Tuesday  04/01/2011/2011 Issue 13977

الثلاثاء 29 محرم 1432  العدد  13977

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

الأمير سلمان بن عبدالعزيز ركن من أركان نظامنا السياسي، تدرب من بواكير العمر على إدارة الحكم المحلي في عاصمة الوطن الإدارية على مدى نصف قرن، كانت دروس التدريب في المركز الوطني لموحد الوطن والده الملك المؤسس رحمه الله، ثم في مدرسة إخوته الآباء الملك سعود، فيصل، خالد وفهد غفر الله لهم، ارتبط اسم سلمان بالعاصمة الرياض التي هي العينة المثال للوطن السعودي منابت وأصول، وعاصر بناء كيانات واسعة من التنمية المستدامة شريكاً ومشاركاً مع ثلل من النخب الإدارية والفنية وأهل الخبرة في محافظات الرياض والمدينة العاصمة، ولأن العاصمة الإدارية للوطن طبينة غير مضرة بصنواتها من مدن الوطن الكبير، فإن لها مقاما في الحفاوة بسياحة كل الوطن قربة وقرابة وأعمالا واستعمالا، فصارت نقطة تحول وتحولات في عولمة محلية سعودية لا يبزها سوى العاصمة المقدسة مكة المكرمة ثم طيبة الطيبة في مجالات التعولم العولمي متعدد الثقافات والألسن، ومهوى الأفئدة.

لكن التسامق والتسامي الفكري لأمير العاصمة، ما برح نقطة ارتكاز لدوائر الاهتمام، فكان لمتابعة الوالد سلمان للشأن الإعلامي والصحافي بالذات ما شكل نقاط إشعاع وأضواء في الرؤية والروية والرقابة التي لا تجلب الهم.

ما يرح أمير الرياض، أكثر الموظفين في العاصمة بكورا في العمل، والاطلاع على ملف الصحافة، أعرف عن الرجل حبه البالغ للتأكد من المعلومة صحة ومرجعاً، وله قدرة واسعة في الإقناع بتوثيق وتوثق يبعد ويبتعد عن الشك والريبة ويظهر حسن الظن مقدما، عندما قال إنه ناقد ومحب للصحافة والصحفيين، فإنه عبر عن ديمقراطية التقبل للنقد والانتقاد الهادف للإيضاح والاستيضاح والإرشاد عن مواطن خلل إداري أو تنفيذي، وأعلم أنه تقبل كثيراً من النقد حتى لأعمال في إمارة الرياض، وكما قال: «علاقتي بالصحافة بين ناقد ومؤيد واتصل بجميع الصحف، أنا أقرأ غالباً جميع المقالات التي تتعلق بعملي فإن وجدت نقداً هادفاً شكرت وإن لم يكون غير ذلك وجدت فرصة للتصحيح».

أنا شخصيا لي أكثر من تجربة موغلة في الحنو والحب منه رعاه الله، من أكثر من ثلاثين عاماً، ولعل أقربها أني كتبت في (الجزيرة) منذ بضع سنين مقالا عن لقب خادم الحرمين، الذي تسمى به الملك فهد رحمه الله، وطلبني هاتفياً في ساعة بكور، مغتبطا بالمقال، ومستوضحا من أين جئت بالمعلومة في مقالي، وعندما أوضحت، علمني أن معلوماتي مغلوطة، وشرح لي بإسهاب صحة المعلومات، بل برؤية تاريخية لم أكن أعرفها حينها، ألا وهي أن لقب خادم الحرمين كان استعماله قد تم في عهد المماليك، وإن كل ملوك آل سعود من الملك عبدالعزيز قد تلقبوا بلقب خادم الحرمين، ولم يكتف الأب سلمان بهذا بل تلطف وأعلمني في وقت متأخر من الليل أنه قد قرأ مقالي على مولاي خادم الحرمين الملك عبدالله أعزه الله، وأن جوابه كان أن معلوماتي خاطئة، كنت في حيرة من أمري، في كيفية هذا التعامل الحضاري الراقي من أعلى سلطة مع مواطن/ كاتب أخطأ في معلومات، لكنه اجتهد في إيضاح لمحة تاريخية عن لقب تشرف بإعلانه الملك فهد رحمه الله وألغى لقب صاحب الجلالة، ولعل ما قال به الأب سلمان في حفل الرياض هو: «أنا أقرأ غالباً جميع المقالات التي تتعلق بعملي فإن وجدت نقداً هادفاً شكرت وإن لم يكن غير ذلك وجدت فرصة للتصحيح» لله ما أعدل الأمير واعتداله متعه الله بالصحة والسعادة.

شكراً أبا فهد، ولا حسد بل غبطة لك على الحب والمحب والأحباب، وأنا لك فيها جلاب.

info@alwakad.net
 

سلمان بن عبدالعزيز ناقداً وساعياً للتوضيح والتصحيح
محمد ناصر الأسمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة