Saturday  01/01/2011/2011 Issue 13974

السبت 26 محرم 1432  العدد  13974

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

ما زال أثر كتابيه السابقين ماثلاً في ذهني، لأنهما استطاعا أن يضعا أمامي صورة واضحة تؤكد ما لدي من معلومات حصلت عليها بالقراءة والمتابعة، والمناقشة في بعض المجالس العلمية، فيما يتعلق بالحرب الشعواء التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية ومن معها من الدول الغربية على قطاع العمل الخيري في عالمنا الإسلامي بعد أحداث أكذوبة العالم الكبرى «الحادي عشر من سبتمبر»، حيث عملت الآلة الإعلامية الغربية بتعصبها وصليبيتها، وصهيونيتها، على الربط «الظالم» بين القطاع الخيري والإرهاب.

تؤكد المعلومة الصحيحة البعيدة عن تأثير التضليل الإعلامي أن الجمعيات والمؤسسات الخيرية التابعة للعالم الإسلامي قد تعرضت لحرب إبادة لا هوادة فيها، داخل العالم الإسلامي وخارجه، حتى أصبح كل داعم لعمل خيري في مجال دعم الفقراء والمساكين، ورعاية الأيتام، ومكافحة الفقر والحاجة من المسلمين -رجالاً ونساء، وحكومات، ومؤسسات- متهماً بأنه داعم للإرهاب والإرهابيين محارب للقانون الدولي، وقد أدى هذا الادعاء العريض إلى إغلاق مئات المؤسسات الخيرية، والجمعيات الداعمة للمحتاجين في العالم الإسلامي، وإلى مداهمة قوى الأمن الغربية مواقع لتلك المؤسسات في الدول الغربية، مداهمات عشوائية مخالفة للقوانين والأنظمة التي نالها من انتهاك سياسة العنف الأمريكي ما نالها.

لقد تناول المؤلف الدكتور محمد عبدالله السلومي في كتابين مهمين ذلك السطو الغربي على مجالات عمل الخير في عالمنا الإسلامي تناولاً علمياً موضوعياً إحصائياً دقيقاً، جعل الحقيقة ناصعة بعد أن خلصها من غبار الآلة الإعلامية الغربية المضللة.

إنهما كتابا «القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب» المنشور عام 1425هـ، و»ضحايا بريئة للحرب العالمية على الإرهاب» المنشور عام 1426هـ.

وهما كتابان جديران بالقراءة، والاهتمام بما فيهما من المعلومات والوثائق من قبل الأشخاص، والحكومات والمؤسسات المعنية بالعمل الخيري.

تذكرت هذين الكتابين، وأثرهما الماثل في ذهني حينما وقع في يدي الكتاب الثالث للمؤلف نفسه بعنوان «القطاع الثالث والفرص السانحة» رؤية مستقبلية، ووجدت في صفحاته من المعلومات المهمة ما لا يقل قيمة وأثراً عن كتابيه السابقين.

قدَّم لهذا الكتاب المهم البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، مشيداً بما فيه من دراسة علمية مستوفية لموضوع، مؤكداً تأييد منظمة المؤتمر الإسلامي لما ذكره الكاتب من أهمية وجود خُطط قابلة للتنفيذ المباشر تُعنى بالقطاع الثالث، وتعزز دوره، وتؤكد فاعليته في خدمة المجتمعات البشرية، في مجالات الاستثمار، والإصلاح الاجتماعي، والأمن والاستقرار والتصدي للحروب وآثارها المدمرة للبلاد والعباد.

وحظي الكتاب بتقريظ من د. عبدالله بن عمر نصيف، أوضح فيه أهمية الكتاب، وقيمة المعلمات التي تضمنها، والأفكار التي تبناها، والاقتراحات التي طرحها.

بقي أن نعرف المقصود بالقطاع الثالث من خلال تعريف المؤلف له، حيث قال: هو على الصعيد العالمي «المؤسسات والمنظمات، والجمعيات المانحة والممنوحة، وأنواعها، والمعنية بتحقيق أهداف دولها في الداخل والخارج، والجمعيات التعاونية وجمعيات النفع العام، والنقابات والمؤسسات والشركات غير الربحية، والمنظمات والجمعيات المعنية بالحقوق الإنسانية والسياسية ومراكز التفكير والرقابة والبحوث والدراسات، وكل أنواع مؤسسات المجتمع المدني «فالقطاع الثالث يشمل مجموعة المنظمات والمؤسسات والجمعيات غير الربحية التي تنبع من مبادرات المواطنين، وتحتل موقعاً ثالثاً بين مشروعات القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية الرسمية.

في الكتاب فوائد جمة تستحق الاهتمام، نشكر عليها المؤلف، وندعو له بالتوفيق، والأجر الوفير على سد هذه الثغرة المهمة.

إشارة:

العمل الخيري قوة سلمية هائلة، يجب على المجتمعات البشرية الواعية أن تدعمها وتحرسها من الأعداء المتربصين.

 

دفق قلم
القطاع الثالث رؤية مستقبلية
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة