Saturday  08/01/2011/2011 Issue 13981

السبت 04 صفر 1432  العدد  13981

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

وبشِّر الصابرين

 

رجوع

 

أهداني الأخ العزيز الأستاذ ناصر بن إبراهيم بن حمد النملة كتاباً عنوانه: وبشّر الصابرين.. كلمات في رجال تركوا أثراً.

وهذا الكتاب من تأليف معالي الدكتور علي بن إبراهيم بن حمد النملة وهو الغني عن التعريف، وهو الأخ الأكبر للصديق العزيز ناصر.

وفي هذا الكتاب أورد المؤلّف القدير شخصيات عديدة توفاها الله، منها أعلام من علمائنا وأعلام في الدعوة وغيرهم. وقد ذكر أقرباء له وعلى رأس هؤلاء والده ووالدته وأخ له وأخت رحمهم الله جميعاً.

فقرأت ما سطَّره في رثاء أقربائه وبيان صبره وتحمّله لأليم فقدهم والفراغ الذي أحدثوه برحيلهم في كيان أسرتهم الكريمة، فكنت كمن عايشهم وعايش مصابهم!

وبعد أيام قليلة من قراءتي لهذا الكتاب جاءتني رسالة بالجوال من أخي ناصر يخبرني فيها بوفاة زوجة أخيه الدكتور علي المرحومة بإذن الله رقية بنت حمد الشعيبي، فكان خبراً صاعقاً لكل قريب أو صديق لهذه الأسرة الفاضلة، ولمَ لا وقد كانت وفاة زوجة الدكتور علي بعد أيام قلائل من زواج ابنتها، فكم هي مضاعَفة آلام ولوعة فراق الأعزة بعد أفراح! ولكن هذا هو حال الدنيا التي: طُبِعت على كدر ونحن نريدها صفواً من الأكدار، وكذلك لا ننسَ أنها أعمار، والأعمار لا تزيد ساعة ولا تنقص، فسبحان الله الحي الذي لا يموت.

ذهبنا إلى المقبرة وشاهدنا (أبا حمد) جبلاً شامخاً متماسكاً كعادته في مثل هذه الظروف العصيبة، وشاهدنا بساطته وتواضعه المعهودين عنه حفظه الله.

ثم توجهنا إلى بيته لتقديم العزاء له ولإخوانه البررة، فلم نفقد منه إلا ابتسامته المميزة، التي يأسر بها كل مَن يقابله، ولا لوم عليك يا أبا حمد لعدم تبسّمك، فالخطب عظيم والمصاب جلل، فلم تفقد زوجة فقط، بل فقدت زوجتك وأم أبنائك ورفيقة دربك، وسندك بعد الله في مسيرتك الموفّقة، بل فقدت قلب بيتك، النابض بالحب لكل مَن فيه، وفقدت (خير كنوزك).. التي سَرَّتك وأطاعتك وأعانتك بعد عون الله على نوائب دهرك... فرحمها الله رحمة واسعة.

أسأل الله عزَّ وجلَّ أن تعود ابتسامتك كما كانت باباً من أبواب دخولك إلى قلوب الناس، وأن يلهمك ربك الصبر والسلوان فتنسى أحزانك، ولا تنس (أم حمد) من صالح دعائك وصالح عملك، والحمد لله رب العالمين على كل ما قدَّر.

إشارة:

يقول الشاعر محمود سامي البارودي في رثائه لزوجته:

هيهات بعدكِ أن تقر جوانحي

أسفاً لبعدك أو يلين مهادي

ولهي عليك مصاحبٌ لمسيرتي

والدمع فيك ملازمٌ لوسادي

فإذا انتبهتُ فأنتِ أول ذكرتي

وإذا أويت فأنت آخر زادي

فلينظر الإنسان نظرة عاقل

لمصارع الآباء والأجداد

عصف الزمان بهم فبدد شملهم

في الأرض بين تهائم ونجاد

فعلامَ يخشى المرءُ صرعة يومه

أوَ ليس أن حياته لنفاد؟

تالله ما جفّت دموعي بعدما

ذهب الردى بك يا ابنة الأمجاد

فعليكِ من قلبي التحية كلما

ناحت مطوقةٌ على الأعواد

عبدالله إبراهيم البريدي

Al-boraidi@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة