Monday  03/01/2011/2011 Issue 13976

الأثنين 28 محرم 1432  العدد  13976

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

من خلال عمرك الطويل - إن شاءالله - سوف تقضي وقتاً طويلاً وأنت في سيارتك, وهذا الوقت إما أن تقضيه بالشعور بالإحباط من زحام الطريق أو في سماع برنامج لا يسمن ولا يغني من جوع (أو بالقلق بشأن نظام ساهر).. ولو نظرنا إلى نقاشنا حول مشكلة زحام الطريق أو المسافات البعيدة سنجد أن 80% منه يتمحور حول المشكلة ونهمل الحلول والبدائل وهي الوحيدة التي بأيدينا.

إذن، ماذا يمكنك أن تفعل وأنت في سيارتك؟ وهل من الممكن أن تصنع نجاحك أو تكتسب مهارة منها؟

أولاً يجب أن تنظر إلى القيادة ليست على أنها مجرد وسيلة للوصول إلى مقصدك, بل على أنها فرصة للتثقيف والتعلم واكتساب المهارات.

كنت في اتصال هاتفي مع الأستاذ محمد النغيمش المتخصص في علم الإدارة، وسألته عن: ماذا يمكن للشخص أن يفعل وهو في سيارته؟ فقال: «هناك فرصة ذهبية لكل شخص في تطوير ذاته يومياً بشكل يوفق ما يتصوره؛ والسبب هو أنك تستطيع أن تستفيد من المدة التي تقضيها ذهاباً وإياباً إلى العمل أو المدرسة من خلال الاستماع إلى طائفة من أفضل الدورات التدريبية في العالم»، ونحن محظوظون في الوطن العربي لأن هناك العديد من الدورات التدريبية (الألبومات) التي يمكن أن تصقل مهاراتك الحالية وتكسبك أخرى جديدة من خلال الاستماع إلى البرامج السمعية في السيارة.. لذلك أنصح كل شخص أن يجد وقتا محددا في الفترة الصباحية ليستمع إلى ألمع نجوم التدريب والمحاضرين في مجالاتهم.

وتزداد أهمية ذلك بأن يضع الإنسان جدولاً لألبوماته السمعية عندما تشتد مشكلة الزحام الخانق، فكم من شخص تثور ثائرته وهو في سيارته بسبب الازدحام، ولو أنه استبدل لحظات الانتظار المملة بوجبة سمعية ثقافية ممتعة لتغير شعوره تماماً.

فتخيل لو أنك استمعت كل يوم لخمس معلومات جديدة فسوف تستفيد خلال عام كامل ما مقدراه 1825 معلومة جديدة لم تتناه إلى أسماعك, ولو أنك واظبت على هذا السلوك لمدة خمس سنوات فسوف تحصل على 9125 معلومة جديدة.

وأنت في زحام الطريق حوّل تلك الدقائق الميتة إلى دقائق عالية الإنتاج، حوّل تلك النفس المتضايقة إلى نفس مفعّمة بالحيوية والنشاط, حوّل طريقك المزدحم وبقاءك في سيارتك إلى برنامج علمي أو إلى دورة تدريبية تحضرها. اقتنِ العديد مما يفيدك استماعه واجعله معك في سيارتك بدلاً من أن تتأفف من الزحام, استمع إلى ما يدعوك إلى التفاؤل والثقة ستصل إلى بيتك أو عملك وأنت مفعّم بالحيوية والنشاط، استمع إلى ما يدلك على النجاح والتفوق بالحياة ويساعدك لتحقيق طموحاتك وأمنياتك.

هناك الكثير من المحاضرين لديهم ألبومات سمعية ودورات تدريبية (وقد أعدّت لتكون مناسبة للسفر والمسافات البعيدة)، وهناك بعض البرامج الهادفة المفيدة في إذاعاتنا السعودية ولكن للأسف نحن لا نحسن اختيار البرامج.. لديّ صديق يوّقت موعد ركوبه السيارة على وقت برنامج «مستشارك النفسي» الذي يبث على الإذاعة السعودية، والذي ساعده كثيراً على حل مشاكله العملية والزوجية.

وإذا كنت تريد أن تتعلم مهارة أو عادة إيجابية أو تريد أن تحسّن من علاقاتك مع زملائك أو أصدقائك أو تريد أن ترتقي بعملك فأقتن كل الأشرطة السمعية المخصصة لذلك.

فعلى سبيل المثال، إذا كنت تريد أن تتعلم اللغة الإنجليزية أو تطورها فيمكنك أن تستمع إلى إذاعة لديها فقرات تعليمية للغة الإنجليزية أو تقتني العديد من الأشرطة التعليمية والتي أعدت لتكون مناسبة للتنقلات بالسيارة.

وما زلت أتذكر ذلك المستمع الذي قال لمذيع إنه حفظ نصف القرآن الكريم لمجرد أنه يستمع إلى قرّاء ماهرين أثناء قيادته السيارة إلى مقر عمله البعيد نسبياً.

فلو وضعت لك جدولاً شهرياً لما تود الاستماع إليه في سيارتك لصار لديك رصيد لا يستهان به من المهارات والمعلومات المهمة والمفيدة.

عندما تتخذ قراراً حكيماً بأن تبدأ في استغلال الوقت الذي تمضيه في القيادة بالتعلم والتثقيف فإنك ستصبح إنساناً تقدم كثيراً للأمام.

تستطيع أن تنجز الكثير وأنت في سيارتك.. ولكن بحكمة منك!



 

كيف تنجح من سيارتك؟!
إبراهيم بن سعود حمد العويس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة