Thursday  06/01/2011/2011 Issue 13979

الخميس 02 صفر 1432  العدد  13979

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

هل ستقوم علاقة سلمية بين العراق وأمريكا؟
أحمد علي الأحمد

رجوع

 

في أواخر ستينيات القرن العشرين تخلى البريطانيون عن أي وجود عسكري في الشرق الأوسط، تاركين الأمر كله بيد الولايات المتحدة الأمريكية وحدها وبسبب حرب فيتنام اختارت الولايات المتحدة الاستعانة بإيران للاعتناء بمصالحها في هذه المنطقة.

وإلى جانب ذلك كانت ترى في دعمها القوي والأكيد لإسرائيل ما جعلها تتخذ منها موقعا متقدما وصلبا كقوة حليفة لأمريكا في المنطقة غير أن المقاطعة النفطية وارتفاع أسعار النفط سنة 1973 من خلال (منظمة أوبك OPEC) ثم سقوط شاه إيران سنة 1979م جعلا هذا الحل في الحكم غير المباشر عبر دول حليفة بعيدة حلا غير مقبول، وبصورة سريعة شجعت الولايت المتحدة حرب العراق ضد إيران ودعمتها، لكن تنامي قوة العراق أشعل شرارة التخطيط للصراع معه وذلك قبل أن يقوم العراق بغزو الكويت بزمن طويل.

لقد أفضت حرب الخليج التي لم تكن حاسمة في أمر العراق إلى وجود عسكري أمريكي قوي في المنطقة واستمر هذا الوجود بكامل قوته في عهد الرئيس كلنتون، وتواصلت الدوريات المشتركة الأمريكية البريطانية في مناطق (الحظر الجوي)، وقام فيها البريطانيون بقتال جوي على ارتفاع منخفض وقصف بالصواريخ للمنشآت العسكرية العراقية. يقول أحد أركانات إدارة الرئيس كلنتون ومن المدافعين عن «القوة اللينة» إن بلاده لن تتردد باستخدام القوة العسكرية لكبح جماح صدام حسين.

وسوف تفعل ذلك إذا اقتضى الأمر إذا تعرضت المصالح الأمريكية للخطر في شكل من الأشكال، وقد تطلب الأمر حشدا قوياً للقوات الأمريكية طوال سنتي 1997 و1998 لكي تبدأ الجولة الأولى لمفتشي الأسلحة في العراق للتأكد من خلو العراق من الأسلحة وتطبق شروط اتفاقية السلام ونزع الأسلحة وتصاعدت عمليات الحرب الجوية وهجمات الصواريخ، ولما كانت الحرب الباردة قد انتهت فقد تحول التخطيط العسكري إلى بناء القدرة على خوض حربين إقليميتين في آن واحد، ووقع الاختيار على العراق وكوريا الشمالية ليكونا ميداناً لاختبار هذا التخطيط وقبل انتهاء التسعينيات نشرت الولايات المتحدة ما يزيد عن 20 ألف عسكري تبلغ تكلفة انتشارهم 4-5 مليارات دولار في السنة.

إن الصراع مع العراق قديم، وقد ابتدأ التخطيط لنوع من حل عسكري له قبل أن تبدأ حرب الخليج الثانية لكن الفرق الوحيد بين عهد كلنتون وعهد بوش هو سقوط القناع، وحلول النزعة الحربية المعلنة محل التكتم والسبب في ذلك بل أحد أسبابها، المناخ الذي ساد في الولايات المتحدة عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر والذي يجعل الحل العسكري المكشوف والأحادي الجانب مقبولاً سياسياً لدى الشعب الأمريكي. وإذا نظرنا إلى الأمر من الناحية الجيوسياسية وعلى المدى الطويل نجد أن المجابهة مع العراق قد توقفت، فهل تتحول على المدى الطويل إلى علاقة سلمية بينه وبين الولايات المتحدة الأمريكية؟.

- الرياض

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة