Thursday  06/01/2011/2011 Issue 13979

الخميس 02 صفر 1432  العدد  13979

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

الحديث عن الوطن حديث عن النفس والمال والولد والأهل، ناهيك حينما يكون الوطن هو المملكة العربية السعودية حاضنة الحرمين الشريفين ومهوى أفئدة المسلمين، إن تحدثت عن حكومتها فحكومة شرعية ندين الله أن لهم في أعناقنا بيعة شرعية، تتطلّب منا الطاعة بالمعروف والحب لهم والدعاء والإخلاص والصدق والنصيحة، وكل هذه المفردات لها من النصوص الشرعية ما يؤكدها ويدل عليها، لكن المجال لا يسمح بسردها.

وإن كان الحديث عما حبا الله به هذه البلاد من خصوصية وخيرات يغبطنا عليها الصديق ويحسدنا عليها العدو، فيكفينا شرفاً أن بلادنا تحتضن الحرمين الشريفين ويقصدها الجموع من العالم الإسلامي لأداء الحج والعمرة، مما شرّفنا الله بخدمتهم، كما أن بلادنا محط أنظار العالم لما تتمتع به من ثروات بترولية وطبيعية جعلتها صاحبة كلمة مؤثرة ومسموعة في اتخاذ القرارات الدولية.

كما أن الحديث عن الوطن يدفعني إلى الافتخار بما وصل إليه وطننا من رقي في شتى المجالات خصوصاً في مجال رقي الإنسان بفكره وتطلعه فقد وصل أبناء الوطن إلى مقارعة المتميزين في العالم على كافة المستويات العلمية.

إنّ الحديث عن الوطن يقودني إلى التفكر وحمد الله على ما نتمتع به من أمن يندر عند أقرب جيراننا، وذلك بفضل الله أولاً ثم بالسياسة الحكيمة للحكومة الرشيدة ممثلة بالأجهزة المختصة لاجتثاث الفكر الدخيل على أبنائنا اجتثاثاً ميدانياً في جانبي الفكر والسلوك، وهذا لم يتم ولن يتم إلا بتضافر الجهود من قبل مؤسسات المجتمع والمختصين من رجال الأمن والمفكرين والدعاة والمثقفين، وكل من له تأثير على سلوك الشباب في شتى المجالات المختلفة (إنه وطن يجب أن نستميت لنحميه لنستحق أن نعيش فيه).

إنّ ما ينقص شريحة كبيرة من الشعب السعودي استشعار القيمة الحقيقية للوطن والإيمان بالوطنية كمبدأ لا تساوم عليه الشعوب حتى الشعوب التي تعيش في أوطانها بفقر مدقع وبقلاقل وحروب وخوف وجوع، فكيف بالشعب السعودي الذي ينتمي إلى هذا الوطن بمكوّناته التي أشرت إلى بعض منها، تحضرني قصة لأحد الشباب الذين تنكّروا لهذا البلد بسبب تحريض المحرّضين والأفكار المغلوطة والشبهات المضللة، مفاد هذه القصة هي أنني قابلت شاباً موقوفاً في السجن ضمن الشباب الموقوفين في القضايا الفكرية ممن بذلت الدولة الجهد المضني لإحضاره من سجون إحدى الدول المجاورة، فلما دخل حدود المملكة وسمع الأذان (النداء للصلاة) طلب من المكلفين بشأنه السماح له بتقبيل الأرض التي تنكّر لها معللاً أنه لم يسمع هذا الأذان منذ زمن.

إنّ التنكُّر لهذه البلاد استجابة للمحرّضين الذين يدندنون حول قضايا تدغدغ مشاعر المهووسين بالخيال الذين لا تنضبط أفكارهم وطموحاتهم بالواقعية والضوابط الشرعية يجلب لهؤلاء المهووسين النكبات والويلات والأحزان والخيبة ثم الندم لكن بعد فوات الأوان، بعد أن يتلطّخ الإنسان بالشبهات الفكرية والمخالفات الشرعية والنظامية مما يجعله مداناً بما يحرمه الحرية، أو قد يكون مداناً بما يعلل الحكم عليه بالحرابة أو التعزير الذي يقطع دابره ويكف شره، فالنصوص الشرعية حاسمة في هذا الشأن وهي المستند في الأحكام الشرعية في بلادنا.

إنّ مسوغات الغضب والاستياء التي يدندن حولها المحرّضون للنّيل من أمن البلاد، تعتمد على المخادعة والأكاذيب المختلفة ولا يستجيب لها إلا من في قلبه مرض، غير مدرك لعواقب الأمور ومآلاتها، وللعاقل أن يسأل ويتساءل ما أهداف هؤلاء المحرّضين؟ ومن يدعمهم؟ ومن يؤويهم؟ إنّ وراء الأكمة ما وراءها من لعبة قذرة واستراتيجية استخباراتية أجنبية يكون وقودها أبناء الوطن وأمنه واقتصاده حرقاً وتخريباً وزعزعة بأيدي أبنائه، ولنا في من حولنا عبرة والسعيد من وعظ بغيره والشقي من كان عظة لغيره.

من الجدير بالذكر في هذا الشأن، التنبيه إلى ما قد يمارسه بعض من يعتبر رمزاً في مجتمعه الصغير كالأب أو الأخ الكبير أو من هم في حكمهما، ممن يجلس في أوساط الناشئة فيمارس الإيحاءات السلبية عليهم برمي بعض الكلمات التي لا يحسب لمردودها حساباً، كالتشنيع على الحكومة في أمر ما أو النّيل من رموزها بما يولد شخصية غاضبة قابلة للتحريض والاستجابة للمؤثرات السلبية والأفكار الهدامة، غير مدرك للنتائج الوخيمة لتلك الإيحاءات السلبية وما تجلبه عليه وعلى ذويه من الويلات والأحزان والتبعات المدمّرة المتنوّعة.

 

المحرّضون ضد الوطن
د. علي بن شايع النفيسة

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة