Saturday  08/01/2011/2011 Issue 13981

السبت 04 صفر 1432  العدد  13981

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

- 1 -

أقسى ما في الحياة أن تكون مرغماً على الابتعاد عمّا تريد الاقتراب منه. أو أن تقترب عمّا تريد الابتعاد عنه، فمثلاً من أجل الحفاظ على الصحة وما تفرضه بعض الأمراض فإنّ الإنسان يضطر إلى الابتعاد عن بعض الطعام اللذيذ الذي يتمناه وفي الوقت ذاته - وبالسوء المفارقة - تجده يضطر إلى تناول طعام غير شهي لا يرغبه، أو تناول دواء يتجرّعه ولا يكاد يسيغه.

وفي الميدان العملي قد يضطر الإنسان أن يبقى وسط جو عملي لا يطيقه إما بسبب سوء المكان أو تعامل الإنسان لكنه يُرغم نفسه على البقاء من أجل لقمة العيش له ولفلذات كبده، ومنذ أكثر من ألف عام جعل المتنبي هذه البلوى من (نكد الدنيا) على الإنسان.

نمط ثالث من الابتعاد المشجي عندما يغادر الإنسان - مضطراً - مكاناً يعشقه قلباً أو تراباً من أجل البحث عن الرزق.. وهذه الغاية جعلت الشاعر ابن زريق يموت في غربته وهو يردد:

(ودّعته وبودي لو يودّعني

صفو الحياة وأني لا أودعه)

وما أقسى نأي الأحباب عن أحبابهم أو بالأحرى هجرهم لهم وهم الذين يتألمون لغيابهم ولو لأيام.. ولكن سيف الابتعاد يكون مسلطاً على رقابهم فيضطرون للبعاد كرهاً وليس طوعاً مرْتدين وشاح الشجن بسبب الفراق وهم يحسبون أنهم سيلقون في البعاد ارتياحاً لكن ذلك النأي لا يجود عليهم بالنسيان أو السلوى بل يظل حلم اللقاء (جمراً) يحرق أفئدتهم.

إنهم يبتعدون أجساداً وأشكالاً لكنهم يقتربون قلوباً وأشجاناًَ، ألم يقل الشاعر في بيت أخاذ:

(وإني لأمنحك الصدود وإنني

قسماً إليك مع الصدود لأميل)

- 2 -

«دعم ثقافتنا

وتحية لبنك الرياض القدوة»

كم أكبر تلك الجهات الوطنية التي تدعم الشأن الثقافي بوصفه أحد أهم منطلقات التنمية وبناء ووعي الإنسان في هذا الوطن.

ومن هنا لابد من تحية لمؤسسة اقتصادية كبرى عرفت منذ سنوات طويلة بدعمها للثقافة ومنجزها.. ذلك هو (بنك الرياض) ولأذكر بكل امتنان دعمهم للشيخ العلامة حمد الجاسر - رحمه الله - عندما كان يعتزم تحقيق طريق أبرهة من مكة المكرمة إلى اليمن، وتكفل بنك الرياض وقتها بكافة تكاليف هذا العمل العلمي، لكن لم يتم هذا العمل رغم رغبة الشيخ واستعداد بنك الرياض، فقد كانت هناك ظروف حالت دون تحققه.

واليوم يستمر (بنك الرياض) في دعم الثقافة وتشجيعها على كل عمل يخدم منظومتنا الثقافية، فها هو البنك يتكفل بجائزة النادي الأدبي بالرياض لأفضل كتاب سعودي خلال العام مما جعل هذه الجائزة تستمر وتتألق.. فشكراً (لبنك الرياض) على مثل هذه المساهمات الثقافية والوطنية وتحية للأستاذ محمد الربيعة - مدير خدمة المجتمع والتسويق في (بنك الرياض) وأتوق أن تحفز مبادرات (بنك الرياض) المؤسسات الاقتصادية الأخرى لتحذو حذو هذا البنك الذي يؤمن مجلس إدارته ومسؤولو إدارته بأهمية الثقافة التي تشكل وعي الإنسان ليكون عضواً واعياً يسهم ويخدم وطنه على بصيرة.

- 3 -

« نحن والتهام المخلوقات!»

عبارة صادقة حتى الوجع قرأتها للكاتب المجيد أ. محمد الرطيان في عاموده بصحيفة (المدينة) وهي - بوهجها - غنية عن كل تعليق:

(في حياتنا نلتهم ما على الأرض من مخلوقات.. وبعد موتنا تأتي أدنى المخلوقات لتلتهمنا).

صدقت لكن من يفكر ويعتبر..!

- 4 -

«آخر الجداول»

للشاعر المكي عبدالله باشراحيل

(من لم يَذقْ طعْمَ المحبَّةِ

فحياتُهُ كمماتِهِ إظلامُ

لو يَفْقِدُ الحُب الأنَامُ توَحشُوا

وتَشابَهَ الإنسَانُ والضّرغَامُ)

فاكس 4565576

hamad.alkadi@hotmail.com
 

جداول
عندما يبتعد الإنسان عمّا يريد الاقتراب منه..!
حمد بن عبد الله القاضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة