع عما كان عليه في سنوات خلت، هذا مؤشر قوي بكل تأكيد، إلى تنامي وتطور الرعاية الاجتماعية والصحية في المملكة، وكذلك ارتفاع الوعي الصحي والغذائي لأفراد المجتمع.

- من جانب آخر، أثبتت الدراسات والبحوث كذلك، على أن الوحدة والعزلة الاجتماعية، تعد من أهم العوامل المؤثرة سلباً على كبار السن، ويعود إليها السبب الرئيس في زيادة المشكلات الصحية، ففي وضعية كهذه، تصبح الحاجة إلى مؤسسات اجتماعية جديدة لكبار السن تحديداً، أمراً ملحاً. مؤسسات تقوم على فكرة انتقال الشخص من حياته العملية إلى حياة التقاعد، دون تأثير أو اختلال في نظام حياته، فتخرجه من وحدته وعزلته، وتحافظ على صحته النفسية والجسدية، وتشغل وقت فراغه بطريقة علمية ترفيهية مفيدة، وتضمن التواصل بين كبار السن ومجتمعهم، وتشعرهم على الدوام، بأنهم ما زالوا يشكلون رقماً مهماً في حركية المجتمع، في تناسب وتناسق مع قيم المجتمع وشفافيته وتقاليده الإسلامية، التي تحث على احترام الكبير، وطاعة الوالدين والإحسان إليهما، ورد الجميل إليهما، تكريساً لبر الوالدين، الذي قرنه الله عز وجل بطاعته سبحانه.

سلمان بن عبد العزيز

- هذه الفكرة الجميلة والرائدة، شكلت الأساس الذي أظهر وأبرز مركز الأمير سلمان الاجتماعي. لا شك أنها فكرة عبقرية، وأن راعيها الذي تحمل اسمه؛ سمو الأمير (سلمان بن عبد العزيز)، هو الإنسان الذي يقف وراء هذا المشروع الإنساني الخلاق في قلب العاصمة السعودية الرياض.

- كثيرة هي الأفكار التي انطلقت من راعي الرياض وبانيها سمو الأمير (سلمان بن عبد العزيز)، ومنها هذا المشروع الفريد على الجغرافية السعودية. إن العاصمة الرياض، هي هبة أميرها، الأمير (سلمان بن عبد العزيز)، الذي استطاع بمهارة واقتدار، وفي ظرف عقود قلائل، تسخير الدعم المالي الكبير من الدولة، ورغبة قيادتها الحكيمة في التنمية والتطوير والنهضة، لصالح خلق رياض جديدة في قلب الصحراء، وبناء عاصمة كبيرة، تنافس عواصم عربية وعالمية كثيرة، ويفخر بها أبناء المملكة كافة.

البداية

- قال سمو الأمير (سلمان بن عبد العزيز) أمير منطقة الرياض: بأن قمة سعادته وغاية تكريمه، تتم من خلال إضافة مؤسسة جديدة لخدمة مدينة الرياض وأهلها، وخاصة كبار السن الذين قضوا جل أعمارهم في خدمة دينهم ومليكهم ووطنهم..

- كان هذا هو الموقف الإنساني النبيل، الذي وجده أعيان ووجهاء مدينة الرياض، عندما تقدموا إلى سموه بفكرة المركز، ثم إذا بهم أمام فكرة أوسع وأشمل من سمو الأمير سلمان، تقوم على إنشاء مؤسسة اجتماعية خيرية لرعاية كبار السن والمتقاعدين، فبادر سموه حينها، بوقف عمارة العزيزية التجارية المملوكة له، والذي يزيد ريعها السنوي على مليوني ريال، لتشكل مورداً مالياً ثابتاً للمركز، ثم زاد سموه فأوصى، بأن يكون المركز معلماً حضارياً، وصرحاً إنسانياً متميزاً في مدينة الرياض.. من هنا عرفت الرياض، معلماً جديداً يضاف إلى معالمها الكثيرة، هو مركز الأمير سلمان الاجتماعي، كنادٍ صحي واجتماعي وثقافي للمتقاعدين وكبار السن.

انطلاقة المركز

- شهد شهر رجب عام 1417هـ انطلاقة عمل المركز، وتم الافتتاح الرسمي في 12 رمضان من العام نفسه، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير (سلطان بن عبد العزيز)، ولي العهد ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام. إنها لحظة تاريخية دون شك.. فماذا حدث بعد مرور أربعة عشر عاماً يا ترى..؟

من داخل المركز

- في جولتي داخل مركز الأمير سلمان الاجتماعي، رأيت أنه مركز متخصص في خدمة كبار السن، محققاً بذلك مبدأ التكافل الاجتماعي، وهو مبدأ إسلامي عريق، والمبنى الذي تبلغ مساحته 35000 متراً مربعاً، مقام على ثلث مساحة المركز البالغة 105000 متراً مربعاً، وما تبقى من مساحة، هو للحدائق والمسطحات الخضراء، وللملاعب والجلسات التي تتوسطها النوافير، وتفصل بينها الممرات، ويحيط بها مضمار للمشي.

- ينقسم المركز إلى قسم للرجال وآخر للنساء ويجري تقديم الخدمات في القسمين بشكل متساوٍ، ومنها رعاية أولية، واستشارات طبية، وقاعات مساندة، وحلقات دراسية، إلى جانب استراحات داخلية، وصالة عبد الله النعيم للنشاط الثقافي والعروض المسرحية والسينمائية، ومكتبة ثقافية وعلمية، ومعمل للحاسب، وصالة للتمارين العلاجية والتأهيلية، ومسبح وحمام جاكوزي، وغرف بخار، ثم قسم للعلاج الطبيعي، وآخر للتدليك، وملعب جولف، ووحدة علاج للعمود الفقري، ومضمار مشي وجري ولياقة بدنية، ومطعم وبوفيه، ومكتب سياحة وسفر، وخيمة للأعضاء، وصالة مطالعة للصحف ومشاهدة التلفزيون، ثم هناك مسجد من دورين يتسع لـ 500 مصل، ومكاتب للموظفين، وملاعب خارجية، ومكتبة عامة، ومواقف للسيارات.

حديث النعيم

- بعد جولتي مع الأستاذ رشاد هارون، التقيت معالي الشيخ (عبد الله النعيم) في مكتب الإدارة، الذي تحدث إلي بما عهد عنه من شفافية وشغف بمشاريع جبارة كهذا المركز ، فأشار بداية إلى أهداف المركز قائلاً:

1- بيان أهمية الوالدين من الناحيتين الدينية والدنيوية.

2- تجنيب الكبار الوحدة والاكتئاب، من خلال البرامج التي ينظمها ويستضيفها المركز.

3- تقديم الرعاية الطبية والنصائح الصحية والوقائية لكبار السن.

4- الاستفادة من كبار السن، بإتاحة الفرصة لهم للإسهام في تقديم معرفتهم وخبراتهم للمجتمع من خلال المركز بأسلوب علمي.

5- مساهمة الأخصائيين في دراسة وتقويم وضع كبار السن، الذين يحتاجون إلى خدمات، ومساعدتهم وإرشادهم.

6- تنمية وسائل وأساليب خدمة كبار السن، وتقبل اقتراحاتهم، والأخذ بآرائهم وتلبية احتياجاتهم.

7- تمكين كبار السن من اكتساب مزيد من الخبرة والمعرفة، وتنمية القدرة لديهم على التأقلم مع متغيرات المجتمع وإيقاع العصر.

8- الاستفادة الجيدة من وقت الفراغ وتقبله ما أمكن.

9- تأسيس وإنشاء مكتبة وقسم لدراسات الشيخوخة، وإصدار نشرة دورة تهتم بكبار السن، وتطرح مشكلاتهم، وتوضح الأسلوب الأمثل لرعايتهم.

10- التعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والجهات الصحية، في كل ما من شأنه خدمة ورعاية المتقاعدين وكبار السن من الجنسين.

برامج عامة

- وفي جانب آخر من الحوار، يوجز الشيخ النعيم برامج المركز وبشكل عام، وإنها تهتم بالجوانب الدينية والرياضية والصحية والوقائية والثقافية والاجتماعية. فالبرامج العامة للمركز كثيرة ومتعددة، منها برامج صحية وعلاجية لبعض الحالات التي تحتاج إلى الكشف الدوري والمتابعة المستمرة، وإلى خدمات العلاج الطبيعي، وهناك برامج للحفاظ على الصحة العامة، واتباع سلوكيات وقاية للحفاظ على اللياقة الصحية، وهناك برامج اجتماعية من خلال بعض البرامج التي تزيد من مشاركة الكبار في الحياة الاجتماعية، والاستفادة من تجارب بعضهم، وتحقيق التواصل بين الأجيال، وهناك برامج ثقافية تهدف إلى رفع المستوى الثقافي للكبار وتوعيتهم، من خلال المحاضرات والندوات والدورات المختلفة، ودروس محو الأمية، إضافة إلى البرامج الترفيهية، والرحلات والزيارات الميدانية، التي تهدف للترويح عن النفس، والانفتاح على المجتمع، وغير ذلك من البرامج الأخرى. وهي في مجملها كالآتي.

1- الخدمات الصحية:

- الكشف الدوري للحالة الصحية داخل المركز.

- الاستشارات الطبية.

- توفير نظام الحمية والتغذية السليمة.

- تنظيم دورات في مجال الإسعافات الأولية وأساليب التعامل مع كبار السن داخل الأسرة.

- توفير الأجهزة التعويضية ذاتياً وبالتنسيق مع الجهات الخارجية.

- توفير الأدوية للحالات الطارئة، كالأزمات القلبية والإسعافات.

- إيجاد ملف صحي تتبعي عن جميع أعضاء المركز.

- تنظيم برامج التثقيف الصحي للأعضاء والمجتمع المحلي.

2 خدمات العلاج:

- العلاج بالكهرباء.

- العلاج بالماء.

- تمارين علاجية وتأهيلية متنوعة.

- الكشف على الإصابات والكدمات البسيطة.

- التدليك (المساج).

3 - الأنشطة الرياضية والترويحية:

- ألعاب الجري والمشي.

- السباحة.

- التنس الأرضي وتنس الطاولة.

- الجولف.

- كرة الطائرة وكرة السلة.

- الشطرنج والطاولة.

- البلياردو.

- ألعاب سويدية، وألعاب شعبية.

- تنظيم المسابقات الرياضية داخل المركز.

4 - الخدمات والأنشطة الاجتماعية:

- البحوث الاجتماعية للفئات الخاصة.

- المساعدات المادية والعينية للفئات الخاصة.

- إعداد وتنفيذ حملات جمع التبرعات.

- رحلات جماعية (للعمرة والزيارة).

- حفلات ولقاءات اجتماعية.

- زيارات طلابية للمركز للاستفادة من خبرة الآباء.

- المشاركة في المناسبات والأسابيع العامة.

- الإشراف على الجمعيات العاملة داخل المركز والمكونة من المشتركين.

- رحلات ترفيهية وزيارات ميدانية.

5 - الأنشطة الثقافية:

- استضافة العلماء والمشايخ.

- الندوات العلمية والأدبية (أعضاء المركز والضيوف).

- المسابقات الثقافية والدينية.

- برامج محو الأمية بالتنسيق مع الأجهزة التعليمية الرسمية.

- تنظيم بحوث علمية للشباب عن قضايا الشيخوخة والمسنين.

- برنامج تسجيل المذكرات (تاريخية، أدبية، اجتماعية، متنوعة).

- القراءة والاطلاع (كتب، معاجم، صحف، مجلات ).

- تنظيم حجوزات القاعة الرئيسية للمؤتمرات والندوات والحفلات الخاصة.

- تنظيم معارض للكتاب والشريط الثقافي والوثائقي والفنون التشكيلية بالمركز.

- تنظيم اشتراكات أعضاء المركز في المجلات العلمية التخصصية والثقافية.

- إقامة الدورات المختلفة لإشباع الهوايات (خياطة. حاسب آلي. لغة إنجليزية. رسم وخط).

6 - البرامج الإعلامية:

- مخاطبة الصحف والمجلات لتغطية أخبار المركز ومناسباته.

- إعداد تقارير وتحقيقات صحفية مصورة عن المركز.

- إصدار مجلة الملتقى الاجتماعي التي تلقى الضوء على أخبار المركز وأعضائه.

- الإسهام في إعداد برامج تلفزيونية عن المتقاعدين.

- تصميم الحملات الدعائية لدعم المركز وكسب أعضاء جدد للمركز.

- إعداد الأدلة والنشرات التي تدعم القيم الاجتماعية والدينية، التي تحث على احترام كبار السن في المجتمع.

- تصميم البرامج الترويجية والتعريفية للمركز وخدماته.

8 الخدمات العلمية والبحثية:

- إنشاء قسم علمي لدراسات الشيخوخة.

- إجراء البحوث النظرية والميدانية.

- تشجيع الباحثين لإجراء البحوث بدعم ومساندة من المركز.

- نشر الأبحاث الجيدة في كتب يعود دخلها للمركز.

- المشاركة في المؤتمرات واللقاءات العلمية في مجال الشيخوخة والمسنين.

- التنسيق مع الجامعات والمعاهد والجهات المهتمة بمجال المسنين.

الأقسام الإدارية التي يتكون منها المركز

- في ختام حديثه لي، يقول معالي الشيخ النعيم: يتكون مبنى هذا المركز الذي تراه من قسمين مستقلين، الأول للرجال، والثاني للنساء، ويحتوي كل مبنى على الأقسام التالية:

- القسم الصحي.

- قسم العلاج الطبيعي.

- القسم الرياضي.

- إدارة الخدمات الاجتماعية.

- قسم الهوايات.

- قسم البرامج الدينية والثقافية.

- المكتبة الثقافية ومكتبة الفيديو.

كما أن هناك الأقسام التي تخدم القسم النسائي.

- أقسام الشؤون الإدارية والمالية (شؤون الموظفين - المستودعات والمشتريات).

- إدارة الخدمات المساندة (الصيانة والنظافة - الاتصالات الإدارية - الأمن والسلامة).

- إدارة العلاقات العامة والإعلام.

- إدارة الدراسات والتطوير.

في الختام

- ليس في وسع أحد مثلي، يقف شخصياً على صرح حضاري شامخ، مثل مركز الأمير سلمان بن عبد العزيز، إلا أن يبدي إعجابه بفكرة المركز، وبراعي الفكرة سمو الأمير (سلمان بن عبد العزيز)، وأن يتساءل وهو يودع معالي الشيخ النعيم: لماذا لم تنسل هذه الفكرة حتى اليوم، فنجد لها مثيلاً في مناطق أخرى من المملكة..؟

- الشيخ النعيم يشد على يدي مودعاً ومؤكداً: قريباً إن شاء الله.. هناك ولادة محتملة في القصيم وفي مناطق أخرى غيرها.. مركز الأمير سلمان الاجتماعي، سوف يصبح شبكة من المراكز في عدة أمكنة.

- ودعته وأنا أقول: إن شاء الله.. إلى اللقاء.. وبارك الله فيكم جميعاً.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد