Thursday  06/01/2011/2011 Issue 13979

الخميس 02 صفر 1432  العدد  13979

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أقدار الله فيها الرحمة، وكثير ما تنتهي كقدر وكإنسان بما يرضي الإنسان نفسه، فالرحمة كل الرحمة فيما شاء وقدر إن كان قدراً أو أمراً غير مرغوب فيه من قبل الإنسان.

والإنسان بحكم تكوينه قد يعجل ويعطي ظهره لأمر جل قبل أن تتبين نهايته، وقبل الوقوف على حقيقته،

فمثلاً وفي معظم الأحيان يعطي الإنسان ظهره لنائبه ظناً منه أن لا خير فيها، وهو ظن استعجل الإنسان بيانه، وقد قال المولى عز وجل: ?خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ?, ويقول سبحانه: ?يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً?.

إن حاوية الإنسان لابد وأن تتكشف ويتبين معها الإنسان أن خيراً كبيراً جاءت به هذه النائبة، فهي منعطف قابله على الطريق ولم يتبين نهايته ومعرفة حقيقته وفق ما جاء به، وعلى سبيل المثال يؤلف الإنسان كتاباً، ويكون شديد الإعجاب به، وسرعان ما يتبين له أنه لا يطابق النص الذي تكونت عناصره في ذاكرة الزمان. ويقد يؤمر الإنسان من صاحب أمر عليه أن يستبدل بيتاً بآخر، أو قطعة أرض بأخرى بينما الربح كل الربح فيها، ومستقبله المادي ولو كان بالحد الأدنى سيأتي مع ظروف استقرت وأينعت في غفلة منه، وسرعان ما يتبين أن في هذا القد القادم الكثير من الخير.

إن رحلة الإنسان في زمان ومكان معين لا تمنح له الرؤية، وأمرها بالنسبة له شديد الغموض سيزيحه الإنسان من طريقه ظناً منه أنه يفعل الخير بهذا القرار، فإن ظن الإنسان أن هجر سانحة، واتخاذ قرار مصيري بصددها هو أمر مناسب ينتظر معه كل الخير إلا أن مشهداً على الطريق سيكشف عما يحتويه من مفاجآت ومفاجآت أخرى لم تكن عناصرها بين يديه، وإنما تحل كضيف لم يعد له السكن اللائق به، وهكذا رحلة الإنسان مع أقداره مزيج من خير ينتظره، ومن سوء يتجنبه لكن القراءة الصحيحة تأتي بعد فوات الأوان.

قال الحق سبحانه: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ).

 

كان جهولاً فأصبح ظلوماً
د. عبدالمحسن بن عبدالله التويجري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة