Al Jazirah NewsPaper Thursday  02/09/2010 G Issue 13853
الخميس 23 رمضان 1431   العدد  13853
 
مخاطر الطريق وعدم اعتراف التعليم العالي بشهاداتهم.. أبرز المشكلات
طلاب وموظفو الحدود الشمالية في رحلات أسبوعية لطلب الشهادات العليا من الدول المجاورة

 

الجزيرة - فهد الديدب

في كل يوم أربعاء.. يبدأ عدد من الطلاب «المكافحين».. في المنطقة الشمالية (تبوك - عرعر- القريات - الجوف) رحلة البحث عن الدراسات العليا.. ماجستير ودكتوراه في الدول المجاورة لتلك المناطق.. وبالذات في الأردن وسوريا ولبنان والعراق سابقاً.. حيث لا تتوافر في تلك المناطق الحدودية أي فرصة للدراسات العليا وقلة فرص الابتعاث.. وبُعد المنطقة عن المدن الرئيسة التي تتاح فيها الفرص للدراسات العليا الموازية.

رحلات شاقة

رحلات مضنية جداً وشاقة ومليئة بالمخاطر.. لعل أهمها تكبدهم مشاق السفر كل أربعاء والعودة كل جمعة.. حيث إن الطريق الدولي الذي يمر بالمنطقة الشمالية وهو الطريق الوحيد الذي يربط دول الخليج بأوروبا.. قد شهد حوادث مأساوية.. راح ضحيتها أحد المعلمين الذي لم يتبق له لإتمام دراسة الدكتوراه إلا المناقشة.. ولكنه توفي في حادث مروري قبل مدينة عرعر.. تاركاً لنا شقاء السنين وعذابات الترحال.. وغيره من الحوداث المؤلمة.. فهي قصص وأحداث ورحلات تستحق أن تُسمع وتُكتب وتُروى.

يقول طالب الدراسات العليا بالجامعة الأردنية عبد الرحمن الرويلي: لا شك أن مهمتنا مليئة بالمنغصات بدءاً من طول الطريق وزحمة الحدود البرية وصعوبة الدراسة والتوفيق بينها وبين العمل اليومي.. وكذلك المشكلة الأهم وهو قرار التعليم العالي بإيقاف الاعتراف بعدد كثير من التخصصات في الجامعات الأردنية.. مما قلل كثيراً من إمكانية معادلة الشهادة بعد التخرج.. (الجزيرة) اتجهت للطلاب السعوديين وسجلت آراءهم.. يقول الطالب سعود سامي: الدراسة في الأردن.. تشهد إقبالاً متزايداً من طلاب منطقة الشمال عموماً.. لغياب كافة فرص التعليم العالي في المنطقة.. وأيضاً لقرب المسافة نسبياً.. حيث إن العاصمة الأردنية عمان تبعد قرابة 150 كم عن أقصى الشمال.. بينما نجد أن العاصمة الرياض والتي تتوفر فيها فرص التعليم العالي والتعليم الموازي تبعد أكثر من 1700 كم.. وهذا هو السبب الحقيقي لتوجهنا للأردن.. بالرغم من التكاليف الباهظة التي يدفعها الطالب الدارس على حسابه الخاص.. وخطورة الطريق التي تطارد كل الطلاب في كل يوم أربعاء.. والعودة في كل يوم جمعة.. ومضيفاً بأن قرار التعليم العالي السعودي بإيقاف الابتعاث لبعض التخصصات في الأردن قد شكَّل ضغطاً نفسياً للطلاب.. الذين يعانون كل أسبوع من قساوة الترحال والمصاريف الكبيرة.. والرسوم المتزايدة من الجامعات الأردنية ويضيف الطالب حمدان الشراري بقوله: المشاكل مشتركة ومعروفة.. ولكن يضاف إليها.. صعوبة الدراسة في بعض الجامعات الأردنية.. حيث إنني ومنذ أربعة أعوام أصارع من أجل نيل درجة الماجستير.. ففي كل عام أتفاجأ بنتائج أقل من المتوقعة.. وأجد حرجاً بالعودة للمملكة بعد كل هذه السنوات بخفي حنين.. ومستغرباً من قرار التعليم العالي بإيقاف الابتعاث بحجه التكدس وقال: إذا تعليمنا العالي يرى التكدس.. فلماذا لا يوفرون لنا تعليماً عالياً يوقف ما يسمونه بالتكدس.. فنحن نعاني كل أسبوع ذهاباً وعودة ولا نجد بديلاً.. ونعاني من إرهاق نفسي ومادي لا حدود لهما.. وأشاد الطالب فهد العنزي.. بالدراسة في الأردن ووصفها بالقوية والمثمرة وشاكراً للملحقية الثقافية تعاونها ووقوفها مع الطلاب حيث قال: الدراسة في الأردن شاقة وجميلة ومليئة بالفائدة والتجارب الجديدة المكتسبة.. ونجد كل تعاون مع الملحقية الثقافية التي بدورها تسعى لتوفير ما تستطيع من جهد لتسهيل القبول في الجامعات الأردنية ومتابعة كل المشكلات الطلابية وعلاجها.. وعن أهم المشاكل يقول: لا شك أن ارتفاع الرسوم الدراسية وخطورة الطريق من أهم المشاكل.. ويقول الطالب فالح السالم.. وهو طالب دكتوراه في لبنان.. صدقني إننا في مهمة إعجازية.. حيث إنني أقطع كل أسبوع حدود 4 دول ذهاباً وإياباً.. حيث إنني أسافر من السعودية.. مروراً بالأردن وسوريا.. ووصولاً لبيروت.. لاستكمال الرسالة ومقابلة المشرف عليها واستكمال إجراءات البحث.. ويضيف الطالب محسن إبراهيم طالب ماجستير بسوريا.. ونحن نتعلم كل أسبوع.. ولسنا مثل من يجلس في منزله انتظاراً للتعليم العالي في منطقتنا.. ولا يمكن أن تكون دراستنا ترفيهاً أو قضاء وقت جميل.. فنحن معذبون.. ونتلذذ بهذا العذاب أملاً في الماجستير ومن ثم الدكتوراه.. وعن شروط القبول في الجامعات الأردنية يقول الطالب سعد الماجد: بلا شك أصبح القبول بشق الأنفس ويتطلَّب موافقة الملحقية الثقافية السعودية كشرط جديد للقبول وموافقة جهة العمل للموظفين الحكوميين السعوديين على رأس العمل.. واجتياز امتحان التوفل.. بالإضافة إلى ارتفاع الرسوم الدراسية بشكل لافت وشاق جداً على الطلاب.

ومن النماذج المشرفة للدارسين السعوديين في الأردن حصول الطالب صالح بن محمد دغيم العارضي المبتعث من قبل وزارة التعليم العالي إلى جامعة الزرقاء المملكة الأردنية الشقيقة لدراسة البكالوريوس في تخصص علم الحاسوب في العام الماضي على المركز الأول في المسابقة السنوية التي تعدها وزارة الاتصالات بالاتفاق مع جامعة البتراء على مستوى الجامعات الأردنية والعربية، وتسلم الجائزة من وزير المواصلات الأردني المهندس زياد الأكرم.

معلومات وإحصاءات

شهد الإقبال على الجامعات الأردنية تراجعاً ملحوظاً بعد قرار وزارة التعليم العالي بإيقاف الابتعاث لعدد من التخصصات التي تشهد تكدساً من الطلاب السعوديين هناك.

أبدى عدد من الطلاب شكرهم وتقديرهم للتعاون الملحوظ من الملحقية الثقافية السعودية في الأردن.

ارتفاع ملحوظ في الرسوم الدراسية في كل من الأردن وسوريا ولبنان.. حيث إن الدراسة تكلف الطالب السعودي في بعض الجامعات الأردنية قرابة 350 دولاراً للساعة.

عبَّر عدد من أعضاء هيئات التدريس الأردنية عن إعجابهم بكفاح وإصرار الطلاب السعوديين على تحمُّل مشاق السفر والانتظام والتحصيل الجيد.

النسبة الأعلى من الطلاب السعوديين في المناطق الشمالية يدرسون في الأردن.. وثانياً في سوريا.. وعدد قليل في لبنان.. وعدد أقل في مصر بالسفر عن طريق الأردن.

عدد الطلاب السعوديين الدارسين في الجامعات الأردنية بلغ حوالي خمسة آلاف طالب وطالبة في جميع مراحل التعليم الجامعي والعالي.. وعدد المبتعثين 2678 طالباً وطالبة، منهم 422 من ذوي الاحتياجات الخاصة، و67 موظفاً من مبتعثي المؤسسات الحكومية، كما أن عدد الدارسين على حسابهم الخاص 1700 طالب وطالبة.

الخطوط الجوية السعودية في إطار دعمها للطلاب السعوديين الدارسين في سوريا بتخفيف العبء المالي عنهم بمنح الطلبة الدارسين في مرحلتي التعليم العام والتعليم العالي أسعاراً تشجيعية للمسافرين منهم إلى المملكة على متن رحلاتها.

يُرجع الدارسون في سوريا سبب قلة عدد الطلاب السعوديين الدارسين هناك بالرغم من اعتراف وزارة التعليم العالي بالجامعات السورية لأن الجامعات في سوريا لا تسمح إلا بـ 5% من الأجانب بحيث يوجد عدد قليل جداً من المقاعد الدراسية للسعوديين.

يبلغ عدد الطلاب السعوديين في لبنان حوالي 800 طالب وطالبة يدرسون في أربع جامعات هي: الجامعة الأميركية، الجامعة اللبنانية الأميركية، الجامعة العربية، والجامعة اللبنانية، فضلاً عن أعداد قليلة في جامعات متفرقة، وتشمل الطلاب المبتعثين والدارسين على حسابهم الخاص والموظفين السعوديين هناك.

أهم العوائق التي تواجه الطلاب في لبنان تتمثَّل في اللغة الإنكليزية، حيث تدرس المواد باللغتين الفرنسية والإنكليزية، لذا يحتاج معظم الطلاب إلى بذل جهود إضافية لدراسة اللغة الإنكليزية والتمكن منها.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد