Monday  03/01/2011/2011 Issue 13976

الأثنين 28 محرم 1432  العدد  13976

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الصداقة.. بين الماضي والحاضر
فهد بن حمدان الفديد

 

رجوع

 

إن من أعظم نعم الله على الإنسان أن يرزقه بصديق يجده في السراء فيتضاعف الفرح معه، ويقف معه في الأزمات فيخفف الهم بتقاسمه معه.. وهؤلاء هم أصدقاء القلب وعُدلاء الروح.

فالصديق الايجابي يجزم بالله أن هناك مستقبلاً واسعاً وفجراً مشرقاً قريباً، تجد الجدية والإصرار والعزيمة على قسمات وجهه قبل أن ينطق بها، لسان متفائل، وقلب ودود، وروح تشرق بحب الخير للجميع.

هل فكرت يوماً في أن تكون صديقاً.. هل حاولت أن تصبح الصداقة عنواناً لحياتك؟

هل هناك صداقة.. هل هناك أصدقاء؟ هل تغير المفهوم وتطور أم نحن من تغير؟

ما نوع الصداقة الذي نريد؟ وهل نحن نلتزم بمفهوم معين وثابت للصداقة أم نطور هذا المفهوم كما نريد نحن أو نحب؟ هل هو مفهوم مرن يطلق اعتباطاً أم له شروط سهل قياسها؟

هل نطور هذا المفهوم بما ينسجم مع رغباتنا وشخصياتنا وتركيب المجتمع الذي نعيش فيه؟

كيف كان مفهوم الصداقة قديماً وحديثاً كيف أصبح وكان؟ هل كان هناك صداقة حقيقية أم مزيفة تحكمها الظروف والطبقات؟

كم دار في خلدي وذاكرتي هذا المفهوم وكم مرة حاولت أن أجمع أفكاري حول هذا الموضوع وهذه الكلمة وهذا الاسم اللامع المريح للأعصاب استمعت كثيراً إلى أناس في سنوات عمري القليلة، وخبرتي القليلة في ميدان الصداقة إلى من جربوا الصداقة هذا شخص خُدِع بأصدقائه، وذاك له أصدقاء يحبونه دون سبب، وهذا يحبونه من أجل ماله وسلطانه ومصلحة شخصية لدية.

ومنهم من لا يعترف بصداقة هذا الزمن، ومنهم كبار في السن يتحدثون عن صداقتهم أيام زمان حيث يقولون أنها وصلت إلى أقدس مفهوم وهو الأخوة والافتداء بالمال والأرواح وأغلى ما يملكون ويعزون سبب امتلاكهم للصداقة بهذا المفهوم أنهم قليلو المال ولا يوجد مصالح بينهم إلا المبادئ التي فطروا عليها، وعلمهم إياها دينهم الحنيف.

ويعملون بالقول القائل: (صديقك من صدقك لا من صدّقك) وأنهم يجدون أصدقاءهم في الضيق والفرج ولا يمتلكون الأنانية ويحثون على صفاء النية في المعاملة، كما يؤمنون بالقول الشائع الذي يقول (اعمل المعروف والقه في البحر)، فطروا وجبلوا عليها وتربوا عليها من آبائهم وأجدادهم أو كما يقول كبار السن أن الإنسان منا كان يعمل بالصداقة لكسب الرجال ولا ينتظر المردود ولا رد الجميل، ولكنها كانت أساس التماسك في المجتمع والتواصل فيما بينهم وسبب في التأثر بأفراح بعضنا البعض ومشاركة الناس في أحزانهم وتخفيف مصابهم وهو ما جعل من مفهوم الصداقة مفهوما مرناً واسعاً في هذا الزمن.

أما ما نعيشه هذه الأيام فلا أدري أين يصنف هل هو صداقة بمفهومها القديم آم بصداقة المصلحة أم أين يصنف؟

الصداقة التي نريد هي عدم الصعود والتسلق على ظهور الآخرين، صداقة بلا نفاق ولا مجاملة.. صداقة حفظ أخيك الصديق في ظهر الغيب، الصداقة ليست محبة من يملك مالاً وجاهاً وسلطاناً لقضاء حاجات، إنما الصداقة هي تعامل بصفاء قلب ونية صادقة لا تنتظر منها رداً أو شكراً أو جزاءً.

وخلاصة القول: إن الصداقة قديماً وحديثاً ومستقبلاً هي مفهوم ثابت ومرن وسهل القياس ولكن ما تغير هو نفوس الخلائق وتركيبتهم وبساطتهم وثبت عليهم قول الشاعر:

نعيب زماننا والعيب فينا

وما لزماننا عيب سوانا

هذه رسالة إليكم بالبحث عن معنى الصداقة في النفوس وإصلاح ما في قلوبنا والجلوس مع أنفسنا، تفكرون بالنية الصادقة والبحث عن الصديق الذي تتكامل به معاني الصداقة.

اعملوا على أن تزرعوا معنى الصداقة في بيوتكم أولاً.. وما المانع من تعليم الصداقة كمنهج؟ وما المانع من إصدار مناهج مدرسية تعلم الصداقة؟

ما المانع في أن نصبح أحبة وأصدقاء؟

فهل تقبلونني صديقاً محباً بينكم؟

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة