Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/08/2010 G Issue 13825
الخميس 24 شعبان 1431   العدد  13825
 
خلال مؤتمر صحفي عقده في جدة ضمن زيارته للمملكة:
الرئيس الفلسطيني: جهود خادم الحرمين لتنقية الأجواء وحدت الصف العربي

 

جدة - سعد الشهري - فهد المشهوري

أثنى الرئيس محمود عباس على الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين لتنقية الأجواء وتوحيد الصف العربي منوهاً بما حققته زيارة خادم الحرمين الشريفين الأخيرة لعدد من الدول الشقيقة من نتائج إيجابية تسهم في تعزيز وحدة الصف العربي أمام جميع التحديات التي تواجهها الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين التي تأتي في طليعة اهتمامات خادم الحرمين الشريفين.

وكشف خلال حديثه لعدد من وسائل الإعلام السعودية يوم أمس في جدة أن زيارته للمملكة أتت بعد الجولة الموفقة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعديد من الدول. وبعد الرسائل التي سلمت لأمريكا من لجنة المتابعة العربية. بشأن الذهاب للمفاوضات المباشرة بعد تهيئة الأجواء فيما يتعلق بإيقاف الاستيطان وحدود 67.

وذكر أبو مازن أنه خلال لقائه بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تم بحث تطورات القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني جراء الحصار المفروض عليه وتهديم ممتلكاته ومصادرة أراضيه والجهود الدولية المبذولة لإعادة عملية السلام إلى مسارها الصحيح للوصول إلى حل عادل وشامل يضمن للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وشدد أبومازن على أنهم مستعدون للتفاوض بعد تحقيق المطالب الدولية والاتفاقيات الثنائية المتعلقة بالاستيطان والحدود في ظل رعاية ووجود أمريكي سواء داخل غرف التفاوض أو خارجها، مشيرا إلى أنهم ليسوا في وضع يسمح لهم بفرض شروط مسبقة للتفاوض.

وأضاف عباس قائلا: بعد أن جاءت حكومية نتنياهو لم تجرِ بيننا وبينهم أي مفاوضات إنما كانت هناك اتصالات بين الحكومة والولايات المتحدة مركزة حول مسألة الاستيطان ووقف هذا الاستيطان. وأضاف عباس انطلقنا فيما نسميه المفاوضات التقريبية وركزنا على مسألتين أساسيتين أولها الحدود والأمن وقدمنا أفكارنا حول هذين الموضوعين لكننا لم نتمكن من سماع وجهة النظر الإسرائيلية وتطورت الأمور إلى أن دعت الولايات المتحدة مؤخرا للمفاوضات المباشرة وأكد الرئيس محمود عباس بالقول بأنه لا مانع لدينا من الذهاب للمفاوضات المباشرة على أن تكون الأجواء مهيئة إلى هذه المفاوضات بمعنى أن نستمع من الجانب الإسرائيلي موقفه من قضيتين الأولى وقف الاستيطان والثانية مرجعية المفاوضات.

وأشار الرئيس الفلسطيني على مسألة وجود الشريك الأمريكي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في المفاوضات ليكون بدور الشاهد على هذه المفاوضات خصوصا أن الجانب الأمريكي حريص على الالتزام بحدود 67 ووقف الاستيطان الإسرائيلي ولم يخفِ الرئيس الفلسطيني محمود عباس إيمانه المطلق والنهائي بالسلام, كسبيل للتعايش بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني, إضافة إلى قناعته بأهمية الدور الأميركي في هذا المضمار, وأيضاً استعداده لطرق كل الأبواب حتى المقفلة منها للوصول إلى حل سياسي يضمن الحقوق الوطنية لشعبه وأكد الرئيس الفلسطيني أنه (لن ينتقل إلى المفاوضات المباشرة من دون حدوث تقدم في ملفي الأمن والحدود)، مشيراً إلى أن (إسرائيل لم تقدم شيئاً حتى الآن إلا مجموعة من الإملاءات) وأضاف قائلاً نحن قدمنا للإسرائيليين موقفنا في مختلف قضايا المرحلة النهائية، وبخاصة في قضيتي الحدود والأمن، وقلنا إن الحدود يجب أن تكون على أساس العام 1967 مع الاتفاق على التبادلية في القيمة والمثل، الآن المطلوب من إسرائيل أن تقول إن هذه الأفكار مقبولة من حيث المبدأ، بمعنى هل يقبلون أن الأرض هي حدود 1967 وأن يكون في الأرض الفلسطينية طرف ثالث؟ إذا وافقوا على ذلك فهذا نعتبره التقدم الذي نريده ويجعلنا نذهب به إلى المفاوضات المباشرة.

وأكد الرئيس الفلسطيني بعدم وجود شروط فلسطينية مسبقة لكن المفاوضات المباشرة ستستند إلى اتفاق أوسلو (1993) الذي حدد هذه القضايا (المتعلقة بالوضع النهائي وهي اللاجئون والقدس والمستوطنات والمياه، إضافة إلى الحدود والأمن) والشرعية الدولية، وبالذات قرارات الأمم المتحدة، إضافة إلى خطة خريطة الطريق (2003) والمبادرة العربية للسلام (التي طرحت في القمة العربية في لبنان العام 2002). وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن التوجه إلى الرأي العام الإسرائيلي يقع في الأولويات لديه حيث تم توزيع المبادرة العربية على جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية وقدم قام بعمل لقاء على التلفزيون الرسمي الإسرائيلي شرح فيه كيفية الخروج بحل سلمي كما وصف عباس لقاءه مع اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية بأنه ناجح بكل المقاييس، مضيفا (استطعنا اقتحام هذا السد المنيع الذي كان مغلقا أمامنا منذ عقود طويلة وقمنا بعرض قضيتنا وموقفنا من السلام والمفاوضات). وقال إن قادة اللوبي اليهودي تفهموا ما كانوا يجهلونه سابقا واعترفوا وأقروا بوجود شريك فلسطيني في عملية السلام، مؤكدين أهمية وجود شريك إسرائيلي ودعوا إلى عقد لقاءات مماثلة في رام الله ونيويورك.

وقال عباس (أنا معلم سابق لكن قبل هذا اللقاء حضرت نفسي مثل الطالب المجتهد) في إشارة إلى استعداده الجيد قبل 53 شخصية يهودية في أمريكا، أجاب خلاله عن 27 سؤالاً كان أولها لماذا تنكر وجود الدولة اليهودية.

وحول المشهد العربي والمصالح العربية قال عباس إن المشهد العربي جيد ويعيش في مرحلة جيدة، أما المشهد الفلسطيني الفلسطيني أو ما يعرف بالمصالحة الداخلية قال عباس إن موقف السلطة منفتح بوضوح تماما على المصالحة رغم تمنع حماس وتعدد مرجعياتها، كما قال، حيث تتراجع حماس عن كل خطوة يتم الاتفاق عليها ابتداء من وثيقة القاهرة التي لا يخفي الرئيس ملاحظاته عليها ومع ذلك قبلها دون إبطاء ولا يخفي الرئيس عباس أن الأثر الجغرافي لوجود حماس يلعب دورا في تعطيل المصالحة إضافة إلى الأثر الإيراني وتعدد مواقف الحركة وتباينها.

وذكر عباس أن هناك اقتراحات طرحت على حماس كانت قائمة على شرطين تشكيل حكومة مستقلة وتحديد موعد لقيام انتخابات رئاسية وبرلمانية لكن إخواننا في حماس رفضوا هذا الاقتراح.

كما طالب الرئيس الفلسطيني بسرعة وقف الحصار على غزة وذلك لما له عواقب كبيرة، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية قد جعلت نصيب غزة من الموازنة الفلسطينية بأكثر من 58 في المائة.

وقد قامت السلطة بتوجيه معونات جاءت من دول عربية إلى غزة، مشيراً إلى أن وضع الحصار لن يطول. وألمح أبومازن إلى أن إسرائيل تهيئ إلى عمل مع إيران من خلال المناوشات الأخيرة مع لبنان واستطرد أبو مازن في نهاية اللقاء قالوا إن الرسالة التي سيوجهونها للرئيس الأمريكي هي (الآن يوجد شريك فلسطيني للسلام فهل يوجد شريك إسرائيلي).

وطالب الرئيس الفلسطيني الصحافيين السعوديين بزيارة الضفة الغربية وقال أنتم بهذه الزيارة تطبعون مع السجين وليس مع السجان.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد