Al Jazirah NewsPaper Tuesday  31/08/2010 G Issue 13851
الثلاثاء 21 رمضان 1431   العدد  13851
 
الحمد لله الذي عافاك
د. عبدالله بن عبدالرحمن الشثري

 

الحمد لله الذي منَّ بالعافية والشفاء على سلمان من كل بلاء، فربنا رحيم بعباده الرحماء، يصرف عنهم في الشدائد ما نزل بهم من ضراء، نكرر الحمد والشكر والثناء لربنا العظيم في السماء على ما تحقق لسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز من نعمة الصحة والعافية.

الحمد لله الذي أسبغ على الأمير سلمان حلة العافية، وسقاه من حياض فضله صحة وافية، فقد استولى السرور على الصدور بعد سماع نبأ نجاح تلك العملية الجراحية التي أجريت لسموه وهذا من فضل الله ورحمته بسموه فإن الله تعالى يكون مع عباده القريبين منه ينفس كربهم، ويفرج همهم ويحميهم من العوادي، ويحفظهم من الشرور والأكدار، ويحقق لهم أمانيهم في وقت المحن والشدائد، والناس لا يخفى عليهم تلك الأعمال الخيرية التي يقدمها سموه للناس في نفعهم وتفريج همومهم وتنفيس كربهم، وهذا هو الخير المدخر للإنسان، والفلاح الموعود به في قوله تعالى {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، فمن يفعل الخير للناس يتحصل على ثمرته في حياته وهو الفوز بالمطلوب المرغوب، والنجاة من المكروه والمرهوب هذا هو معنى الفلاح في الآية.

ودائماً ما يؤكد سموه في مجالسه وحديثه العام والخاص على فعل العمل المتعدي نفعه للآخرين، وهذا أمر متقرر في الشريعة أن الأعمال المتعدي نفعها للآخرين تمتاز بالفضل والثواب على العمل القاصر على صاحبه فمن يسعى إلى نفع الناس وإيصال الخير لهم في أي مجال يستفيدون منه فهو أعظم أجراً من العمل القاصر كالذي يسعى على الأرامل والأيتام والمساكين ونحو ذلك، فسيجد ثمرة ذلك في حياته ذلك ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين) أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصر في هذا الباب. فالأعمال المتعدية في النفع شيء تأصل في قلب سموه وأحبها وأكثر منها وأكد عليها، ولست هنا معدداً لتلك الأعمال التي قام بها سموه فهي أكثر من أن تحصر في هذه السطور لكني أؤكد أن هذا العمل كان ملازماً له في حياته على الدوام، وفي جميع أحواله وشؤونه بل إن نفسه تسعد وقلبه يفرح وصدره ينشرح عندما يقوم بهذه الأعمال ولم تمنعه مشاغله الأخرى عن هذا العمل الجليل، بل له فيه اليد الطولى فقد سخر له وقته وبذل فيه وسعه ولما كان كذلك فقد لقي ثمرة هذا العمل في حياته بما من الله به عليه من الشفاء والصحة والعافية وبما منحه الله تعالى من محبة الناس وقبولهم ودعائهم له.

والله تعالى إذا أحب عبداً من عباده وضع له القبول في الأرض، وقد دل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم (إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض) أخرجه البخاري (3209) ومسلم (2637) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: قال أبو العباس القرطبي في المفهم (6-644) (وقوله: ثم يوضع له القبول في الأرض يعني بالقبول: محبة قلوب أهل الدين والخير له والرضا به، والسرور بلقائه، واستطابة ذكره في حال غيبته، كما أجرى الله تعالى عادته بذلك في حق الصالحين من سلف هذه الأمة ومشاهير الأئمة).

وهذا الحب أمر واقع ومشاهد ومحسوس جعله الله في قلوب الناس للأمير سلمان بن عبدالعزيز، وأعماله تنطق بذلك في حبه هو للناس وإرادة نفعهم فلذلك كان الله معه في هذه الحالة التي مر بها فكتب له الصحة والعافية وحقق له الشفاء من هذا الداء الذي ألم به فاستبشر الناس وفرحوا بنجاح العملية التي أجريت لسموه، لما يعلمون من قدره ومكانته العالية في هذا الوطن الشامخ وأثره البالغ في نموه وتطوره والرقي به، فكان خبر شفائه على القلوب كالبدر بارح سراره وأهدى إلى الأنام أنواره، فالحمدلله الذي عافاك يا أبا فهد من الألم بالفضل والكرم، وأسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنه وأوزعك شكر نعمه وأعادك إلى الوطن متوجاً بوافر الصحة والعافية مكرماً بمزيد من العز والكرامة.

والله ولي التوفيق.

وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد