Al Jazirah NewsPaper Thursday  02/09/2010 G Issue 13853
الخميس 23 رمضان 1431   العدد  13853
 
مفاوضات السلام

 

على الرغم من أنَّ العملية التي أسفَرتْ عن قتل أربعة إسرائيليين من قِبَل مقاتلي القَسَّام من حركة حماس من مستوطنة كريات أربعة، قد أثارت موجة من التشاؤم قبل بدء المفاوضات المباشرة، مما وسع مساحة دائرة المتشككين بإمكانية نجاح هذه المفاوضات وقدرة الرئيس أوباما على الوصول بها إلى الهدف المنشود، وهو تحقيق تسوية سلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تنهي الحرب وأعمال العنف المستمرة، وتحقق للفلسطينيين دولتَهم المنشودة وتنهي الاحتلال، وتمنح الأمن للإسرائيليين، وقبول في المنطقة.. على الرغم من كل هذا التشاؤم، إلا أنَّ المصلحة لا بد وأنها ستكون دافعاً قوياً للرئيس أوباما والزعماء الأربعة المجتمعين معه لتحقيق بداية تنهي هذا العنف الدموي، والذي أصبح مبعثاً للقلق ليس للمنطقة فحسب، بل وللعالم أجمع. فقد تأكد أنَّ معظم المشكلات والحروب التي شهدتها المنطقة العربية كانت إفرازاً سلبياً للصراع العربي الإسرائيلي، وأن مساحة الصراع امتدت لتشمل دولاً أخرى خارج حدود الوطن العربي، لتشمل إيران وأفغانستان، وتمتد إلى أوروبا وأمريكا نفسها التي تضررت من تبعات هذا الصراع، فشهدت أراضيها تفجيرات وأعمال عنف. إذ إنَّ تنامي الإرهاب وانتشاره يُعَدُّ أحد الإفرازات السلبية و(الوتد) الذي تعود إليه الجماعات الإرهابية كمبرر زائف لأعمالها.

وهكذا، فإنَّ مصلحة تسوية الصراع العربي الإسرائيلي لا تنحصر إيجابياته على الفلسطينيين والإسرائيليين والعرب فقط، بل تتعدى كذلك للأوروبيين والأمريكيين والروس، وكل القوى الدولية المؤثرة كالصينيين واليابانيين. لأنَّ تسوية قضية دولية مزمنة لا بد وأنْ تنعكس إيجابياً وتتوزع فوائده على الجميع. ولهذا فإنَّ كلَّ هذا الجمع يأمل أنْ يوفق أوباما في مسعاه، وأنْ يَقْنِعَ المفاوضَين الرئيسَين وبالذات نتنياهو، بأن يكونَ مَرِنَاً ومُتَفَهِّمَاً للمطالب الشرعية التي يطرحها محمود عباس الذي يعي تماماً مساحة التحرك التي يمتلكها نظيره التفاوضي. الإسرائيليون قبل الفلسطينيين يضرُّهم استمرار الصراع والعنف في المنطقة، وعملية الخليل تؤكد هذا. وإنهاء الصراع وإشاعة السلام يستفيد منه الجميع. فهل يفرضُ المنطقُ والمصلحةُ على المتفاوضين العملَ هذه المرة لتحقيق ما يَأْمَلُه كلُّ محبي السلام؟

***



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد