من نعم الله تعالى على العبد أن يمنَّ عليه بالمال ثم يوفقه لينفقه في الحق, كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين) وذكر منهما: (رجل آتاه مالاً فسلطه على هلكته في الحق)، إنه حسد محمود يوم أن يتمنى الإنسان أن يوفقه الله ليكون فتاح خير يتعدى نفعه على غيره, وتزيد المنة إذا ما وفق العبد لسنة سنة حسنة يستن بها غيره من المسلمين.
وإن من أؤلئك الموفقين -نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً- الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي, هذا الرجل الذي بادر بإنشاء إدارة تعنى بإدارة جزء كبير من أمواله لتكون وقفاً على أعمال الخير, وهو بذلك يسن سنة حسنة بالمبادرة في تنظيم الأوقاف والعناية بها, والمبادرة بالصدقة والإنفاق؛ وكأنه يتمثل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أن دعا للصدقة فتقدم أحد الصحابة بصرة كادت يده تعجز عن حملها, فتتابع الناس بالصدقة حتى قال صلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا)، فبادر الشيخ حفظه الله ورعاه بإيقاف أمواله على أعمال الخير, وأنشأ إدارة مباركة, كانت وما زالت سحابة خير تمطر بأعمال بر خيرية وتنموية في مختلف أنحاء بلادنا.
أقول هذا ولي من الشواهد عليه الشيء الكثير, التي يصعب حصرها, ولكني أذكر على سبيل المثال لا الحصر, مشروع إنشاء مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم في محافظة البكيرية, التي وصلت تكلفة إنشائها إلى ثلاثة عشر مليون ريال, وتستوعب ألفًا ومائتي طالب خلال المراحل الدراسية الابتدائية والمتوسطة والثانوية.
هذا المشروع المبارك أشيد به وأستشهد به لقرب مناسبة تدشين انطلاقة خدماته, وإلا فهو نقطة في بحر المشاريع الخيرية التي قامت بها أوقاف الشيخ صالح الراجحي, التي لا تزال تلقي بظلالها الوارفة على الكثير من المستفيدين بالتعاون مع عدة جهات كجمعيات البر الخيرية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم ومكاتب الدعوة وتوعية الجاليات والمؤسسات الخيرية الأخرى. إنها بحق سنة حسنة, وبادرة مباركة؛ أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسنات الشيخ صالح, وأن يوفقه لكل ما يرضيه, وأن يمتعه بالصحة والعافية على طاعته.
مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض عضو مجلس الأمناء - أوقاف صالح الراجحي
