Saturday  08/01/2011/2011 Issue 13981

السبت 04 صفر 1432  العدد  13981

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

لم تأت المتاحف العالمية في أوربا بالصدفة بل خطط لها؛ وهي الآن تدر على دولها الملايين أو ربما المليارات سنوياً؛ تفد إليها شعوب الأرض لمشاهدتها، إضافة إلى أنها حفظت لأوروبا وشعوبها تاريخها وتراثها وثقافتها... إنشاء المتاحف جاء نتيجة (تحمس) وحرص ووعي بعض الأغنياء أو الهواة في حفظ قطع الانتيكا والخزفيات والمشغولات والحلي والنقوش والعناصر المعمارية والزخرفية من بقايا الماضي، وجمعها في قصور الأباطرة والإمبراطوريات والملوك والأثرياء، لتصبح الموجودات والقصور جزءاً من الماضي والتاريخ فولدت فكرة المتاحف.... وفي أم رقيبة في صحراء المنطقة الوسطى من المملكة، وفي طرف النفود وضمن فعاليات مزاين الإبل واستعراض جماليات النوق، جاء جيل متداخل في السن ممن يعود للخمسينات ومن يعود للتسعينات الميلادية، يحملون في دواخلهم هواية لا تدر لهم الأموال بل إنها الآن (مخسرة) وغير مربحة، لكن يحملون إصراراً قوياً وحميمياً فيما بينهم لهواية السيارات الكلاسيكية، مثل ما يحمل رجل البادية وأثرياء وأغنياء السعودية والآخرون، هواية مزاين الإبل والخيل وكرة القدم والصيد والحمام بأنواعه والفنون التشكيلية والأشعار والرياضيات الأخرى وركوب الأمواج والتزلج والآثار والتراث الشعبي وحب البيئات، هؤلاء هم فئة عاشقة لسيارات الماضي هي امتداد لفلسفات الحياة المتعددة، ووسط خيام ونوق وزحام جمهور أم رقيبة ومزاين إبلها، قابلت مؤسس فريق القصيم الأول للسيارات الكلاسيكية الأستاذ إبراهيم بن ناصر المجحدي، كأول فريق بالمملكة يهتم بالسيارات الكلاسيكية، وعندما حاورته وجدت أنه يحمل أبعاداً ومضامين وأفكاراً ثمينة تنطلق من حب هذه الأرض وتاريخها، ووجدته يعمل مع فريقه في تحدٍّ صعب لجمع السيارات النادرة، والتي ارتبطت بتاريخ البلاد أو بشخصياتها السياسية والعامة، أو كانت شاهداً للنقلة النوعية التي عرفتها المملكة، أو إن السيارة ارتبطت بقائد عربي من الزعماء العرب أو الشخصيات والوجهاء في السعودية، تلك السيارات التي دخلت المملكة في الأربعينيات والخمسينيات وحتى الثمانيات الميلادية، لكنها ارتبطت بشخصية أو حدث، يقول رئيس فريق القصيم الأول مؤسسة هذه (الجمعية) الوليدة الأستاذ إبراهيم المجحدي إن السيارات ليست من صنع المملكة، لكنها جزء من تاريخها وتراثها وواكبت أحداث وتطوُّر وتنمية المملكة... إبراهيم المجحدي يعمل الآن بمجموعة صغيرة، دون دعم أو اهتمام واعتراف من الجهات الرياضية مثل رعاية الشباب؛ أو المعنية بالتراث والتاريخ مثل هيئة السياحة، لكن هذه الهواية لها امتدادات جغرافية في محيطنا في الخليج، فقد التقيت أيضاً بالشيخ أحمد الجروان رئيس متحف الشارقة للسيارات بالإمارات مشاركاً بالمهرجان، وذكر أنّ هناك متاحف ممثالة لمتحف الشارقة في الكويت والبحرين وبعض المدن الخليجية...

هذه الهواية ما زالت في بلادنا في الظل، لكنها في الدول الأخرى الخليجية والعالمية تحظى بالرعاية الرسمية والدعم، باعتبارها جزءاً من تاريخ وتراث الدول.. إذن لماذا لا يتم الاعتراف بهذه الهواية وإنشاء مقرات مماثلة لفريق القصيم في كل منطقة من مناطق المملكة وتسهيل أوراقها الثبوتية ورخص السير والملكية و تمكنهم من الحصول على قطع الغيار؟ , وأيضا تسهيل إجراءات تنقلاتها ومشاركاتها؟.

 

مدائن
السيارات الكلاسيكية (1-2)
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة