Monday  03/01/2011/2011 Issue 13976

الأثنين 28 محرم 1432  العدد  13976

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

في اليوم والليلة الماطرة التي عاشتها محافظة جدة ومحافظات مكة المكرمة كان هناك حوار باسم على شاشة الإخبارية السعودية وتبادل التهاني والتبريكات بين مسؤول الدفاع المدني بجدة ومسؤول رئاسة الأرصاد وحماية البيئة كان حواراً فيه الكثير من المجاملات والإطراء في حين أن شاشة تلفزيون الإخبارية في خلفية اللقاء تعرض حجم كارثة الأمطار وصورا مؤثرة لغرق بعض الأحياء أناس وسيارات عالقة وتساقط لأعمدة الكهرباء والإنارة والنخيل واختناقات في الأنفاق والكباري... هذا كان متوقعاً في ظل عدم اكتمال خطوط تصريف السيول وإزالة المنازل (المغتصبة) والتي تعدت على أراضي الغير والأراضي الحكومية وعدم اكتمال مشروعات الطرق والجسور والأنفاق الجديدة وهذه المشروعات تحتاج إلى وقت حتى تكتمل في غرب جدة ووسطها وشرقها ومتوقع أن تغرق جدة في أكثر من موجة وحزام مطري جديد ولا يمكن أن نلوم أجهزة الإنقاذ وأجهزة الخدمات العامة في هذا الوقت الحرج من إعادة إعمار البنية التحتية لكن ليس مناسباً من مسؤول الدفاع المدني والذي نعتز ونفتخر به وجهوده الكبيرة أن يتبادل التباريك والتهاني مع مسؤول الأرصاد على الهواء بنجاح عمليات الإنقاذ وتفادي الكارثة... بلا شك أن جهود الدفاع المدني كبيرة في الإنقاذ الجوي والأرضي وأيضاً جهود الأرصاد ملموسة فتحذيراتها أعطت مساحة ووقتا للمواطنين والجهات أن تتحرك وتستعد للأمطار وتأخذ احتياطاتها وتتحسب لمفاجآت السيول ومداهماته لكن لا يعني أن الدفاع المدني يعتبر هذا انتصاراً أو نجاحاً لأن الدفاع المدني شريكاً في المسؤولية ليس من هذه اللحظة لحظة الإنقاذ وإنما في تنظيم المدينة أساساً... فالتعديات التي حدثت لأراضٍ حكومية وللغير والبناء في الأودية وردم الشعاب يُسأل عنها الدفاع المدني فهو مسؤول عن البناء في المخططات الخطرة وسلامة المنازل والبناء ومسؤول عن العمران في بطون الأودية ومسؤول عن ردم الشعاب ومجاري المياه... للدفاع المدني دور سابق وليس فقط أعمال إنقاذية لاحقة بعد الكارثة... كما أن الأرصاد عليها مسؤولية حماية البيئة انطلاقاً من مسماها الرسمي رئاسة الأرصاد وحماية البيئة ولها دور في حماية البيئات من انجرافات السيول والتدمير الذي تتعرض له نتيجة ردم مسار المجاري المائية وتغيير خارطة الأودية قرب المدن والعمران العشوائي في البيئات الطبيعية ولا ينحصر دورها فقط في الإبلاغ عن السحب والأمطار والسيول هي شريك في حماية البيئة والإنسان من الكوارث الطبيعية.

 

مدائن
الأرصاد والمدني وتهاني النجاح
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة