Sunday  02/01/2011/2011 Issue 13975

الأحد 27 محرم 1432  العدد  13975

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الميزانية.. خير وبركة
د. سعود بن عبد العزيز العقيل

رجوع

 

ها هو الفضل يتنامى، والكرم يمتد، والعطايا الربانية تتزايد من رب كريم رحيم ، فالميزانية المباركة أطلت علينا مع إهلالة العام المالي الجديد، تذكرنا دائمًا بفضل الله تعالى على هذه البلاد الكريمة أن حماها من الزعازع العالمية، لتبقى بلادنا حرسها الله تعالى أنموذجًا للتوازن المالي، المتسم بالقوة والاستمرار، والدعم الكبير لكل مشروع هادف، ولكل مصلحة وطنية، تهدف إلى خدمة المواطن، وتحقيق السعادة، وفتح آفاق العمل المنتج، الذي يفتّق الطاقات البشرية، ويستفيد من الطاقات المادية.

وإنه مما لا نشك فيه ولا نستريب أن وراء هذا التفوق الذي كشفت عنه ميزانية الدولة لهذا العام هو كرم الله تعالى على عباده، وهو يبتليهم بالخير ليشكروه، فإذا شكروه زادهم من فضله، فإنه سبحانه يقول: ?وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ? (إبراهيم: 7).

ويتواصل فضله أن جعل أمرنا تحت قيادة رشيدة، تحكم شرع الله تعالى، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وترفع أهل العلم، وتعين المحتاج، وتواسي المصاب، وتمد جسور الخير إلى المسلمين أينما كانوا، وتتسم قراراتها بالحكمة والروية، والعلم والحزم، والرفق والرحمة، كلٌ بحسبه، وتعرف للأولويات قدرها ومكانتها، وتضع خططها أولاً بأول، متخذة كتاب الله تعالى دستورها الذي لا تقدم غيره، وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم منهجها الذي لا ترتضي سواه.

هذا هو التمكين الحقيقي الذي يسنده فضل الله تعالى، ليفتح لأهله كنوز الأرض، وينزل عليهم من بركات السماء، ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، وصنعوا المعروف، ونهوا عن المنكر، ?الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ? (الحج: 41).

ولا ريب أن اللحمة التي تتسم بها بلادنا بين الراعي والرعية، تكشف عن مدى وعي المجتمع السعودي بدينه، هذا الدين الذي يؤلف بين القلوب، ويجمع بين النفوس، ويضع خطوطًا حمراء أمام كل فتنة عمياء، لا تعرف حقًا، ولا تقر بمعروف، ولا تنهج مسلكًا خطه النبي صلى الله عليه وسلم ليوصل أمته إلى مثل السعادة التي لا يسعد بها إلا حبيب، ولا يحقد عليها إلا بغيض.

وإذا ساد العدل بين الحاكم والمحكوم، انطبع جملة الناس بهذا الخُلق، فاستحقوا من الله تعالى مكافأة الرخاء والطمأنينة والأمن، مهما ادلهمت بغيرهم المصائب، أو كثرت عليهم البلايا، فإن الله تعالى يقول: ?وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً . لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً? (الجن: 16-17).

وإن العيش الواقعي لنعمة الاستقرار بكل معانيه: المالية، والاجتماعية، والنفسية، والأمنية، لهو سرٌ من أسرار الشورى الشرعية التي تستظل بها بلادنا المباركة، حينما نرى أولياء أمورنا حفظهم الله تعالى يتخذون من علمائنا الأجلاء بطانة صالحة لهم، يسندون إليهم المهام العظيمة، ويوكلون إليهم حاجات الناس، ويوصونهم بالرفق بهم، وتحقيق مصالحهم، بكل متابعة ورعاية أبوية جليلة، تحقيقًا لمبدأ الشورى القرآني، الذي قال الله فيه: ?وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ? (آل عمران 159).

دعونا بعد نعم الله علينا التي لا نحصيها نشكر الله تعالى أوًلا على ما أعطى من خير عميم، ومتعنا بنعمه العظيمة، ونسأله أن يديم علينا فضله وكرمه، فإنه جواد كريم.

ثم نقدم شكرنا الجزيل لخادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين ونائبه الثاني -رعاهم الله تعالى- على قيادتهم الرشيدة لهذه البلاد، والأخذ بها بعد الله تعالى إلى ساحل الأمن والأمان، ونسأل الله تعالى أن يلهمهم الصواب، وأن يدلهم دائمًا إلى ما فيه خير لهم ولشعبهم، وأن يحمي بلادنا من كل مكروه، وأن يحرسها من كل معتد آثم، وأن يعيننا جميعًا على أداء الأمانة الملقاة على عواتقنا، وأن نحقق ما نصبو إليه من سعادة في الدارين الدنيا والآخرة؛ ليبقى الرخاء، ويعم الخير، ويدوم الفضل، والله ذو الفضل العظيم.





 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة