Friday  07/01/2011/2011 Issue 13980

الجمعة 03 صفر 1432  العدد  13980

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

إذا كان في الإسلام عيدان حددهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الشعب السعودي الذي انصهر مع قيادته: محبة وولاء يحق له أن يجدد المحبة، ويتطلع لمحيا خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله، كلما سمعوا عنه نبأ ساراً، بتقدم صحته، ويترقبون بشوق ساعة وصوله مُعافى، حيث

يتابعون كبيراً وصغيراً وذكراً وأنثى أنباء صحته المطمئنة بحمد الله، منذ غادر الوطن، وألسنتهم تلهج بالدعاء،مع رفع الأكف بالابتهال إلى الله، بأن يكلل سبحانه تلك الرحلة بالتيسير والشفاء العاجل، فاستبشروا بالنتائج بعد العملية في الظهر، حيث برز هذا الشعور بالتهاني، وفي وسائل الإعلام، تعبيراً عن صدق المحبة، ومشاعر الولاء من جميع فئات الشعب وغيرهم، على مختلف الطبقات فرحاً واطمئناناً. وبالحمد والشكر تزداد النعم، كما جاء في القرآن، حيث فرحوا بالنبأ السار وألسنتهم تؤيد أبا العتاهية عندما شُفِي أحد الخلفاء بقصيدة مطلعها:

المجد عوفي إذْ عوفيت والكرم

وزال عنك إلى أعدائك السّقم

فكيف لا يحبه شعبه، وهو يبادلهم هذا الشعور: بتواضعه وإحساسه الأبوي، وهو من سلالة انصهرتْ تاريخياً في الشعب آماداً عديدة، بعد أن صدقوا وبعد أن ثبت دعائم الدولة، ووحد الشمل في الجزيرة، المؤسس الباني الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، فقد أعاد بهمته وبطولته، وحسن تدبيره بعد توفيق الله له، أموراً كثيرة، ومجداً شامخ الذرى، وجدّد بالوحدة الوطنية، ما كاد يطمره الأعداء، الإطفاء وهج ظهر ضياؤه في الآفاق.

فأفاض الله عليه، في الدور الثالث من أدوار الحكم السعودي، المستمد من مصدري التشريع: القرآن والسنة، وعلى ذريته الذين اقتفوا أثره، وساروا على خطاه من فضله سبحانه: مُلكاً واسعاً، ورزقاً حسناً من خيرات الأرض، فساسوا الأمور بتدبير أعجب القريب، وأشاد به البعيد، مع إخلاص تتابعت به رغبات الشعب، الذي ألف بين قلوبهم، حيث وحد شملهم، بما ملك به القلوب، وترك أثراً في التلاحم والانصهار بين الحكام والمحكوم، وماتت معه أمور يحركها الجهل والعادات، التي مقتها الإسلام، وحمدوا الله على ذلك، وعبروا عنه في كل مناسبة بالشكر و الدعاء.

فلقد بدل الله خوفهم أمناً، وفقرهم غنى، وفرقتهم تآلفا، وقد سار أبناؤه من بعده: سعود وفيصل وخالد وفهد وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله على الدرب الذي مهّده مثَلُهُم الأعلا، في النبل والعمل: الترابط ومحبة الشعب، فبادلوهم المحبة والوفاء والإخلاص، وتفانياً في العمل والبناء لمصلحة الوطن والمواطن، في ظل شريعة الإسلام، متسلحين بالعلم الذي أرسا دعائمه والدهم رحمه الله، منذ استقرت البلاد حتى يرتقي الشعب والبلد بالعلم، الذي ترتفع مكانة الأمم به، وهو حلية للفرد والمجتمع لأنه يرفع بيت العز والشرف، وهذا ما يريده ولاة الأمر لرعيتهم.

ومنذ تسلم الراية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله أمد الله في عمره، بصحة وعافية، بسلاسة ويسر وسرعة إجراءات في بيعته، مع تجاوب وسرعة الإيجابية، من جميع الفئات وبأنحاء المملكة الواسعة الأرجاء، كل في موقعه، ونقلته وسائل الإعلام فقد تعجب السياسيون ورجال الصحافة، ومعظم المفكرين في العالم، بما فاق واعتلا على ما يُسمى عندهم بالديمقراطية في سلاسة انتقال الملك ويسره وسرعته، إلى ولي العهد بعده، وهو الملك عبدالله، فإن من مخاطبتهم بما يعرفون، فإن هذه تعاليم دين الإسلام السمع والطاعة لمن ولاه الله الأمر، وعدم النصرة، لأن الله هو الذي يؤلف بين القلوب، ونعيدهم إلى أسلوب عملي حصل من الملك عبدالعزيز في عام 1947م، عندما تأسست هيئة الأمم المتحدة، وطلبت حفظ دساتير الأمم فقد بعث بنسخة من القرآن الكريم، وقال: هذا دستورنا الذي نسير بموجبه، فأصبح بشجاعته هو الدستور الوحيد المتميز بينها.

وقد برز من أعمال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، مما أراد به رقي الأمة، حتى تزاحم الأمم، أمره بفتح جامعات عديدة ويسر أمام الشباب والشابات الابتعاث لأرقى الجامعات في الخارج العلمية، بما زاد على 11 ألف طالب وطالبة كما نطقت به الصحف.

ولئن نبغت نابغة من بعض الشباب، الذين غُرّر بهم من فئات ضالة، فلقد تحمس مع المسؤولين في الجهات الأمنية، للقضاء على أصحاب الفكر الضال بالحكمة والتؤدة، وكلما كادت تبرز شرارة أخرى، أعان الله بالإخلاص والصدق مع الله القضاء عليها مع جذورها، بدون تباطؤ واهتم كأسلافه برعاية الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، لاستيعاب أكثر عدد من الحجاج والمعتمرين، حتى فاق عددهم هذا العام الثلاثة ملايين برقم قياسي، مع فتح باب العمرة لأشهر أخرى، بعد الحج يفد خلالها، أرقام كبيرة جدا، في راحة وأمانة وتيسير السبل.

ومع كثرة الأعداد الوافدة، فإنه لم يحدث بحمد الله ما يعكر الصفو، ولسان حال من يخدمهم وييسر أحوالهم مع الشاعر في قوله:

يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا

نحن الضيوف وأنت ربّ المنزل

كما يُسرت للجميع الخدمات الطبية، وزاد عليها الأمر بافتتاح 40 مستشفى جديداً بسعة 800 سرير، مجهزة بأعلا التخصصات للمواطن والوافد، حتى أصبحت المملكة برعايته وإخوانه، قد نالت مكانة متميزة في كثير من التخصصات الصحية، وبرز بعضها في فصل التوائم السيامية، وبتفوق على كثير من الدول المتقدمة علمياً، وفي سمعة اقتصادية ترنو إلى مثلها دولٌ مستهم الأزمات في هذا المجال بعدما كانوا متفوقين، حتى أن بنوكا عندهم أعلنت إفلاسها.

ومن مكانته عند مواطنيه ما برز ويبرز في كل يوم، منذ أشار عليه المختصون طبياً، بالسفر لأميركا لعلاج الإنزلاق الغضروفي، في وسائل الإعلام، ومنذ غادر البلاد للاستشفاء من ذلك العارض، وحتى الآن، من كلمات وأشعار وإعلانات كلها تفيض بالحب والولاء، حتى أن أحدهم عَنْونَ مقالته، قلب الوطن وضمير الأمة، وغيرها من كلمات مقتضبة، تعني دليلا عميقاً في قلوب المواطنين الذين سموه حبيب القلب، وحبيب الشعب.

لقد تولى أبناء الملك عبدالعزيز رحمه الله، زمام الأمور من بعده، وقادوا سفينة الأمة من مرفأ إلى مرفأ، واحداً بعد واحد، في همة ونشاط مسارعة في تنظيم البلاد، وإعمارها بالمشروعات والتجديد في تنافس شريف، وبالبذل والتفاني، وقد سجل التاريخ لكل واحد منهم، أعماله وها هو خادم الشريفين الملك عبدالله، قد سار على درب الإعمار والإصلاح بهمة ونشاط مقتفياً أثرهم بأعمال تتحدث عن نفسها ونفعها، في الداخل والخارج، يعاضده ولي عهده، سمو الأمير سلطان، وسمو النائب الثاني سمو الأمير نايف، وسمو أمير منطقة الرياض، وبقية الأمراء، بأن أثره في إصلاح فِكر مَنْ تأثر بالضالين بحيث رجع إلى الحق، مع الأمن الوارف الذي تتوق لمثله بعض أمم الأرض، وذلك بفضل الله ثم تطبيق شريعة الإسلام، وقد أشاد به كثير من المفكرين، من باب التحدث عن الواقع، وهذا من فضل الله نتيجة الإخلاص، والتسابق، في مصالح الوطن والمواطن، يصدق فيهم قول الشاعر:

إذا قام منا سيدٌ بعد سيدٍ

قؤول لما قال الكرام فعول

فكلهم يعمل بهدوء وإخلاص، وتفاعل في عملية الخدمة والرقي، بشتى المجالات النافعة، حتى حظيت مكانة الدولة، بأعمالهم والمكانة بين الأمم، والسياسة المتزنة التي يشار إليها، وما تحقق بها، في فترة وجيزة، منذ تأسست بإعزاز وتقدير.

ويبرهن على التنفيذ والاهتمام والمتابعة، ما وضحته ميزانية الخير والنماء هذا العام، وما فيها من مؤشرات مريحة، وأرقام كبيرة لكل مرفق، تتحدث عن مشروعات كبيرة، وأعمال حولت البلاد على سعتها إلى ورشة عمل، يحرك ذلك سيولة نقدية، تقتنص الفرص الاستثمارية، ومركز اقتصادي متميز، يحرّك التصنيع والتعمير وتبادل الخبرات.

ثم تلك الدعوة الصادقة من جلالته، التي رفعها الله: بأنْ يطيل عمره، وكررها ثلاثاً والناس مستغربون لمن هذه الدعوة؟ فإذا هي للبترول الذي سخره الله كمصدر نعمت به البلاد والعباد، شاكراً الله الذي جعل البترولُ البلاد في مكان الصدارة.

أما الجانب المتزن في السياسة، وفي الحوار بين الأديان، وفي تقريب وجهات النظر، والرأي السديد فيما يعرض من أمور عديدة، فذلك ما برز وأظفى على البلاد والدولة: سِمة الاعتدال والنصح الصادق منه للآخرين حيث قال سفير الكويت بالمملكة الشيخ حمد بن جابر: إن الملك عبدالعزيز قائد تاريخي استطاع بحكمته وخبرته، قيادة المملكة نحو مصاف الدول المتقدمة (الرياض 22 محرم).

فقد اعتبر عند المسؤولين والكتاب، يوم خروجه من المستشفى الجمعة 18 محرم الماضي، فرحة لكل أبناء الشعب السعودي، وأنه يوم خاص ومختلف، وفرحته لا توصف إذ اعتبر أحد كتاب الجزيرة أن المملكة تحتفل من أقصاها لأقصاها بخروج ملك الإنسانية، وقائد الأمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز سالماً ومعافى من المستشفى.

ومع ذلك العارض الذي ألم به - وهو بحمد الله بسيط- لم ينس شعبه وأخباره، فكان مهتما بما يريحهم لأنه معهم ولهم، حاضراً بحواسه مطمئناً لهم عن صحته، وهذا دليل عن محبته لهم، ومحبتهم له لأنهم معهم روحاً وجسداً، وإحساساً وتفاعلا - أطال في عمره على خير عمل- وأعاده صحيحاً معافى إلى بلاده وشعبه المتشوقين إليه.

ومما أسعد كثير من الحجاج هذا العام وعبروا عن ذلك مشافهة وكتابة في صُحف بلادهم سعادتهم بالساعة الكبيرة المطلة على الكعبة المشرفة وتفاؤلهم بأن تعتمد توقيتا عالمياً يعتبره المسلمون رمزاً يوحدهم بدل الارتباط بتوقيت (جرينتش) الذي فرضته بريطانيا على العالم، ويرون أن المسلمين في حاجة لتوقيت خاص بهم، يربطهم في عبادتهم لتبرز مكانة الإسلام، فقد وحدهم الله في عباداتهم وحجهم وقبلتهم. لقد كانت مسيرة الملك عبدالعزيز رحمه الله، واستقلاليته فخراً وعزاً لأبناء الجزيرة العربية، وها هم أبناؤه يقتفون أثره بأعمالٍ تذكر وتشكر واحداً بعد الآخر، بما ارتفعت به مكانة البلاد والعباد، فقد كان كل واحد منهم مجداً واهتم بذلك الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين، ومما يسجله التاريخ لكل واحد منهم، الاهتمام بالعلم، والتشجيع عليه وخدمة الحرمين الشريفين وإعمارهما مع المشاعر، والاهتمام بالطرق والعناية بالأمن، والناحية الاقتصادية، والناحية الصحية وبناء المستشفيات مع بناء دور العلم والاهتمام برعاية الأيتام وذوي العاهات ولم ينسوا المسارعة عند حصول الكوارث في كل مكان مع الإغاثات الإنسانية، جهود تذكر لتشكر فدولتهم بحمد الله دولة الخير والإحسان.

 

شفاء : حبيب الشعب
د. محمد بن سعد الشويعر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة