Al Jazirah NewsPaper Thursday  02/09/2010 G Issue 13853
الخميس 23 رمضان 1431   العدد  13853
 
لما هو آت
إنها الأساس..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

يحدث أن تقف في انتظار دورك في المصحة، أو عند نقدك قيمة مشترواتك.., أو عند جهاز الصراف، أو لأخذ موعد ما.., أو لمقابلة شخص لأمر.., فيسقط عليك من يستحل مكانك..

ويحدث أن تتغير في غمضة عين حجوزاتك في عيادة طبيب بعد أيام انتظرت فيها بفراغ الصبر موعدك فتجد من يهاتفك ليخبرك عن تغير مواعيدك.., ويسقط أشخاص آخرون في مكانك، أو يسلب الموعد موعد آخر للطبيب يسافر فيه أو لديه اجتماع.. ونحوه.., ويحدث أن تحجز لك ولأسرتك لفسحة ما، فتجد من يستبدل طاولتك بأخرى.. أو مجلسك بغيره...

كل الذي يحدث لك ليس لأن من احتل مكانك في المصحة وعند المحاسبة أو صرف النقود، أو مقابلة الآخر، أو عيادة الطبيب، أو مقعد المطعم أو القطار، أو الشرفة المطلة على البحر أو البراح المنتقى.. هوشخص أهم منك، ولا أثرى منك، ولا أقل تواضعا منك.. ولا أحق منك، ولا أرفع درجة منك، ولا أكثر صيتا منك..، وإن تساوت كل هذه المؤشرات في الأحقية الفردية، وفرض عليها أسبقيتك في الطابور، وأسبقيتك في المكان، وأسبقيتك في المواعيد.. بل لأن هناك شيئاً واحداً هو الذي يحرك هذا التجاوز ينبثق من ثقافة الناس في حسن التعامل.. والذي يندرج تحته من الصفات ما هي حبات ثمينة في عقد الأخلاق...

إذ ينقص اللاهثين من أجل التحضر والتمدن والتعلم والتطور أن يلتفتوا للأخلاق مناط السلوك وموطن الحقوق.. والفاصل بين النور والظلام في علائق الناس.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد