سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إيماناً منا بدوركم الرائد في الصحافة المحلية، وبتحلي صحيفتكم الموقرة بإفساح المجال لتكافؤ الفرص، لذا أرجو نشر الرأي الآخر جواباً لما نشر في جريدتكم بتاريخ 7 رمضان يوم الثلاثاء بقلم رجاء العتيبي، فقد استل الأخ رجاء العتيبي سيفه بلا حجة ولا برهان محاولاً دخول المجال التاريخي بطريقة لا تنم عن معرفة، فيجب أن نؤمن بأن التاريخ له رجاله، كما أن الطب له رجاله، والمسرح والفن له رجاله، والكتابات الساخرة لها أهلها كذلك.
رجاء العتيبي أخطأ بتشكيكه في شخصية القعقاع بن عمر التميمي فقد ابتدأ مقاله بعنوان (القعقاع، هل هو شخصية مختلقة؟!) محاولاً استثارة القارئ.. ثم قال في بداية حديثه (بعرض مسلسل القعقاع بن عمر التميمي على قناة قطر، تظهر معها الخلافات من جديد حول حقيقة شخصية هذا الفارس الذي يصفه مناصروه (بأن صوته في الحرب بألف رجل) و(بطل القادسية واليرموك)..
وهنا مربط الفرس، فقائل هذه المقولة الشهيرة خليفة المسلمين أبوبكر الصديق رضي الله عنه، فكيف يقول عنه (يصفه مناصروه)، ولكن يبدو أن الأخ رجاء نقل بالنص من موقع معادي، وتحدث بما يقولون ويزعمون، ولكن ما أثار استغرابي كيف لشخص مثل رجاء العتيبي أن يعتمد على آراء وأقوال لأناس لهم مواقف معادية.
أخيراً أرجو أن لا يكون هذا سبب آخر في هجوم كاتب الموضوع (اخرج الطبري عن سيف في ذكره ردة هوازن من حوادث سنة 11هـ - 136 أن علقمة بن علاثة الكلبي كان قد ارتد فأرسل أبو بكر إليه القعقاع بن عمرو ليغير عليه فيأسره أو يقتله، ففر منه علقمة فأخذ القعقاع بأهله إلى أبي بكر، فأظهروا الإسلام وجحدوا أن يكونوا على رأي عميدهم، فقبل منهم التوبة ولم يقتل منهم أحداً، أخرج هذه الرواية الطبري عن سيف، ونقل منه كل من أبي الفرج وابن حجر في ترجمة علقمة، وابن الأثير ملخصاً في تاريخه الكامل).
في الختام يقول الأخ رجاء (مشكلة أخرى في شخصية القعقاع بن عمر التميمي كونها مادة الصراع بين الشيعة والسنة، والبحوث الشيعية تنفي وجوده، في حين البحوث السنية تسعى إلى تأكيده) وهنا ناقض نفسه وأثبت أن البحوث السنية تسعى لتأكيده، والسؤال للأخ رجاء العتيبي لماذا نقل بالنص من البحوث الشيعية كما قال وترك البحوث السنية؟؟!! فأيهما يحمل الحقيقة؟؟!!
فأرجو أن يراقب أي كاتب رب العالمين في جميع كتاباته ويعرف أنه محاسب عليها، ويجب علينا أن نبتعد عن العصبية القبلية وأن نعتمد على الحجة والبرهان ونبتعد عن الأهواء التي لا تصنع التاريخ ونبتعد عن (تعقيد التاريخ) أي تسخير وتجيير التاريخ لخدمة العقائد.
شكراً على إتاحة الفرصة للرأي الآخر.
فوزان الماضي
alebeel@yahoo.com