Saturday  08/01/2011/2011 Issue 13981

السبت 04 صفر 1432  العدد  13981

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

تفضيل خيار السلام باستفتاء جنوب السودان

رجوع

 

الاستفتاء الذي سيشهده جنوب السودان غداً الأحد يُعدُّ جديداً على الوطن العربي، إلا أنه ليس بدعة أو إجراءً حصرياً يُفرض على السودان؛ فقد جرت استفتاءات عديدة في مناطق عدة من العالم.

والسودان اختار قادته هذا الخيار الحضاري منذ أكثر من ستة أعوام، من خلال اتفاقية نيفاشا، التي كانت قد جعلت خيار تقرير المصير أحد الحلول لوضع حد لسلسلة الحروب التي خاضها الجنوبيون للانفصال عن الشمال منذ عام 1955، والتي تجددت عام 1983، وبعد اتفاقية نيروبي للسلام وتحديد ملامح إقليم الجنوب جاءت اتفاقية نيفاشا لترسيم خريطة طريق لتعامل سوي بين أهل الشمال ونظرائهم من أهل الجنوب لكيفية التعايش على هذه الأرض التي اسمها السودان.

أحد الخيارات هو تحقيق رغبة أهل الجنوب بتقرير مصيرهم إما حقهم في البقاء ضمن السودان الكبير أو إنشاء دولة خاصة بهم. وبعد خمس سنوات من حُكْم ذاتي أداره الجنوبيون الذين كانوا شركاء لأهل الشمال في الحكم والثروة والإدارة جاء وقت إتمام استحقاق تقرير المصير من خلال استفتاء سيقتصر على الجنوبيين ليحددوا مصيرهم، وهو ما سيبدأ غداً الأحد ولمدة أسبوع؛ لتحديد الموقف إما بالانفصال عن الشمال أو البقاء ضمن السودان الموحَّد.

والحقيقة التي يراها الجميع في الجنوب أن غالبية أبنائه يطالبون بفصل بلادهم وإقامة دولتهم الحرة على أرضهم، وهو ما يقبل به أهل الشمال الذين لا يريدون ولا يرغبون أن يفرضوا إرادتهم عليهم بتفضيل خيار الوحدة على الانفصال، وإلا لأصبحوا مستعمرين وليسوا شركاء في وطن واحد.

وهكذا فإن ما سيجري في السودان غداً يُعدّ خياراً يتم برغبة ورضا من السودانيين جميعاً، بانتظار نتيجة سيكون الجميع متفقاً على القبول بها، فإما انفصالاً لا يقود إلى ضغينة ولا إلى حروب أو وحدة يعرف فيها كل جانب حقوقه وواجباته.

ومع زيادة رغبة الانفصال فإن الجميع متفق على أن غداً سيشهد فعلاً سوداناً حضارياً راقياً انتهج خيار السلام ونبذ أسلوب الحرب لفرض الإرادة على الآخرين.

JAZPING: 9999

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة