Al Jazirah NewsPaper Thursday  02/09/2010 G Issue 13853
الخميس 23 رمضان 1431   العدد  13853
 
القصيبي في أمسية جدة

 

جدة - صالح الخزمري

يظل غازي القصيبي حاضرا بيننا رغم غيابه الجسدي ولا أدل على ذلك مما ينشر يوميا عبر الصحف ومواقع الإنترنت وإن كانت كل تلك المشاركات تظل حائرة أهي تتحدث عن الروائي أم الشاعر السياسي والدبلوماسي والإداري الذي ملأ الدنيا وشغل الناس.

محبو الراحل من الساحل الغربي من جدة نظموا أمسية وفاء للراحل قدم فيها علي المالكي وعبدالهادي صالح وأميرة كشغري أوراقا تتحدث عن الراحل وإبداعه.

الناقد علي المالكي في ورقته عن تجربة القصيبي: قال إنه واكب بأدبه أحداث عصره إلا أنه أفلت بأسلوبه الأدبي الخاص الذي ميز قلمه عن الوقوع في فخ أدب المناسبات الذي يحول الأدب إلى أرشيف للأحداث بأسلوب جاف يصطنع العاطفة بصور لا تنبض فيها روح الأدب، فما كتبه عن أحداث الخليج وتحرير الكويت وفلسطين كانت أحداثا بطلها الموت واحتلت مساحة كبيرة في شعره بوجه خاص فكان الرثاء غرضا شعريا حاضرا في نصوصه، وكان رثاء يختلط بإحساس حاد بالزمن الذي يعبر كعربة مسرعة تتوقف من حين إلى حين لتحمل قريبا أو صديقا إلى القبر وفي كل مرة تومئ إليه بأنه قد يكون هو الراكب القادم وأضاف: أن الجانب السردي شغل حيزا كبيرا من كتاباته إضافة إلى شقة الحرية كتب القصيبي عدة روايات اعتمدت بشكل عام على تقنية القناع وملامسة جراح الأمة العربية ووضع يده على الداء دون أن يعطي وصفة مباشرة للدواء وبين المالكي أن أدب القصيبي سيشغل المهتمين أكثر بعد وفاته وليس أدل على ذلك من تلك الصفحات التي سطرت عن القصيبي وأدبه الكثير من الجرائد العربية والعالمية.

أما شاعرية القصيبي فقد تحدث عنها الشاعر الزميل عبدالهادي صالح وقال إن القارئ في دواوين الراحل المتعددة سيكتشف شاعراً شفيفاً انفصل فيها عن القصيبي السياسي والإداري لا يفتعل الشعر ولا يخجل من التصريح بما يريد إنشاده بالرغم من مكانته ووضعه الذي يتطلب منه نموذجاً معيناً في المجتمع، وليثبت أن ذلك لا يكون عائقاً أمام الإبداع والمبدع الحقيقي. وأضاف: أن اللغة الشعرية التي يحرص القصيبي على صناعتها ببراعة ووعي كبيرين رشيقة ومطواعة بين يديه، ومبتعداً عن المفردات الميتة التي تخلق الغربة والجفاء مع القارئ كما في قصيدته (حديث الشتاء) و( أغنية في ليل استوائي) وسواهما. وأكد صالح: أن القصيبي لم يغفل أهمية حضور التراث الأدبي في كتاباته وإحيائه بطريقته الخاصة في قصائده كما في ديوانه الشعري (سحيم).

د. اميرة كشغري تحدثت عن خوض الراحل منافسات عدة في قضايا المرأة السعودية وإتاحة الفرصة لها بالشراكة الدائمة في النهوض بهذا الوطن ومقدراته، واعتبرت أن رحيل معاليه خسارة كبيرة لأنه ترك فراغا كبيرا وحري بالجميع الاحتفاء به وإنشاء مركز ثقافي كبير يخلد ذكراه ويعرف الأجيال الجديدة على هذا المبدع السعودي الكبير. وأكدت كشغري أن الراحل استثمر حياته في الكتابة والفكر ولا أدل من ذلك كتبه التي بين يديكم وقصائده المتعددة والتي عبرت عن إحساسه المرهف وطريقته في التعبير عما يعتمل في داخله.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد