Al Jazirah NewsPaper Monday  13/09/2010 G Issue 13864
الأثنين 04 شوال 1431   العدد  13864
 
منتقدون: التغييرات المقترحة تثير القلق بشأن مستقبل استقلال القضاء
الناخبون الأتراك يتمنون أن تخفف التعديلات آلام انقلاب 1980

 

أنقرة - وكالات:

أدت عملية متابعة الاقتراع في عدد من القرى ومناطق جنوب شرق البلاد التركية إلى اندلاع حوادث من بينها الاشتباك بين قوات الأمن التركية ونشطاء أكراد يدعون لمقاطعة التصويت في أجزاء من جنوب شرق البلاد، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين في مرسين (جنوب) وأوقفت عشرة أشخاص.

وربما يؤثر تصويت الأكراد في نتيجة التصويت الذي لم يبرز اتجاهاً واضحاً لآراء الناخبين بشأنه. وفي مسعى لكسب التأييد أحيت الحكومة ذكريات القمع الوحشي الذي أعقب انقلاب عام 1980.

وقال شهيد يلمازر وهو جندي من أيام الانقلاب أثناء إدلائه بصوته في إسطنبول: «ينبغي أن تكون نتيجة التصويت هي نعم.. ليس فقط من أجل المستقبل الديمقراطي لتركيا ولكن أيضا لتصحيح أخطاء الماضي وتخفيف آلام الذين عانوا جراء انقلاب عام 1980».

ولا تشكك المعارضة العلمانية في أن بعض التعديلات لازمة إلا أنها تقول إن المقترحات ستمهد الطريق أيضاً أمام السيطرة على المحاكم من جانب حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتمتع بأغلبية برلمانية كبيرة وأقام قاعدة سلطة قوية في الدولة خلال ثماني سنوات قضاها في الحكم.

ومع تراجع قوة الجيش جراء الإصلاحات التي يطالب بها الاتحاد الأوروبي صارت المحاكم العليا آخر ملاذ للمؤسسة العلمانية المحافظة.

وتضم مجموعة الإصلاحات 26 بنداً ينظر إلى معظمها على أنها متدرجة وغير مثيرة للجدل منها بند يجعل من الممكن محاسبة الجيش أمام المحاكم المدنية.

ويقول منتقدون إن التغييرات المقترحة لتشكيل المحكمة الدستورية والهيئة العليا للقضاة وممثلي الادعاء وهي هيئة تابعة للدولة مكلفة بتعيين القضاة تثير القلق بشأن مستقبل استقلال القضاء.

وقال المدرب في مجال قيادة السيارات سارينور بيان (43 عاماً) الذي بدا غاضباً بعد الإدلاء بصوته في نفس مركز الاقتراع التابع له رئيس الوزراء: «تركيا تمر بأزمة» صوتت بلا لأنني لا يمكنني أن أساند طيب اردوغان، إنه يدير الحكومة كإقطاعيته الخاصة.. كيف يمكن أن تقول «نعم» لهذا..»ويجسد هذا الاستقطاب بشأن الاستفتاء الطبيعة السياسية المنقسمة لتركيا.

من جانبه قال مصطفى سوزير (50 عاما) «ان لم نقل لا الآن، فستفقد تركيا قيمها الجمهورية» فيما توجه إلى صناديق الاقتراع في انقرة إلى جانب زوجته في مدرسة في حي جانكايا السكني الذي يعتبر معقلا للمعسكر العلماني.

واشار هذا الصيدلي إلى ان حزب العدالة والتنمية يستخدم خلال هذا الاستفتاء الذكرى الاليمة لانقلاب1980 العسكري، في موقف «متعطش إلى الانتقام» من الجيش الذي أمسى في قفص الاتهام في تركيا، حيث يلاحق عشرات العسكريين قضائياً بتهمة التآمر على النظام. وفي اسطنبول شارك السكان في الاستفتاء تحت المطر وقال سيركان مصرلي اوغلو وهو تاجر في الـ32 من العمر: «لا نريد المزيد من الانقلابات العسكرية في هذا البلاد، نريد دستورا مدنيا».



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد