Sunday  02/01/2011/2011 Issue 13975

الأحد 27 محرم 1432  العدد  13975

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

لم يكن خبر خروج خادم الحرمين الشريفين بعد إجراء العلمية الجراحية في مدينة نيويورك ونجاحها بأمر الله، سوى الصدى الحقيقي للبهجة والسرور والفرح والطمأنينة الذي عمّ أبناء جميع مناطق المملكة بدون استثناء، ودخل قلوب صغارها وكبارها، مواطنيها ومقيميها، رجالها ونسائها.

لقد فاضت مشاعر الأمة بعد أن رأى الجميع سيد الإنسانية وملكها يسير على قدميه وكأنه عريس يتباهى بزفافه، فاضت المشاعر بالفرح والبهجة لحبهم العميق لهذا الملك، ملك الإنسانية وملك القلوب، ذلك الرجل الذي أحبه الطفل والكبير على حد سواء، لا نبالغ إن وصفنا حال الأمة وهي تشاهده يُزفّ من المستشفى ماشياً على قدميه وكأنه قدوم عيد جديد، عمتها الفرحة وغطتها الغبطة ونامت قريرة العين مطمئنة القلب مسرورة العاطفة، كيف لا والأب الحاني قائد هذه الأفئدة عاد واقفاً شامخاً بعد أن منّ الله عليه وكلل عمليته بالنجاح وألبسه رداء الصحة وأصبح يرفل بعدها بثوب العافية بإذنه عز وجل.

انتهت العملية الجراحية ووقف سيد الإنسانية وقائدها وملهمها يسأل عن شعبه الذي أحبه وعشقه حتى النخاع، يطمئن أفراد شعبه بنجاح العملية، وأمر حفظه الله أن يتم الإعلان أولاً بأول عن حالته الصحية حفظه الله باستمرار. هذا ديدن هذا الرجل وأسلوب تعامله مع أبناء وبنات شعبه، هذا التواصل الذي يعترف به قائد مسيرة البناء والعطاء، هذه خصلة واحده من خصال هذا الرجل الذي أحب شعبه وأحبه شعبه، هذه من خصال القائد الناجح الذي يتصف بالشجاعة وقوة الإرادة، هذا هو ملك الثقة عند شعبه ورجاله، يتعامل بشفافية بالغة مع من حوله، لا يفرق بين أحد، يعرف كيف يتعامل ويعامل من وضعوا الثقة فيه، متقنٌ لعمله، مخلصٌ لمهنته، مؤمنٌ برسالته، قادرٌ على التواصل ببساطة مع شعبه، محبٌ للجميع.

لم يتمكن الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله من ولاء وانتماء المواطنين فقط بل حصل على أفئدتهم وأصبحت تفيض بالمحبة له، وبالتضحية لأجله، لا تستمع لأي رجل إلا ويدعو الله له حفظه الله بالشفاء العاجل، ولا تستمع لامرأة إلا وتسمع دعوة منها بسرعة تمتعه بالعافية، حتى الأطفال كانوا ينتظرون رؤيته واقفاً يمشي على قدميه متمتعاً بالصحة والعافية.

لم تأتِ تلك المكانة التي يحظى بها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه في قلوب أبناء شعبه من فراغ، ولم يستوطن -ألبسه الله ثوب العافية- أفئدتهم من خواء، ولم يشتاقون إليه وإلى عودته سالماً بحفظ الله من خلاء، بل بما يتمتع به حفظه الله من خصال الرجال وميزات القادة العظماء وقربه لشعبه ومحبته لهم.

والله إن شعبك ليسعد بعودتك سالماً معافى بإذن الواحد الأحد كما سعد برؤيتك تسير بين أحبابك ممن أنعم الله عليهم بمرافقتك في رحلتك وكانوا بقربك دوماً، يسعد شعبك حينما تحط بك الطائرة في أرض المملكة التي تحبها وتعشقها وتحبك وتعشقك كما أهلها، يسعد شعبك حينما تُطل عليهم ملوحاً بيدك الكريمة وأنت تسير على قدميك بنعمة من الله، يسعد شعبك حينما يعلمون بزوال العارض الصحي الذي ألمّ بحبيبهم وملك أفئدتهم.

ملك الإنسانية وقائد الإصلاح وباني نهضة البلاد، يحتاج لأن يرتاح وهو الخارج للتو من عملية جراحية، سننتظر يا من ملكت الأفئدة أن تتعافى كلياً من إرهاق العملية والعلاج والتمارين وتعود لنا سالماً غانماً، فالجميع مشتاق للسلام وإلقاء التحية ولكن من أجل من يحبه قلبهم وتجله وتحترمه عقولهم سينتظرون وكلهم أمل في الله أن تعود أيها الغالي لأرض وطنك العزيز.

اللهم يا عزيز يا كريم نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في أحد كتبك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تسبغ ملكنا عبدالله بن عبدالعزيز الصحة والعافية وأن تأجره على تعبه وأن تعيده لنا سالماً معافى إنك مجيب الدعاء.

إلى لقاء قادم إن كتب الله.

 

سلامتك أيها القائد
د. عبدالله بن سعد العبيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة