Al Jazirah NewsPaper Thursday  02/09/2010 G Issue 13853
الخميس 23 رمضان 1431   العدد  13853
 
البليهي في حديث عن القصيبي
قارنوه بالمتنبي وستجدون الفرق لصالحه

 

الجزيرة الثقافية - فوزية محمد الجلال

أشاد الأستاذ إبراهيم البليهي بالجهد الكبير الذي قدمته الجزيرة وفاء للراحل الكبير الدكتور غازي القصيبي في حياته وبعد وفاته، وشكر رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك على ما قام به من جهود سابقة ولاحقة لهذا الرجل «الاستثنائي» في أدواره الإدارية والتنويرية والتنموية، وفي هذا الحديث يمتد الحوار مع المفكر الأستاذ البليهي حول القصيبي الذي يراه مطربا ومبهرا ومثيرا وأكبر من أن نرثيه.

في حديثٍ تلفزيوني وصفتَ الراحل الكبيرغازي القصيبي رحمه الله بأنه أرهف وأعمق شاعرية من المتنبي..!! وهذا تقييمٌ قد يَصعق الكثير فالمتنبي هو شاغلُ الناس ومالئ الدنيا؟

- المتنبي فيلسوفٌ عظيمٌ وحكيمٌ ملهم، إنه عميق الفهم للطبيعة البشرية إلى درجة أنك لاتواجه موقفاً صعباً من مواقف الحياة إلا ويُسعفك المتنبي في بيت من الشعر يكون فيه القول الفصل، إن شعره يمثل منظومة فلسفية تختصر أنضج التجارب الإنسانية وتكْشِف أعمق الخلجات النفسية، لكن هذا شيء أما العذوبة والرفرفة الشعرية فشيءٌ آخر، إن سقراط العظيم كان فيلسوفاً مدهشاً لكنه ليس شاعراً وكذلك أفلاطون وأرسطو وديكارت وكانط وغيرهم، فالمتنبي شاعر العقل والفلسفة والحكمة إنه يُعلَّمك ويُلهمك في شعره ويساعدك على فهم المواقف ويُسعفك في التشخيص الدقيق والوصف الجامع الخارق لكل حالة إنسانية تمرُّ بها وهذه فلسفة عميقة وتُعَبَّر عن تجربة ناضجة لكنها ليست رفرفة شعرية، إنه بشعره يعلمك لكنه لايُطربك أما القصيبي رحمه الله فهو يُطرب ويَبهر فشعره مثيرٌ ومنعش ولذيذٌ ومدهش إنه دقيق التصوير ورائع الوصف ولغته أنيقه وعذبة ومترفة، إن اللغة تسعفه بأجمل اللآلئ فهو يُوَظَّف المفردات في تناغم عجيب فتبدو جياشة بالحياة زاخرة بالعذوبة، إنها تأتي ناطقة منادية أخَّاذة طازجة وكأنها مفرداتٌ صَنَعَها هو للتَّو بنفسه للمناسبة ذاتها، إن الألفاظ في تناغمها في شعر القصيبي تأتي وكأنها خاصة به وحده لم يسبق أنْ استخدمها أحد قبله فتدغدغ أعماق نفسك فتحس أنك أمام تجليات إبداعية مدهشة لايجود بها سوى أشعر الشعراء، إنه الشعر في أروع تجلياته، إن هذه هي العبقرية الشعرية الزاخرة...

إنني أدعو المتشككين في تفوق شاعرية القصيبي على شاعرية المتنبي أن يقوموا بالمقارنة مباشرة.. قصيدة بقصيدة وديواناً بديوان ليدركوا الفرق الهائل، فالمتنبي يصنع القصيدة صناعة، إنه كالنحَّات لذلك يستخدم أحياناً ألفاظاً غليظة خشنة لاتُناسب اللغة الشعرية وتحسُّ وأنت تقرأ بعض قصائد المتنبي بأنها مصنوعة بتكلُّف وجهدٍ مُرهق وليست تدفُّقاً تلقائيًّا بعكس قصائد القصيبي التي تلامس شغاف قلبك وتنفذ إلى أعماق نفسك وتُشعرك أنها تدفُّقٌ تلقائي، ومع أن أي إبداع لايأتي إلا بعد اهتمام قوي مستغرق فإن إبداعات القصيبي تظهر وكأنها خالية من الصناعة والتكلف وزاخرة بالعذوبة والحيوية والتلقائية...

إن طول المسافة الزمنية هو الذي يخلق المهابة، فالمتنبي تفصلنا عنه قرونٌ عديدة وقد أضْفَتْ عليه هذه القرون طبقاتٍ من الهالات والمهابة والتقدير الذي يكاد يبلغ حدَّ التقديس، إنه جزءٌ من التراث الذي نقف أمامه مبهورين مستسلمين من غير أي تساؤل أو تمحيص، ثم إن المتنبي رغم أنه رجلٌ فذٌّ وشاعر عظيم وفيلسوف عميق الرؤية إلا أن إبداعه كان في الشعر فقط فقد أمضى عمره شاعراً دون أن ينشغل بأمور أخرى تستنزف طاقته وتستغرق وقته، أما القصيبي فإنه قد أبدع في مجالات عديدة ولم يشغل الشعر سوى جزء من وقته واهتمامه وطاقته لكن المعاصَرة سلبَتْه بعض هالاته ولكن الأجيال اللاحقة سوف تدرك أهميته فتُقيَّم إبداعاته بموضوعية أو ربما باحترام زائد يفرضه فارق الزمن بعيداً عن تحاسد المتعاصرين أو تنافسهم أو الاحتكاك المباشر الذي يُشعر بالتماثل ويُخفي المزايا ولا يسمح بوجود الهالات الإبداعية...

هل هذه القناعات هي التي جعلتك تصف الفقيد بعد وفاته رحمه الله بأنه: (أكبر من أن نشهد له وأعظم من أن نرثيه والمصاب به أفدح من أن يسمح لنا بالكلام عنه إنه رجل الفكر ورجل المواقف ورجل الشجاعة ورجل الصدق ورجل التنوير ورجل الأدب ورجل الإدارة إنه طاقة استثنائية إنه حزمة من المواهب فلو اجتمع الملايين لما سّدُّوا مسدَّه ولا قاموا مقامه فالكثرة لاتصنع القدرة إنه إنسان استثنائي في كل ماتعنيه الاستثنائية فالمصاب به فادح والألم بفقده فظيع) إن الناس قد تداولوا هذا النص عبر رسائل الجوال وجرى نشره في العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية إلا أن البعض - ولستُ منهم - يرى أنك قد بالَغْتَ حين قلتَ بأنه «لو اجتمع الملايين لما سَدُّوا مسدَّه ولا قاموا مقامه»...؟!!

- نحن مازلنا نجهل أن التطور الحضاري ينهض على جناحين: جناح الريادة الفردية الإبداعية وجناح الاستجابة الاجتماعية الكافية إننا حين ندرك ذلك سوف نعلم بأنه ليس في وصْفي له أية مبالغة إن مسيرة الحضارة ووقائعها الكبرى تؤكد أنه في مجالات الفكر والإبداع فإن الكثرة لاتصنع القدرة فلو اجتمع الملايين لما تمكنوا من التوصُّل إلى نظرية الجاذبية والقوانين الفيزيائية الأخرى التي توصَّل إليها نيوتن فكانت الأساس الذي انطلقتْ منه العلوم الطبيعية، ومثل ذلك يقال عن إينشتاين ونظرية النسبية فمن البديهي أن الملايين لو اجتمعوا لما توصَّلوا إلى هذه النظرية الخارقة، إنها حدسٌ عقليٌّ نادر لايأتي إلا باقتحامٍ عبقري باهر وليس هذا الاقتحام محصوراً في المجال العلمي أوالفكري بل إن عملاً روائيًّا عظيما كرواية (الحرب والسلام) للمبدع الروسي تولستوي لايمكن إنجازه بواسطة الملايين مجتمعين فالإبداعات هي إنجازاتٌ فردية خارقة ولا يمكن أن تحلَّ الكثرةُ محل القدرة، إن القدرة الإبداعية طاقة شديدة التركيز والكثافة ولايمكن أن تحل محلها الطاقاتُ الفردية المبعثرة مهما تعاضدتْ فلو أُطْلِقَتْ مليونُ طلقةٍ من مليون بندقية فسوف تسقط كلُّ طلقة في نفس النقطة التي سَقَطَتْ فيها بقية الطلقات في مدى قصير فهي لاتنطلق إلا لهدف قريب ولكن مجموع هذه الطاقة المبعثرة إذا تركَّزَتْ في صاروخٍ واحدٍ فسوف يجتاز مسافات بعيدة ويخترق حواجز صعبة ويصل إلى هدف قصي يتعذر الوصول إليه من دون هذا التركيز في الطاقة، أي أن الفرق بين المبدع وعامة الناس يشبه الفرق بين طلقات آلاف البنادق ذات المدى القصير وانطلاق صاروخٍ عابرٍ للقارات، إنه مثل الفرق بين شتات الضوء وتركيز الليزر فكل الأضواء مادامت مبدَّدة في الجو لاتستطيع أن تحقق المفعول الخارق الذي يحققه الضوء بعد تكثيفه وتركيزه كما هو في الليزر...

ألا يتعارض قولك هذا مع مبدأ المساواة الذي هو من أهم المبادئ الإنسانية..؟!

- إن المساواة تكون مساواة في الحقوق والواجبات أمام الشرع والقانون وفي الحقوق العامة إنها مساواة في القيمة الإنسانية والاعتبار الإنساني لكنها لاتعني التماثل في القدرات فالفروق الفردية هي إحدى الحقائق الإنسانية المعروفة فالناس مختلفون في قابلياتهم العقلية والعاطفية ومختلفون في الظروف التي قَولَبَتْ هذه القابليات إن كل إنسان هو عالَمٌ فريدٌ لايشبه أحداً سواه فرغم وجود الجوامع المشتركة بين كل الناس فإن الفروق الفردية حقيقة صارخة ولا يصح أن نتجاهلها ومع أن أكثر الناس يكونون في المستوى الوسط بين حالة البلادة الثقيلة في الأسفل وحالة الذكاء الفائق في الأعلى إلا أن هذا يستبقي الذروة كحالة استثنائية نادرة للرواد وقادة الفكر والفعل فالعبقرية رغم ندرتها الشديدة إلا أنها إذا جاءت أضاءت ما كان مظلماً واكتشفت ماكان مجهولاً واقتحمت مالم يكن بالإمكان بلوغه لولاها، فلولا الرواد الذين يخترقون الحجُب ويقتحمون المجهول ويسبقون مجتمعاتهم لما تقدمت البشرية، ومن المؤكد أن هؤلاء الأفذاذ لاتُغني عنهم الكثرةُ مهما بلغتْ ولستُ أشك في أن القصيبي رجلٌ عبقري متعدد المواهب بشكل مدهش ومع هذا التنوع في إبداعاته فإنه يتدفَّق تدفُّقاً تلقائيًّا في أي مجال نال اهتمامه وأعطاه شيئاً من وقته وطاقته فهو لايكابد الإبداع وإنما ينهال انهيالاً سهلاً كما ينهال الشلال أو يهطل السحاب أويتدفق النبع فمواهبه سخية ومكتظَّة وجاهزة تُمده فوراً بما يريد فبعد ساعات من قَتْل محمد الدُّرَّة نشرتْ الصحف له قصيدة عن الحدث في غاية الاكتمال والجمال، إنه لاينتظر إدرار الموهبة ولا استمطار القريحة ولكنه يجدها دوماً جاهزة تتدفق بما يريد وبهذا يتضح أنه آية من آيات الخالق العظيم...

الفكرة السائدة حاليًّا هي أن عصر الأفراد الخارقين قد انتهى وأننا في عصر المؤسسات فما قولك..؟

- إن التاريخ والواقع كلاهما يؤكد بأن الحياة البشرية تقوم على القيادة والانقياد وتنهض على جناحين هما: جناح الريادة الفردية الخارقة وجناح الاستجابة الاجتماعية الكافية، إن الفاعلية الإنسانية تقوم على القيادة والانقياد فلا يمكن أن تنتظم هذه الفاعلية إلا بهذا التكامل العضوي، فحتى معاهد البحث تقوم على قيادة فكرية وعلمية مبدعة تضيء بالأفكار الخلاقة ويعمل معها منفذون يتولون البحث وإجراء الاختبارات والتحقُّق من صحة الحدوس الخارقة ولكن لجهلنا بتاريخ العلم فإننا نخلط بين تقنيات البحث التي يستطيع الالتزام بها أي باحث واختراقات الفكر المتوقد التي لايمكن الحصول عليها بالعمل الرتيب وإنما هي ثمرة المواهب العظيمة والاهتمام القوي المستغرق...

وفي مجال آخر فإن الناس يتوهمون أنه في المجال السياسي قد انتهى دور الرجل العظيم بينما أن وقائع الحياة في كل المجتمعات تؤكد أن الحركة السريعة والقطاعات المتعددة للتنمية في هذا العصر أصبحت أشد احتياجاً للرجل العظيم الخارق فلو قارنا بين كوبا وسنغافورة لوجدنا فرقاً هائلاً ولم يكن ذلك إلا بفارق الاهتمام المحْوري عند كاسترو في كوبا ولي كوان يو في سنغافورة وربما من أكبر الشواهد على ذلك الطفرة التي حققتها الصين بعد أن تولى قيادتها الرجل الداهية (دنغ كسياوبنغ) بل حتى في المجتمعات التي تعتمد على المؤسسات الديمقراطية مثل الولايات المتحدة الأمريكية نجد أن للقيادة السياسية دوراً شديد الوضوح فأمريكا ريقان ليست هي أمريكا كارتر كما أن أمريكا كلنتون ليست هي أمريكا بوش الابن وهكذا نجد أن الدور القيادي سيبقى أساسيًّا في كل العصور بل تزداد أهميته كلما تعقدت الحياة البشرية...

هل كنتَ من أصدقائه وجلسائه وما هو نوع ومستوى العلاقة بينكما...؟

- لم يسبق أن التقيتُ به في أية جلسة خاصة وإنما أنا مثل أي مواطن أعرفه من بعيد عن طريق أعماله وإنجازاته وإبداعاته فقد كنت أتابع جهوده الإبداعية وكنت مُعْجَباً به منذ بداية تألُّقه الإداري وفي البداية لم يكن الذي شدَّني إليه هو فكره ولا شعره ولا أي إبداع كتابي تميَّز به وإنما بَهَرَني بإنجازاته في وزارة الصناعة والكهرباء ثم في تألُّقه الإداري في وزارة الصحة ثم امتدَّ هذا الإعجاب إلى الجوانب الإبداعية الأخرى وقد اقتنعتُ بأنه رجلٌ استثنائي ليس على المستوى الوطني المحلي أو العربي وإنما هو ظاهرة إبداعية على المستوى العالمي وأعتقد أننا حتى الآن رغم كل الاحتفاء به وبإبداعاته إلا أننا لم نعرفه حقَّ المعرفة، لكنني أجزم أنه سيصبح مستقبلاً موضوعاً لدراسات أكاديمية متنوعة في رسائل ماجستير ودكتوراه وفي دراسات نقدية واسعة ومتنوعة تتلمَّس مختلف الجوانب الإبداعية لديه...

ماهو في نظرك الأبقى خلوداً من إبداعات غازي القصيبي: الإبداع الفكري أم الشعري أم الروائي أم الإداري أم الدبلوماسي أم الإنساني؟

- في المجال الفكري لم يضع القصيبي في خُطَطِه الإبداعية أن يُقَدَّم مشروعاً فكريًّا وإنما كان يبثُّ أفكاره التنويرية تلقائيًّا في أشعاره ورواياته وفي المقالات والمحاضرات، لكن الإبداع الذي سيبقى له إلى الأبد هو الإبداع الشعري، ثم يأتي بعده الإبداع الروائي وسيرته الذاتية التي كتبها بنفسه لأنها ذاتها عملٌ إبداعي أما إنجازاته الإدارية فسوف يطويها الزمن وينساها الناس وكذلك إسهاماته الدبلوماسية وقبل ذلك سوف ينسى الناس إسهاماته الإنسانية، فمن الذي يتذكَّر الآن رغم قصر المدة! أنه كان صاحب أول مبادرة إنسانية في المملكة للاهتمام بالمعاقين؟!! إن القصيبي رائدٌ عظيم في كل مجالٍ أعطاه اهتمامه وكرَّس له طاقته لكن التاريخ سيبقى يتذكَّره شاعراً مبدعاً وروائيًّا رائداً، أما ماعدا ذلك فسوف يختفي مع الزمن فالمجتمعات ضعيفة الذاكرة والناس لايتذكرون إلا مايهمهم في يومهم وغَدِهم وما يمس حياتهم بشكل مباشر وحاضر لذلك تضيع مآثر الكبار بسرعة باستثناء الإبداعات المكتوبة التي تتخطى ثقافة المشافهة...

حين سافر للعلاج قلتَ فيه قصيدة طويلة لكنك حسب علمي ما رثيتَه شعراً بعد رحيله الصاعق رحمه الله..؟

- أنا لي موقفٌ معلن منذ سنوات عن قيمة الرثاء فقبل نحو عشرين عاماً نشرتُ مقالاً بعنوان (الرثاء تكريمٌ فات أوانه) لأن الذين يستحقون الرثاء بعد أن يموتوا لابد أنهم يستحقون الثناء وهم أحياء فهذا هو الذي يعوضهم بعض التعويض عن المكابدة والمعاناة ويشعرهم بالأهمية التي يستحقونها ويحفظ لهم المكانة التي تليق بهم أما الرثاء فلن يسمعوه ولن يستفيدوا منه إنه يشبه مايفعله بعض الأثرياء الذين يبخلون أثناء حياتهم ثم عند الوفاة يوصون بالبذل!! إننا نحن العرب منذ أقدم العصور نَشُحُّ على الأحياء بالثناء والتقدير والاعتراف ولكننا نسخو إلى درجة الإفراط في تمجيد الأموات والمبالغة في مآثرهم وهذه إحدى معوقات التنمية فلا قيمة للمبدع عندنا حتى يموت!!

في حديثك عن القصيبي في القناة الثقافية أكدت بأن نجاح القصيبي الباهر في وزارة الصناعة والكهرباء ثم في وزارة الصحة مقارنة بالمشكلات التي واجهها بوزارة العمل والتي اعتبرها البعض إخفاقاً تعطينا مثالاً حيًّا على قدرة المبدع على الإنجاز إذا كان طليقاً وتعثُّره إذا ارتبط عمله باستجابة الآخرين إن هذه من الظواهر المهمة التي تستحق مزيداً من المعالجة والتوضيح فهل تزيدها إيضاحاً..؟

- نعم إن رجل النجاحات الباهرة غازي القصيبي لا يصح تقييمه بعمله في وزارة العمل لأن نجاحه في هذه الوزارة ليس متوقَّفاً عليه وإنما في الدرجة الأولى كان متوقَّفاً على استجابة المجتمع بأفراده وفئاته ومؤسساته الأهلية والأجهزة الحكومية ذات العلاقة، وهنا نأتي لنظريتي عن ضرورة التكامل العضوي بين: الريادة الفردية الإبداعية والاستجابة الاجتماعية الكافية فالمبدع لا يلام على عدم استجابة المجتمع ولم تكن تجربة القصيبي في وزارة العمل هي تجربته الأولى ليُحكم عليه بموجبها وإنما سبقتْها نجاحاتٌ باهرة له في كل المسؤوليات التي شَغَلَها مما يؤكد أن أي إخفاق في هذه الوزارة لايعود إليه كمبدع إداري وإنما يعود إلى عدم استجابة المجتمع لتطلعاته السابقة لعصره...



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد