Al Jazirah NewsPaper Wednesday  15/09/2010 G Issue 13866
الاربعاء 06 شوال 1431   العدد  13866
 
سقيا النموذج المثالي لي ولك
إبراهيم بن موسى الطاسان

 

لن أكتب لكم عن شباب وبنات الرياض الذين أوقدوا جذوة الخير الكامن تحت جلابيب أهل الخير. فهؤلاء سواء كانوا في الرياض أو الدمام أو الخرج أو المدينة، ليسوا إلا نموذج حي لطبيعة ابن هذا الوطن الخير. لم لا وهم أبناء مملكة يتسنم قيادتها ملك مملكة الإنسانية، خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز، التي تسابق الحدث المؤلم لتواجهه، سواء كان زلزالا أو فيضانا أو سيولا جارفة أو تفشي الأمراض أو الجوع والعطش في أي منطقة من العالم فنجد مساعداتها تصل للمنكوبين قبل مساعدات حكومات الدول المنكوبة. وولي عهده سلطان الخير صاحب السمو الملكي النائب الأول وزير الدفاع والطيران الذي لا أبالغ إذا قلت لا يوجد مدينة أو قرية أو وادي أو هضبة، ولا دائن ومدين، ومريض ومستشفى إلا وتشهد له بفعل الخير.

أستاذنا الكريم الواعي لدوره الوطني والاجتماعي والإنساني نجيب الزامل، وهو عضو مجلس الشورى الذي من خلال موقعه يستطيع طرح الفكرة وترقيتها كقانون يؤطر به العمل التطوعي، وبصفته كاتب صحفي من خلال قلمه السياح يستطيع طرح الفكرة كرأي قد يؤخذ به وقد يمر كغيره من الآراء النيرة التي طمرت في أرشيف الصحف. عراب أو حاضن هذا العمل الانساني ما هو إلا نموذج لرجال هذا الوطن. ولا شك أن سقيا تعيدنا إلى حيث أصالة الجذور. فقد كان العرب القرشيين يتنافسون على الأعمال الخيرية سقاية ورفادة الحجيج.

ومن كان أولئك جذورهم قبل الإسلام -فلا شك أن مبادرتهم محالة بحلية الإسلام- ومع فارق الدواعي والغايات، نذكر قصة البغي من بني إسرائيل حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: (بينما بغي من بغايا بني إسرائيل تمشي، فمرت على بئر ماء فشربت، وبينما هي كذلك مر بها كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فعادت إلى بئر الماء، فملأت موقها، -أي خفها- ماء، فسقت الكلب فغفر الله لها.

ذنب المذنب عظيم والمشفق عليه حيوان نجس (إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً ويعفره الثامنة في التراب) وربما أن حالة الكلب غلبة المذنب وليس الغاية من سقيا الكلب. فلم يذكر الحديث أن البغي تابت أو كانت تطلب التوبة من ذنبها بسقيا الكلب الظامئ.

وما دام والحمد لله أن القائمين ومن وراء هذا العمل التطوعي الإنساني الخير مسلمون لم يعرف عن أي منهم فسق ولا فجور. وإنما عرف عنهم الصلاح والاستقامة وحسن النية، وعملهم استهدف الانسان الذي كرمه الله سواء كان مسلماً أو غير مسلم (كل كبد رطبة فيها أجر) فلا شك أن ما قاموا به يستحق الإشادة به، بل هو غار فخر لنا أبناء هذا الوطن الخير المعطاء. نعلم أن قوانين الدول والمنظمات الدولية المختصة عنت عناية فائقة بحقوق الانسان. تسخر من معاملتها وتعاملها مع حقوق الإنسان رغم قوانينها. وهذا العمل -سقيا- سينقل المملكة كما نقلها إلى أن تكون رمزا مطلقا بقدرتها وحسن إدارة الجموع في مواسم الحج. إلى أن تكون رمزا مطلقا لمعنى الإنسانية.

القصيم - مركز الخبراء


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد