Wednesday  05/01/2011/2011 Issue 13978

الاربعاء 01 صفر 1432  العدد  13978

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

هذا الموضوع شكّل لي في البداية معضلة في طريقة عرضه؛ فقد تؤخذ المقالة مآخذ كثيرة ليس من بينها ما أريد؛ فالذين اعتادوا الكتابة في الصحف يعرفون أن هناك حدوداً مجتمعية وثقافية لا يمكن تجاوزها، وأموراً لا يمكن التطرق إليها.. خصوصاً ما يتعلق منها بحُكْم عام.

لكنَّ نَشْر الصحف الأربعاء الماضي خبراً عن رفع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، النائب الثاني وزير الداخلية، إلى خادم الحرمين الشريفين المرئيات التي قدمها أمراء المناطق لعلاج مشكلة امتناع ملاك العقارات من تأجير العسكريين.. فتح الباب لهذه المقالة لعرض بعض ما يتردد عند العامة عن العسكر والانطباع العام الذي يتركونه عنهم بين الناس.. وأود أن أبدأ بأمر يُعدّ - بعد حفظ الأمن - من ألزم واجباتهم ويُعهد إليهم بإداراته وتنظيمه، وهو المرور.

مكتبي يقع على شارع عمر بن عبدالعزيز بالملز.. وهو شارع قصير حيوي.. يربط طريق صلاح الدين (الستين) غرباً بطريق الدائري الشرقي.. وتصب فيه أربعة شوارع كبيرة، هي الأحساء والزهراء والنهضة ومتعب.. ومنطقة الملز كما هو معروف منطقة تجارية، وفيها أيضاً العديد من المقار والمراكز العسكرية.. ولفت نظري خلال السنوات العشرين الماضية التي أسلك فيها هذا الطريق ذهاباً وإياباً أربع مرات يومياً.. أن كثيراً من مستخدمي هذا الطريق هم من العسكريين أفراداً وضباطاً، وأن الكثير منهم يخالف أنظمة المرور!.. وكنتُ أتساءل دائماً: ألا يعلمون أنهم مطالبون أكثر من غيرهم بالالتزام بأنظمة المرور؟

هذه الملاحظة جعلتني أضيف إلى الصورة التي أحتفظ بها عن العسكري السعودي ملاحظات أخرى قرأتها في الصحف أيضاً أو سمعتها في المجالس.. وكلها تؤكد أن هناك مشكلة في بناء صورة العسكري السعودي تجعل من هذه القضية قضية وطنية يجب الالتفات إليها ومعالجتها.. فقد نُشر في الصحف مثلاً أن شركات تأجير السيارات تتفادى أيضاً التعامل مع العسكريين أفراداً وضباطاً.. وفي مقابلة صحفية مع سمو أمين هيئة الحياة الفطرية ذكر أن العسكريين هم أكثر المخالفين لأنظمة حماية الحياة الفطرية.. أما في البنوك فالقاعدة لإقراض العسكري هي تجنبه أو تحميله نسبة أخطار عالية؛ حيث ترفع مرابحة إقراض العسكري وتزيد في شروطه وتعتبره من الفئات عالية المخاطر.. وهي الحال نفسها مع شركات التأمين على الرخصة أو السيارة؛ حيث تحسب تكلفة التأمين للعسكر ضمن شريحة الشباب.

من هنا نتساءل: ماذا ترون في الصورة التي يقدمها العسكري السعودي عن نفسه؟ وكيف تريدونها؟.. فبناء الصورة هو فعل تراكمي يتم بلورته خطوة خطوة، إما بتلقائية فتأتي بنتائج عشوائية تتحكم فيها الظروف.. أو يتم بناؤها وفق خطة وعلم ودراسة فتأتي النتائج تماماً كما خُطّط لها.. وهي ممارسة طويلة الأجل متواصلة الحلقات.. كما أنها منهج يمكن فرض تطبيقه؛ فيحقق بناء شامخاً للصورة.

أعيد ما بدأتُ به هذه المقالة.. إنّ هذا الموضوع في منتهى الحساسية، وفيه حُكْم عام.. ويهمنا كلنا تحسين الصورة العامة وعلاج كل ما يسيء إلى سمعة العسكري السعودي التي يجب أن تكون عنواناً للاستقامة والانضباط.

 

أنت
العسكري السعودي.. وبناء الصورة
م. عبد المحسن بن عبد الله الماضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة