Friday  15/10/2010 Issue 13896

الجمعة 07 ذو القعدة 1431  العدد  13896

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

كتاب جديد للدكتور عبدالله بن ناصر السدحان:
الأوقاف والمجتمع: مجموعة بحوث عن العلاقة المتبادلة بين الأوقاف والمجتمع

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعريف - محمد بن ناصر العبودي

هذا كتاب فريد في بابه سواء من حيث الموضوع واستقصاء البحث أو من حيث تأصيله وما تفرع منه وتطور نظرات الناس إليه ألا وهو موضوع الوقف.

إن الذي يقرأ تاريخ الدول الإسلامية الثقافي حتى الآن يلح عليه موضوع الوقف فيه، ولو لم يقصد أن يبحث عنه، فقد كنا نجد في دمشق وبغداد والقاهرة وأمثالها من الحواضر الإسلامية مدارس منسوبة إلى ملوك ووزراء أو أثرياء مثل: المدرسة النظامية في بغداد المنسوبة إلى الوزير نظام الملك، والمدرسة الجوزية في دمشق التي اشتهرت عندنا لأن ابن قيمها وهو العلامة الذي عرف اختصاراً بابن القيم وهو تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية منسوب إليها فهو ابن قيم المدرسة الجوزية.

والجوزية مدرسة خيرية أنشأها سبط العلامة الشهير ابن الجوزي وسبطه هو ابن بنته اسمه:

وكان قد عمل أستاذاً في دار الخلافة أي أسندت إليه فيها أعمال، وهو إلى ذلك مؤلف شهير من كتبه المعروف (مرآة الزمان) في التاريخ الذي طبع في حيدر آباد في الهند.

وقل مثل ذلك عن المدن الإسلامية حتى البعيدة عن بلاد الحرمين الشريفين مثل مدينة مرو التي وصف ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان خزائن الكتب فيها.

فكان طلبة العلم يجدون في تلك المدارس والمؤسسات التي ينفق عليها من الأوقاف والشيوخ الذين يتعلمون عليهم ويتسلم الشيوخ رواتبهم ومخصصاتهم من الأوقاف الموقوفة على المدارس كما يجد الطلاب إلى ذلك المسكن والطعام، فيطلبون العلم متفرغين له.

قال ياقوت في كلامه على مدينة (مرو) من معجم البلدان: وقد تركتها وفيها عشر خزائن كتب للوقف لم أر في الدنيا مثلها كثرة وجودة منها خزانتان في الجامع إحداهما يقال لها (العزيزية) وقفها رجل يقال له (عزيز الدين أبوبكر)، وكان فيها اثنا عشر ألف مجلد، والأخرى يقال لها (الكمالية) وفيها خزانة شرف الملك الستوني، وخزانة (نظام الملك) إلى أن قال: (وكانت سهلة التناول لا يفارق منزلي منها مائتا مجلد وأكثر بغير رهن فكنت أرتع فيها وأقتبس من فوائدها).

انتهى.

وتحفل خزائن الكتب فيها بالنفيس من المؤلفات المفيدة في الفنون المتعددة، وليس ذلك فحسب، بل إنها أماكن حفظ للمؤلفات التي يكتبها أصحابها أو يكتب نسخها نسخة أو أكثر منها فتوضع في إحدى خزائن الكتب ينتفع منها الناس وينسخها من يريد، وبذلك تحفظ من الفقد والضياع في وقت لم تكن توجد فيه وسائل الحفظ العصرية فضلاً عن التصوير أو نقل النسخ أحياناً.

وذلك كله يوجب على الباحثين القادرين كأخينا العلامة الدكتور عبد الله بن ناصر السدحان أن يبحثوه ويوضحوه.

وقد قام مؤلف هذا الكتاب الدكتور عبد الله السدحان بذلك خير قيام، ولكنه لم يقتصر عليه، بل عقد المباحث الشيقة العميقة لكل ما يتعلق بالأوقاف والأحباس، وكتب على طرة الكتاب محتوياته بالعبارات التالية:

1- الآثار الاجتماعية للأوقاف.

2- كيف نوجه مصارف الأوقاف لتلبية احتياجات المجتمع؟

3- رؤية مستقبلية لدور الأوقاف في الاستفادة من الأوقاف.

4- الأوقاف على الحرمين الشريفين، خارج المملكة العربية السعودية.

5- الاندثار القسري للأوقاف: المظاهر والحلول المقترحة.

الدكتور عبد الله بن ناصر السدحان ليس غريباً على إصدار المؤلفات العميقة التي تغوص في مشكلات المجتمع، وتجسمها ثم تبدي المقترحات والسبل لحلها، فقد اطلعت قبل ذلك على كتاب له مهم غير تقليدي عنوانه (دليل الإرشاد الأسري: الإرشاد بالمقابلة) فوجدت بحوثه جديدة بل مبتكرة بعضها من الصعب على المرء أن يجدها مذكورة بالتفصيل في كتاب آخر.

وقد اطلعت على ذلك الكتاب في عام 1427هـ وكان المؤلف يشغل منصب وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية المساعد للتنمية الاجتماعية وبذلك لم يكن بعيداً عن الميدان المذكور وواقعه المعاش.

وأما هذا الكتاب الذي نحن بصدد التعريف به للدكتور عبد الله فهو (الأوقاف والمجتمع: مجموعة بحوث عن العلاقة المتبادلة بين الأوقاف والمجتمع).

مقتطفات من مقدمة الكتاب

لابد من مقتطفات من ذكر عناوين محتويات الكتاب حسبما ذكره المؤلف الكريم في مقدمته من أجل أن يطلع القارىء على ذلك، قال في المقدمة:

إن من نعم الله عز وجل علينا نحن المسلمين سنة الوقف فلقد كانت الأوقاف بمفهومها الواسع ولا تزال العامل الأساس في الفعل الحضاري للمسلمين بما يحوط تلك المؤسسة الحضارية من حس تراحمي ومن اقتصار المنفعة على الفرد إلى أفق النفع الواسع المتعدي، ومن حدود الاقتصار المكاني والزماني إلى الشمول النوعي، والانسياح المكاني والامتداد الزمني.

وهي من أميز ما تتصف به الأمة الإسلامية، وذلك بما تملكه من رصيد إنساني وأخلاقي تقدمه للبشرية.

والوقف من المنابع الخيرية ذات الصفة التطوعية التي لا إلزام للفرد المسلم فيها ولا مكره له عليه، فالمسلم حين يتنازل عن جزء من ماله طواعية فهو يتمثل الرحمة المهداة في الإسلام للبشر أجمع ويتحرر به من ضيق الفردية والأنانية.

إن مما يميز الوقف عن غيره من الأعمال الخيرية الأخرى مثل: الزكاة، أو الصدقة، أو القرض الحسن.. عدد من الخصائص والثوابت، ذلك أن المتفحص في البناء الشرعي والقانوني والمالي للمؤسسة الوقفية يلاحظ تميزه عن سائر طرق الإنفاق في الإسلام في مسألتين رئيسيتين، ترتبط الأولى بتطوير مفهوم الصدقة من المستوى الفردي إلى المستوى الجماعي (من التصدق على فرد إلى التصدق على غرض) وتتعلق المسألة الثانية بالنقلة النوعية التي أحدثها الوقف من خلال نقل الصدقة من الآني إلى المستديم.

لذا فإن الأنظار قد اتجهت مرة أخرى إلى الوقف باعتباره رافداً مهماً يدعم تمويل الاحتياجات التنموية لدى المجتمع المسلم.

وتأتي هذه الأبحاث ضمن ذلك السياق، فهي مجموعة من الأبحاث العلمية ينتظمها موضوع واحد هو الأوقاف.

وقد بدأ الكتاب بمقدمات أساسية عن الوقف، وتعريفه وأقسامه وأحكامه وأهدافه ووظيفته في الحضارة الإسلامية مقارنة مع وظيفته في الحضارات الأخرى.

أما البحث في الأول فالحديث عن الآثار الاجتماعية للأوقاف، وكيف يؤثر في المجتمعات وكيف يتأثر بفعل المجتمعات نفسها.

وفي البحث الثاني سيكون الحديث عن مشكلة مؤرقة في المجال الوقفي وهي: كيف يمكن أن تستفيد المجتمعات من الأوقاف بشكل أكبر مما هو قائم الآن؟

وفي البحث الثالث انطلق المؤلف من استشعار وجود طاقات في المجتمع لم تتحقق الاستفادة الكبرى منها على الوجه المطلوب وبخاصة أنها تضم قطاعاً عريضاً من المجتمع وهم فئة الشباب.

وفي البحث الرابع كان الحديث عن موضوع لم أرَ من تحدث عنه وهو وضع الأوقاف الخاصة بالحرمين الشريفين خارج الأراضي السعودية، حيث تعد تلك الأوقاف من أوسع الأوقاف كماً وحجماً على مر التاريخ الإسلامي.

وأخيراً في البحث الخامس طرح لمسألة اندثار الأوقاف واضمحلالها بشكل غير اختياري أو بعبارة أخرى ما يسمى بالفقد القسري لهذه الأوقاف.

ثم شرع المؤلف الكريم في البحوث المتعلقة بما ذكره فكان منها:

1- الوقف في مجال رعاية الأيتام.

2- الوقف في مجال رعاية العجزة والمسنين.

3- الوقف في مجال رعاية الفقراء والمعدمين.

4- الوقف في مجال رعاية المسافرين والمغتربين اجتماعياً.

5- الوقف في مجال رعاية الأرامل والمطلقات.

6- الوقف في رعاية المرضى اجتماعياً.

وانتهى من هذا إلى الآثار الاجتماعية للأوقاف.

وخلص إلى بحث في تطور الأوقاف.

وآخر في مجالات الوقف، مصارفة.

وأعقب ذلك بحث موسع مهم في ذكر (آلية مقترحة لتلبية احتياجات المجتمع من خلال الأوقاف).

فعقد فصلاً لتوسيع النظر للأوقاف يشمل وقف المنافع.

وفصلاً موسعاً في كيفية الاستفادة من الشباب المتطوعين للاستفادة من الأوقاف.

ثم انتقل إلى الكلام على الأوقاف للحرمين الشريفين خارج المملكة العربية السعودية واختص هذا الموضوع ببحث مبسوط.

بعده البحث المهم عن الاندثار القسري للأوقاف.

ومن أهم ما ذكره في هذا البحث (الأسباب التي أدت إلى اندثار بعض الأوقاف).

ثم ختم هذا المبحث النفيس بفصل عنوانه: (الحلول المقترحة للعلاج) أي علاج اندثار الوقف وعدم الانتفاع منه.

وختم مباحث الكتاب بخاتمة بعنوان: (الأوقاف والمستقبل).

بعدها ملاحق الكتاب.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة