Wednesday  05/01/2011/2011 Issue 13978

الاربعاء 01 صفر 1432  العدد  13978

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

الأديب المغربي العربي ابن جلون:
القصة المغربية جسدت نضال الشخصية العربية

رجوع

 

القاهرة- مكتب الجزيرة- طه محمد :

أكد الأديب المغربي العربي ابن جلون أن القصة المغربية جسدت نضال الشخصية العربية، وأنها فن أدبي مراوغ مر بمراحل تاريخية مهمة، بدأت في مرحلة الاستعمار، ثم مرحلة ما بعد الاستقلال، ومرحلة الاهتمام بالشكل في السبعينيات والثمانينيات، إلى أن وصلت لشكلها الحالي، حيث تشهد تحولا من القصة بشكلها المعروف إلى القصة القصيرة جدًا أو الأقاصيص.

وأكد ابن جلون في ندوة بعنوان «القصة المغربية بين التأسيس والتجنيس» بمكتبة الإسكندرية، أن الدراسات التي تناولت الأدب المغربي تقر بأن الظروف التاريخية لبلدان المغرب العربي تختلف كليا عن بلدان المشرق، حيث كانت الأخيرة رائدة في كل شيء ومعلم لسائر الشعوب بحكم ما شهدته من حضارات عظيمة، كما كانت موطن الديانات، ونشأ بها الجماعات الفكرية والحركات الدينية والأسواق الأدبية مثل سوق عكاظ. وأوضح أن ظهور الأدب والثقافة في المغرب جاء من خلال بعض الاشراقات التي فتحت عينيه على العلم والمعرفة، ومنها جامعة القرويين وجامع الأندلس، كما أنه في عام 1852 ظهرت المطبعة في المغرب فازدهرت الكتابة والتأليف، لكنها اقتصرت على مجالات اللغة والفقه وأكد أن بداية نشأة فن القصة في المغرب تزامن مع ظهور حركات ضد الاستعمار، وارتبطت بالحركات المشابهة في الدول العربية المختلفة، وأسهمت في النهضة التعليمية والتثقيفية والأدبية، مشيرا إلى أن المحاولات الأولى للقصة كانت محاولات اجتماعية تسعى لشرح الظواهر الاجتماعية وتذييلها لتقويم السلوكيات الشائعة آنذاك. وأشار إلى أن القصة في هذه الفترة كانت امتداد طبيعي للقصة الشعبية، التي تعتمد على الخوارق وتقوم على أسس غير منطقية، فنتج عن هذه المحاولات فن شكلي بدائي، أو ما يطلق عليه مقال قصصي غير مكتمل ولفت إلى أن القصة في عهد الاستعمار، في الفترة من عام 1912 وحتى عام 1956، كانت أداة من أدوات المقاومة، فلم تهتم بالشكل، بل حاولت تعميم اللغة العربية وصيانتها، مؤكدا أنه مع انتهاء دور الحركة الوطنية، بدأت مرحلة التشييد والتجديد، أي تجديد الحركة الفكرية من خلال إنشاء دار الفكر واتحاد كُتاب المغرب ومغربة الجامعة وإصدار عدد كبير من الملحقات والمجلات.

وأشار إلى أن الملحقات لعبت دور كبير في الحياة الثقافية من خلال نشر القصة وترجمة النصوص القصصية، وكان من أبرز كتاب هذه المرحلة محمد براده، ومحمد إبراهيم بوعلو، وإدريس الخوري وغيرهم.

وبين أن كتاب هذه المرحلة ساهموا بشكل كبير في تطوير القصة المغربية، ولكنهم انسحبوا بهدوء، فمنهم من تم إبعاده عن الحياة الثقافية، ومن انتقل لكتابة الرواية والسير الذاتية والشعر، ومنهم من قرر الانسحاب وأوضع أن غالبية القصص في تلك المرحلة كانت قصيرة من حيث الحجم، وكانت ترصد تحولات المجتمع المغربي وما يخوضه الإنسان من صراعات إيديولوجية، كما أنها كانت تعكس تحديات الواقع، وتعكس أعمال الكُتاب العالميين، مثل أميل زولا ونجيب محفوظ وليو تولستوي، واستخدمت تقنيات فنية كانت غائبة في المرحلة السابقة وعن القصة في شكلها الحالي، شدد على أنها شهدت تغيرات جذرية، فتحولت إلى قصة قصيرة تتألف من 20 إلى 50 كلمة، على الرغم من إدراك الكتاب استمرار صعوبة الكتابة مع استخدام هذا العدد من الكلمات وأكد أن التساؤل ما زال مطروحا حول أسباب هذا التحول في فن القصة المغربية، فهناك من يرى أنها تغيرت مع الإيقاع السريع للحياة، بينما يرى البعض أنها تعكس قلة الاهتمام بهذا الفن، ويرى البعض الآخر أنها تجربة يخوضها الأدب المغربي بغرض التنويع.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة