Saturday  08/01/2011/2011 Issue 13981

السبت 04 صفر 1432  العدد  13981

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

ساهر يفضح الأب أمام أبنائه
إبراهيم موسى الطاسان

رجوع

 

موسم الصيد في السنة واحد، والسنة كلها موسم صيد لساهر. موسم الصيد تحدده وزارة الداخلية بتاريخ محدد البداية والنهاية. ولا تتجاوز فترته الثلاثة شهور في السنة. بينما السنة كلها فترة صيد متاح للقناص ساهر. ذهب أحدهم لاستكمال إجراءات تجديد رخصة سير السيارة (الاستمارة) بتمرير السيارة على خط إعادة الإنتاج (الفحص الدوري) وقد اجتازت بعد لأي ولو أي بسبب لونها الباهت! (هكذا كتب سبب الرسوب) والحقيقة أنه لم يكحلها، ولم تمر على صالون التجميل لتتمكيج تحسباً لدخول مسار الفحص. قال مستعد لدفع الأربع وعشرين ريال، مقابل عدم فضح منظرها الباهت. ما دام لا يعجبكم لونها (اللون بيج). ولولا أن مدير محطة الفحص الدوري في محافظة عنيزة، وهو شاب سعودي في منتهى اللطف وحسن الاستقبال بعبارات تنم عن أدب وخلق رفيع. حينما طلب منه التلطف بإلقاء نظرة من خلال النافذة ليرى اللون الباهت الذي وصم السيارة بالعار، طل فدهش وتعجب، وبادر بإمضاء شهادة نجاح للسيارة التي كادت تنتحر سخطاً من قبحها المزعوم للونها الباهت (لا أدري ما مدى خطورة اللون على الطريق) فذهب للمرور لإكمال استخراج رخصة السير الذي بدوره طلب تسديد المخالفات من خلال مكائن الصرف الآلي. وهذا مطلب معقول ومقبول. سدد المخالفات على مضض، لأنه وجد رصيداً لا يعلم كيف ترصد مطالب بسداده. أخذ الايصال، ولسوء حظه أن الوقت كان متأخراً. قيل له غداً قال إن غداً لناظره قريب، ومع طلوع شمس اليوم التالي كان أول الواقفين أمام نافذة إجراءات تجديد الاستمارة، فوجئ بمن يقول له. وهو يبتسم أنت سددت المخالفات؟ قدم الايصال وهو مطمئن، قيل له عليها مخالفتين سرعة حدثت يوم السبت قبل يومين. ضحك الرجل مقهقها، سأله رجل المرور ما الذي يضحك؟ يضحكني أبي الذي كلما جلسنا بدأ يلقي علينا الدروس في التقيد بالأنظمة، واحترام التعليمات، وتجنب مخاطر الطريق، وهو يمارس التفحيط والتخميسات، سيارتي كانت طوال هذا الأسبوع مع والدي. اضطر لتسديد مخالفتين بمبلغ ستمائة ريال. وعندما جلس إلى والده، وبدأ الوالد بالمحاضرة المعتادة عن احترام التعلميات والأنظمة المرعية. ضحك الولد وقال لوالده: يا أبي تراني سددت مخالفاتك. تعجب الأب وسأل أي مخالفات؟ حكى الولد لوالده القصة.. وكأن ساهر لقن الوالد درساً بعدم تعليم الأبناء تهذيب سلوك الطريق، رغم أن الوالد معروف عنه أنه يقود السيارة بهدوء ولا يحب السرعة، ولم يسجل عليه منذ بدأ بقيادة السيارة منذ ما يزيد على خمس وعشرين سنة أي مخالفة سرعة أو قطع إشارة لا في مدينة ولا قرية، تعجب الوالد وهو مطأطئ خجلاً أمام أبنائه. وسأل: على أي أساس سجل علي مخالفة. لم أتوقف إلا داخل الورشة لتغيير المساعدات، ولم أشاهد أي لوحة تحدد سرعة السير في هذا أو ذاك من الشوارع، وكيف لي أن أعرف أن علي السير في هذا الاتجاه من الشارع بسرعة (..) وفي الاتجاه المعاكس من نفس الشارع بسرعة (..) هنا أدرك الوالد كيف كانت حصيلة المرور من صيد ساهر خلال فترة وجيزة في منطقة الرياض وحدها فاقت مائة وثلاثة وثمانين مليون ريال. ما دام رجل المرور يختبئ وراء هدامة على الطريق أو خلف أثل مواز للمسار ليصطاد المارة الذين 60% ممن يتحركوا على طرق تفتقر للوحات الإرشادية بين مدن القصيم وداخل الشوارع في المدن الرئيسية، هم كبار السن الذين يمتهنوا البيع والشراء في أسواق الأغنام والتمور، والأعلاف والحطب، يترددون بين المدن أو يلاحقون الأسواق المتنقلة أو هم الفلاليح الذين يسوقون منتجاتهم، ونموذجهم ذلك الفلاح الذي سار على الطريق الزراعي بسيارة المزرعة التي اختفت مصابيحها بطين المزرعة، وصندوق الحمولة بمخلفات الحيوان والأعلاف. استوقفه المرور وسأله يا عم كيف تمشي بهذه السيارة على الطريق؟ فسأله الفلاح لماذا؟ ما دام أن اللوحات الإرشادية أما غير موجودة، أو خفية، ولا يعلم قائد المركبة أي سرعة يمكن التقيد بها على كل شارع من شوارع المدن. وهنا فلا شك أن الآباء سيظهرون في عيون أبنائهم مفحطين وقاطعي إشارات المرور، حينما يفضحهم ساهر أمام أبنائهم كما فضح صاحبنا المنوه عنه.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة