Al Jazirah NewsPaper Thursday  02/09/2010 G Issue 13853
الخميس 23 رمضان 1431   العدد  13853
 
حفلات تخرج الطالبات
من كعكة داخل الفصل إلى حفلات صاخبة في صالات الأفراح

 

الدمام - هيا العبيد

حفلات ديجيه، رقص، سهرة هاي كلاس، عروض أزياء، وشعر وشاعرات وتصويت لملكة الجمال.. نحن هنا لانتحدث عن برنامج يقدم على شاشة في فضاء غربي أو مسابقة سوبر ستار في بلد عربي بل عن حفلة تخرج لطالباتنا تقام في مدارسنا أو في إحدى صالات الأفراح.

كانت البداية حفل اختتام الأنشطة اللامنهجية داخل المدرسة أو الفصول، ثم تطور الأمر إلى عدة فعاليات لتتحول إلى حفلات صاخبة تتفنن فيها الطالبات وتصبح موضة لايصلح التخرج إلا بها!

الجزيرة دخلت هذا الفضاء وسبرت أغوار المشاركين فيه والمسؤولين عنه في استطلاع كشف جزءاً من واقع تعيشه بعض المدارس والجامعات، حتى أصبحت بعض المدارس مكاناً لتقديم العروض «الثقافية» الراقصة للطالبات الصغار والمراهقات..

تقول أم فيصل: قبل نهاية العام الدراسي اصطحبتني صديقتي لحفل تخرج ابنتها في إحدى الاستراحات بالمنطقة وحضرت الحفلة على أنها ضمن الحفلات الاعتيادية التي تقام إلا أن الصدمة كانت بعدما شاهدت مناظر الفتيات وقد اكتسح العري أجسامهن بملابسهن الفاضحة وقصات الشعر والتقليعات الغريبة التي انتشرت بين أوساط الطالبات وتقليدهن لبعض المظاهر والسلوكيات الخاطئة. وأضافت أم فيصل: يتم ذلك بعيداً عن أنظار الأسرة وإدارة التربية والتعليم لاتعلم بما يدور في خباء تلك الحفلات التي تخدش الحياء، معبرة عن استيائها من قيام الطالبات بما يدعونه حفلة تخرج.

من جهتها أشارت أم خالد المطيري إلى أن إحدى بناتها طلبت منها مبلغ 500 ريال للمشاركة مع زميلاتها في إقامة حفل نهاية العام في إحدى القاعات بالمنطقة، وقالت: لا أعلم من الذي يحدد تلك الرسوم وعلى أي أساس تحدد، وهل وزارة التربية والتعليم تعلم عن ذلك، ولم تخفِ أم خالد تأييدها للحفلات الخاصة بالتخرج ولكن بشروط.

على ذات الصعيد فإن لهذه الحفلات «طقوس» خاصة فبعضها تقام في المدراس وبعضها الآخر في القاعات والاستراحات والفنادق، وبإمكان أي طالبة اصطحاب صديقتها أو صديقة صديقتها إلى الحفل باعتبارها «ضيفاً خاصاً»!

المعلمة صالحة الودعاني بينت أن الطالبات هن من يردن إقامة مثل تلك الحفلات؛ بل ويطلبن عدة أمور تكون موجودة بالحفل، ولم تعد الطالبات يرضين بحفل بسيط أو محدود، وجميع هذه الأمور تتطلب زيادة في رسوم الحفلة، وخاصة أن بعض المدارس تطلب 150 ريالاً من الطالبة وهذا المبلغ هو أقل رسوم ممكن أن تطلب من الطالبات فالمبلغ ليس بالكبير مقارنة بالتكاليف الأخرى، موضحة أن سعر عباءة التخرج وحدها لا تقل عن 90 ريالاً، فضلاً عن الفرقة «الطقاقات» التي تطلبها الطالبات والورود والهدايا والتقديم.

وأوضحت المرشدة الطلابية غالية الحمد أن هناك حفلات تقام بنفس المدارس والكليات أي أنها تكون بنفس المنشأة التعليمية، فيتم الاتفاق حينها بين المعلمات والطالبات إلا أنه في أحيان أخرى يتم بين الطالبات فقط ويكون الاحتفال في قاعة احتفالات خاصة من دون التقيد بزمان ومكان المبنى الحكومي.

وأكدت الحمد أن الأزمة الاقتصادية التي نعيشها والغلاء المعيشي لم يقلل من ظاهرة البذخ في حفلات التخرج التي توسعت لتشمل وجود فرقة خاصة لزف الخريجات والإهداءات الخاصة بأبيات الشعر، مشيرة إلى أن الأمهات مستاءات لكنهن يقفن عاجزات أمام رغبة بناتهن في حفلات التخرج ويرضخن للأمر الواقع في دفع المبلغ المطلوب من الفتاة.

من جهتها قالت أم وسيم وهي مشرفة على إحدى القاعات المشهورة بالمنطقة الشرقية «ل الجزيرة»: إن ثقافة حفلات النجاح لم تكن بالفكرة الحديثة، ففي السابق كانت الأسر تُقِيم مناسباتها في المنزل، إلا أن المستثمر أدخل ابتكارات تتلاءم مع المناسبة المقامة، بهدف جذب الزبائن وتوفير الراحة لهم، حيث الاعتماد التام على صالات الأفراح والقاعات. وتابعت بالقول: يتم استئجار القاعة نهاية كل عام، وتجد الجميع يتنافس ليظهر قدرته على إيجاد مزايا أفضل وعروض تتناسب مع الشريحة العمرية المُحتفل بها، لتصل بذلك حجوزات بعض القاعات المميزة إلى نسبة 90 في المائة.

وأشارت إلى أن بعض الطالبات المتخرجات تكون حفلتها ذات طابع خاصة تقيمها أسرة المتخرجة بمساعدة الفرق الشعبية المشهورة بعد الاتفاق مع صاحب الصالة وتمتد الحفلات إلى ساعات متأخرة من الليل.

وقالت مديرة مكتب التربية والتعليم غرب الدمام خيرية السيف: إن حفل المدارس يقام حسب ضوابط وقوانين شرعية من قبل إدارة التربية والتعليم حيث لاتسمح إدراة التعليم بالتكاليف الباهظة والمبالغ فيها من قبل المشرفين على الحفل وقد غيرت مسمى حفل التخرج إلى حفل توديع الطالبات حتى لا يأخذ منحى آخر لأجل المسمى فتكون هناك مبالغة في التكاليف التي تنافي التعميم سواء من قبل الإدارة أو مديرات المدارس على حد سواء، وأشارت السيف إلى أن بعض التكاليف التي تحصل في حفلات المدارس هي حالات فردية حدثت في ظل غياب الرقابة من قبل المسؤولين ولانستطيع تعميمها على أنها تشكل ظاهرة منتشرة في الوسط التعليمي، لذا على من تجد مثل هذه التكاليف أن تبلغ إدارتها للرفع بها للمسؤولين ومعالجة القضية واحتوائها قبل أن تكون ظاهرة حسب ماتنص عليها التعاميم الصادرة من الوزارة.

ومن جانب آخر أكدت مسؤولة العلاقات العامة والإعلام التربوي بوزارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية قماشة العليان بأن وزارة التربية والتعليم أصدرت تعميماً ينص على منع تكاليف الطالبات غير الضرورية سواء مادياً أو عينياً كجلب المأكولات والمشروبات وغيرها علماً بأن مثل تلك البرامج فيها نسبة من ميزانية المدرسة لجميع الاحتياجات بموجب ضوابط تنظم أوجه الصرف المعتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم وبإشراف من إدارة التوجيه والإرشاد لخدمات الطالبات وفيما يتعلق بخصوص الحفلات الخارجية التي تنظمها الطالبات وذويهم فليس للوزارة علاقة بها كونها لا تحتفل بطالبتها إلا داخل المدرسة وبصفة رسمية وتمنع إقامة حفلاتها خارجياً.

من جهته بين مدير إدارة العلاقات العامة المكلف بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة عسير الشيخ عمر بن عبد الله الشقحاء أن خيرية الأمة بقيامها برسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (110) سورة آل عمران ودور الهيئة أمني وتوعوي وتوجيهي حسب تعليمات وتوجيهات ولاة الأمر حفظهم الله للقيام بهذه الشعيرة.وأوضح أن الهيئة تعنى بدراسة الظواهر المخالفة والدخيلة على المجتمع السعودي المحافظ على الأسس الشرعية التي أمره الله بها، ووضع التوصيات والحلول المناسبة التي تسمو وترقى بهذا المجتمع، ولا يخفى على الجميع أن من مهام الهيئة كذلك الحيلولة دون وقوع المنكرات ووقاية المجتمع مما قد يشوبه من الظواهر المنتشرة في بعض الدول الأخرى مما يخالف الشريعة الإسلامية.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد