Friday  15/10/2010 Issue 13896

الجمعة 07 ذو القعدة 1431  العدد  13896

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

           

أحضر أحد الإخوة إلي قصاصة لصحيفة عربية شقيقة، وجد فيها موضوعاً شده ورغب أن أشاركه القراءة والتعجب كما قال، وملخصه «تقرير عن أجور بعض الدعاة الجدد في القنوات الفضائية وأنها وصلت للملايين، وأن أحدهم يتقاضى أجراً شهرياً يزيد على المائة ألف ريال»!!

طويت الصحيفة بعد قراءتها، ولم يجد صاحبنا علامات التعجب التي كان ينشدها ويرتقبها علي، فعجب مني وقال: كنت أتوقع منك ردة فعل خلاف ما رأيت، قلت: ولِمَ؟ قال: لقد تحولت الدعوة إلى تجارة، وانظر إلى مداخيل هؤلاء! قلت هذه أرزاق يقسمها رب العباد، ومن حق الداعية والعالم وغيره أن يكسب من أعماله، والاحتساب لا يعني ألا تأخذ أجراً، المهم عندي هل ما يقدمه هؤلاء أو غيرهم ينطلق من علم شرعي واسع، وهل لديهم القدرة على الإجابات الوافية، وإرشاد الناس إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، وتقديم المعلومة الصحيحة، حتى يكون الناس على هدى وبينة؟! قال: لا أعلم، قلت: هذا هو المهم، وليس كم يتقاضى فلان أو فلان، وللمعلومية هناك من الدعاة من لا يتقاضى على أعماله في وسائل الإعلام شيئاً، مع أن لو تقاضى على عمله شيئاً فهذا حق مكتسب له طالما أن الوسيلة الإعلامية تتكسب من برنامج هذا الشيخ أو الداعية!

قبل أن ينتهي الحديث معه، قلت له: طالما طرحت عليَّ السؤال الذي تراه مهماً، أود أن أطرح عليك سؤالاً لا يقل أهمية عن سؤالك، ألا وهو: لماذا برز هؤلاء الدعاة وسطع نجمهم في أيام معدودة من خروجهم على الملأ، وهناك من له سنوات لم يحقق هذه الشهرة، وهذا الإقبال من المشاهدين والمشاهدات؟!

لم أنتظر الجواب، بل بادرته وقلت له: ليس العلم الشرعي وحده، فكثير من السابقين بالتأكيد أكثر علماً، ولربما ورعاً، ولديهم الدليل الحاضر لكل مسألة من الكتاب والسنة والاستنباط، والذاكرة المليئة، بما يمكنهم من الجواب على المسائل اليسيرة والعويصة، ولكن ليس هذا هو الأمر الذي فضل أناساً على آخرين، أو لنقل فضل المتأخرين على المتقدمين، فالمسألة ليست مسألة علم شرعي محض، وأدلة تسرد عند كل جواب، وإنما هناك أمر آخر لابد من توافره مع توافر العلم الشرعي لمن يتصدون للعمل الإعلامي، وخاصة عبر الفضائيات المرئية، أو عبر الإذاعة.. ومن أبرزها:

- حسن اختيار الموضوع المناسب الذي يستهل به الداعية أو الشيخ حديثه في مقدمة البرنامج، وأن يكون من الموضوعات التي تشغل بال المتلقين، ويكون حديث الساعة، وأن يكون قريباً من هموم الناس واحتياجاتهم.

- حسن اختيار الألفاظ والعبارات والجمل، والإلقاء الجيد، واختلاف نبرات الصوت بحسب الكلمات ومدلولاتها.

- التقرب إلى نفسيات المتلقين والجمهور العام للمشاهدين، وهن النساء والشباب، ومخاطبتهم بأسلوب يسير مناسب، وليس بأسلوب الوعظ المعتاد على المنابر، أو في محاضر الدروس.

ولعلي أتذكر أسلوب الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - الذي كان له برامج مع بداية البث التلفزيوني في المملكة، وإلى قبيل وفاته، ورغم دخول (العامية السورية) في حديثه، إلا أنه كان يجذب بأسلوبه النساء والرجال والكبار والصغار، وكانت برامجه عقب صلاة الجمعة، أو عقب الإفطار في رمضان تشكل حضوراً مألوفاً لدى مشاهدي تلفزيون المملكة، وحينما خرج بعض الوعاظ من الشباب في المملكة العربية السعودية فإن جاذبيتهم لدى المتلقي انطلقت من أساليبهم في الإلقاء، واختيار الموضوعات، وتوظيف المفردات والجمل واللغة في سياقها الذي يشد المستمع، ويأسره.

ولذا فإنني أتمنى من بعض المشايخ أن يدرك أهمية الإلقاء والأسلوب والحضور المناسب، واختيار الموضوع الذي يناسب، فالحديث التلفازي والإذاعي وأساليبه ومفرداته وطريقة إلقاءه تختلف عن حديث المنابر والمحاضر.

alomari1420@yahoo.com
 

رياض الفكر
الدعاة الجدد.. لماذا امتلكوا الساحة ؟!
سلمان بن محمد العُمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة