Friday  15/10/2010 Issue 13896

الجمعة 07 ذو القعدة 1431  العدد  13896

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

جدد حياتك

           

المعلمات.. شريحة تحمل رسالة عظيمة.. الكثير منهن نماذج مشرفة.. وقدوات حسنة.. تضحيات وعطاء.. إخلاص وتفانٍ.. تلك رحلة ساكنة على شواطئ معلمة.. نتلمس متاعبها.. ونسبر غور همومها.. فإليك شيئاً من أشجان المعلمات.. وهي أشجان لم يخترعها خيال أديب.. ولم يؤلفها قلم كاتب.. بل هي واقع جئت أرويه كما هو:

تعود إلى البيت وقد تحمَّلت من العمل رهقاً شديداً وعنتاً شاقاً فيقابلها زوج.. متضجر لا يتفهم ولا يحترم ولم يكن ليبالي ذات يوم في حديثها أو يهتم لمشاعِرها، فربما ينزلُ عليها في لحظة غضب نزول السيل من قممِ السفوحِ على بطونِ الأوديةِ, وقد تحدّث الزوجة نفسها بما لا يليق فتقول: سقى اللهُ تلكَ الأيّام التي كنت فيها عند أهلي، ما أطيبها وأبهاها!! وحال بعضهن في البيت والعمل بحسب وصف الزيات قدّس الله روحه: كالشّاردِ الهيمانِ، ينشدُ الرّاحةَ ولا يجد الظلَّ، ويفيضُ بالمحبّة ولا يجد الحبيبَ، ويلبسُ النّاسَ ولا يجد الأُنسَ، ويكسبُ المالَ ولا يجد السّعادةَ..

قد تُبتلى بمديرة.. متسلطة.. مزاج متقلب.. ولسان كحد السيف تكرّر العتاب على مسمعِها، وتبالغ في زجرها والتعنيفِ عليها، كأنها مطرقة لا ترفع رأسها! وربما كانت المشرفة المتابعة ممن يهوى تصيُّد الأخطاء.. ويستمتع بعدّ الأنفاس فأي سحائب إحباط تمطر عليها!

أبناءٌ متباعدو العمر.. متفاوتو الطباع.. فهناك المراهق الآبق.. وذاك الصغير العنيد.. وتلك فتاة لا هي طفلة ولا هي ناضجة!.. عبء تربية.. وهمّ تدريس.. ومسؤوليات متناثرة..

ومن المعاناة ما يكون من مشاعر الغيرة وربما الحسد ممن لم يُكتب لهن حظ في التدريس من القريبات.. وهن يجدن في الحديث في نقدها موطناً وطياً، ومركباً شهياً..

وفي البيت خادمة لا يؤمن جانبها فلا تدري ماذا ستجد منها عند العودة للمنزل! هذا إن وجدتها!

مدرسة بعيدة.. طريق مُجهد.. زحام شديد.. وسائق عصبي.. وربما سيارة أكل الدهر عليها وشرب!!

تلك إطلالة سريعة على أبرز معاناة أخواتي المعلمات وحديثي لا يُقصد به نكء الجرح واستدعاء المتاعب واستجلاب الهموم.. لكنني أزعم أن من سُبل تهوين متاعب المعلمة أن يتفهمها الآخرون ويتفاعلوا معها.. وهو ما سيقلل كثيراً من مساحات الألم عندها ويفرغ عليها صبراً وتحمُّلاً.. إليكِ أختي المعلمة.. باقة جميلة مقترحة.. سهلة التطبيق.. رائعة النتائج.. اعقدي العزم على الأخذ بها.. ستكون حياتك العملية معها.. أكثر إشراقاً وأعظم متعة..

إن من سمات الشخصيات الرائعة القدرة على تحفيز الذات في زمن عزَّ فيه المحفز.. فاحرصي على تشجيع نفسك وتدليلها بعد كل منجز..

ابدئي يومك بصلاة الفجر في وقتها.. وليكن وِردك اليومي جزءاً من حياتك.

احرصي على رسم لوحة بيضاء مشرقة ليومك.. وذلك باستحضار أجمل ما في حياتك من منح.. وتذكري أن حياتك من صنع أفكارك..

اجعلي احترام الذات شعاراً لك فهو السبيل لكي يحترمك الآخرون.. ولا تسمحي لكائن من كان أن ينال من كرامتك..

احرصي على كسب القلوب وتعلمي فن اختراق الأرواح.. اكسبي الجميع.. المديرة المعلمات والطالبات وحتى العاملات (ابتسامة وقليل اهتمام فقط) واجعليهم رصيداً لك.. واعلمي أن ما نبذله من جهد نستعدي به الآخرين أكثر بكثير من الجهد الذي يُبذل لكسبهم..

تأكدي أن لديك في حياتك من الإيجابيات الكثير.. تذكريها باستمرار فهي من المعينات على تحدي الصعاب..

ضعي كل همومك العملية في أحد أدراج مكتبك وأغلقي عليه بإحكام ولا تسمحِي لها مطلقاً بمرافقتك خارج المدرسة..

نظمي وقتك واستمتعي بوقت التدريس.. وجددي نيتك يومياً.. فلعلها جبال من الحسنات تنتظرك في آخرتك.. وأخيراً وقبل كل شيء استعيني بالله في كل زمان ومكان.. فهو خير معين وناصر لك.

ومضة قلم:

في قلب كل شقاء ربيع نابض



khalids225@hotmail.com
 

فجر قريب
هموم معلمة
د. خالد بن صالح المنيف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة