Friday  07/01/2011/2011 Issue 13980

الجمعة 03 صفر 1432  العدد  13980

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

في الوقت الذي ننتظر فيه مجلساً جديداً لإدارة جمعية التشكيليين، وما نؤمله من تحرك من قبل الجهات الرسمية والخاصة في دعم هذا الفن ليكمل المسيرة التي بدأنا نرى فيها معالم النجاح من خلال بروز النخب المتميزة من التشكيليين من بعض الرواد ومن الشباب القادم للساحة بتوهج واستشراف للمستقبل لا يزال يصدم بالكثير من شواهد الجهل بهذا الإبداع في مساحة ثقافة العامة، إلا من القلة من المتذوقين أو من بعض المثقفين، وأعني هنا الفن التشكيلي بمفهومه الحديث وليس ما يعتقد من أنه مجرد مجال للترفيه أو هواية يمارس فيها البعض التخطيط والتلوين تنتهي بانشغالهم بأمور أخرى بقدر ما هو موهبة، تصبح بعد تنميتها وسيلة تعبير لا تقل بأي حال عن أي إبداع إنساني يحمل فكراً ومعاني ذات صلة بالمجتمع وقضاياه.

وحينما كتبت في زاوية سابقة تحت عنوان (تابعوا لقائي في القناة (الفلانية)..) قصدت منها أننا أصبحنا اليوم وفي هذا الزخم من وسائل وسبل الإعلام ومنها القنوات التلفزيونية في حال من البعثرة والتشتت لا يمكن للمشاهد معرفة متى وأين سيكون اللقاء مع أحد التشكيليين خصوصاً المتابعين والمهتمين بهذا الفن، فيلجأ من سيُجرى معه لقاء لإرسال رسائل جوال لكل الأحبة ومنهم التشكيليون محدداً اسم القناة وموعد اللقاء فيها، مع أن تلك اللقاءات أو البرامج توافق أحياناً وقتاً ضيقاً لا يكون الكثير من هؤلاء المرسل لهم الرسالة متواجدين أمام التلفاز.

تلقيت بعد هذه الزاوية كما أتلقى على غيرها الكثير من الرسائل على الإيميل أو في مساحة الردود في موقع الجريدة بكل ما فيها من آراء الكثير منها يشكل دروساً رائعة لشخصي، والحقيقة أن تلك التعقيبات التي سعدت بها تحمل اهتماماً من أصحابها منهم المعلمون، ومنهم عشاق هذا الفن، ومنهم التشكيليون الذين لهم دور في مسيرة هذا الفن، سأستعرض لكم بعضاً مما وردت منها في موقع الجزيرة على الإنترنت أو على الإيميل على النحو التالي:

أحد التعليقات تحت عنوان (في الواقع) يقول صاحب الإمضاء (الأبلج): (في الواقع نحن في حاجة إلى نشر الثقافة التشكيلية على نحو أوسع). أما التعقيب الآخر الذي حمل عنوان (مع الأسف) بإمضاء (الصديق عند الضيق) فيقول: (مع الأسف يا أستاذي قد تظهر هذه البرامج ولكن لن تجد من يهتم بها). أما القارئ كما أشار إلى اسمه بال (الواصل) فيقول تحت عنوان (مشكلة التقديم): (إن التسطيح الذي نراقبه في تقديم برامجنا يا أستاذنا قد يضر بالتشكيليين أكثر مما ينفعهم). ويضيف من أشار إلى اسمه (عابر سبيل) أن الفن التشكيلي الملف المنسي. ويقول (فارس الدهنا): (مع الأسف نحن نعيش حالة جهل مطبقة بالفن التشكيلي وهذا تقصير من الإعلام).

أما بعض الإيميلات الخاصة فكثير منها عاتب على التشكيليين والبعض يُحمِّل الساحة وما أصبحت عليه من شللية أبرز أسباب تدني فهم الجمهور لها ووصول الفن إلى الناس بالمستوى الذي يرفع من شأنه، كما أشار البعض إلى أننا (ننفخ في قربة مخرومة) فلا صدى صوت ولا أذن تسمع أو عين ترى فالكل يجهل هذا الفن.

ومع أن مثل هذه الردود المتعلقة بالفن التشكيلي لم تكن مستغربة إذا علمنا وتألمنا بوجود تقصير تجاه التعريف بهذا الفن وإيصاله لأكبر شريحة من الناس، مع ما سبق أن أشرنا وأشار إليه الكثير من الزملاء إما في أمسياتهم التشكيلية أو لقاءاتهم الصحفية والتلفزيونية. ان الأمر يعود لمنبع الثقافات وهو التعليم بشقيه (العام) أو (العالي)؛ ففي التعليم خصوصاً المراحل المتقدمة منه، كالابتدائية والمتوسطة والثانوية، لم يعد للتربية الفنية فيها أي اهتمام لدى الطالب لاعتبارها مادة هامشية لم يع المسؤولون أهميتها ودورها التربوي في جانب ذائقة الطالب ونظرته للحياة بمنظار جمالي يجعله أكثر تقديراً وحفاظاً على كل ما هو جميل، إضافة إلى الوعي بقيمة المبدعين فيها وتعريف الطلاب والطالبات بمعنى هذه المادة وما يؤول إليه المبدعون فيها من مكانة في ثقافة الوطن. كما أن التعليم العالي مطالب بأن يكون هناك كليات متخصصة للفنون الجميلة بكل فروعها ومنه الفنون التشكيلية مع ما نحتفظ به لمعالي الدكتور خالد العنقري من تقدير واحترام على ما يبذله من اهتمام بدعم الفنانين عبر اقتنائه أعمالهم لتجميل الوزارة وملحقياتها في مختلف دول العالم وهذه شهادة يعتز بها كل مبدع. أما الجانب الآخر الذي لا يقل أهمية فهو في وزارة الثقافة والإعلام التي ينتظر منها الدعم الإعلامي ببرامج خاصة يهدف منها التعريف بالفنان المحلي والتعريف بقيمة هذا الفن عالمياً لا أن يصبح الفنان ضيفاً لملء خانة أو تعويض عن فقرة ناقصة في برنامج متعدد الأغراض.

ومع هذا وذاك من الآراء التي يراها البعض محبطة نقول بكل ثقة إن الفن التشكيلي السعودي أصبح معروفاً في الأوساط التشكيلية العالمية أكثر من فهم الجمهور المحلي له وللمبدعين فيه.

 

للرسم معنى
الفن التشكيلي بين وزارات التعليم والثقافة
محمد المنيف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة