Monday  03/01/2011/2011 Issue 13976

الأثنين 28 محرم 1432  العدد  13976

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

ابنة مضرب المثل العربي في الكرم حاتم الطائي، أسرها المسلمون بعد غزوهم لبلاد طيء، في أجا وسلمى (حائل حالياً). ولما قدمت مع الأسرى إلى الرسول محمد صلى الله عليه و سلم قالت له:

«يا محمد ! إن رأيت أن تخلّي عنّي فلا تشمت بي أحياء العرب ؟! فإني ابنة سيّد قومي، وإن أبي كان يفكّ العاني، ويحمي الذمار، ويقري الضيف، ويشبع الجائع، ويفرّج عن المكروب، ويفشي السلام ويُطعم الطعام، ولم يردّ طالب حاجة قط، أنا ابنة حاتم الطائي».

فقال لها النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «يا جارية، هذه صفة المؤمن حقاً، لو كان أبوك مسلماً لترحّمنا عليه خلّوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق».

وكانت سفانة سبباً في إسلام أخيها عدي بن حاتم، وكان مسيحياً، وهو رئيس قومه وعقيدهم بعد وفاة أبيه حاتم، وحينما تم غزو قومه كان هو مسافراً لبلاد الشام، فلما علم بالغزو عاد إلى قومه وهناك عادت إليه سفانة وروت له ما حدث مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فذهب إليه وأسلم.

لن ينكر هذه الواقعة التاريخية والتي تواترت روايتها إلا مكابر وعنيد أو يخطط لتشويه هذه الشمائل العربية الأصيلة وهو ما أكده سيد الخلق حين قال صلى الله عليه وسلم : هذه صفة المؤمن حقا، هل يمكن للعاقل أن يصدق جهل من لا يعترف بهذه الشخصية التاريخية ،بل زيادة على ذلك يصدر حكمه بالتكفير، نحن أمام نمط من التفكير المدمر وهو يكرس شكلا من أشكال الجهل بل يرفع شعار أن الدين الإسلامي الحنيف لا يأبه لمكارم الأخلاق وهو ما جعل من يريد بالدين شرا أن يطرح مثل هذا مثالا على التخلف، إن اللوم لا يقع على من يؤمن بمثل هذا الجهل، لكن اللوم يقع على المسؤول الذي انصاع لمثل هذا الأمر وقام بتنفيذ ذلك على مرأى ومسمع كل مواطن عاقل، وأعتقد أن علامة استفهام كبرى على سلبية من يهمهم الأمر في وزارة التربية والتعليم تطرح أكثر من سؤال ولعل في مقدمة هذه الأسئلة من الذي يقعد ويؤسس لمثل هذا الجهل الصارخ.

يخيل لي أن هناك برنامجا مستمرا يأخذ أشكالا متعددة وأساليب مختلفة لمحو ذاكرتنا من أن ننتمي للوطن والذي يضم رفات الآباء والأجداد بل ونطمس هذه الذاكرة التي تجول داخل حنايانا وتنبض بها قلوبنا عشقا للوطن الذي يبدأ من قرية صغيرة في الشمال أو الجنوب، صدقوني هناك من يتآمر على تاريخنا ويود لو يسعه الوقت أن يفرض نمطا واحدا من التفكير الذي يكره النور يكره الشمس.

أود أن أختم حزني على ما حدث وسوف يحدث بإيراد أبيات شعر لهذا الرائع الذي بخلنا عليه بأن نضع اسمه وموطنه تكريما له فوق لوحة مدرسة في مسقط رأسه يا لها من سخرية. اسمعوه ينشد عندما كانت القلوب هي التي تسمع:

أما والذي لا يعلم الغيب غيره

ويحيي العظام البيض وهي رميم

لقد كنت أطوي البطن والزاد

يشتهى مخافة يوم أن يقال لئيم

وسلامتكم..



 

لذاكرة الوطن
يا حاتم.. تم فصلك!! سفانة بنت حاتم الطائي
محمد علوان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة