Sunday  09/01/2011/2011 Issue 13982

الأحد 05 صفر 1432  العدد  13982

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

من هنا من أعلى قمة فوق جبال السروات وقفت ووقف معي جميع المواطنين والمواطنات في الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية والوسطى. ووقف معنا محبون كثر وفي مقدمتهم النباتات والطيور والحيوان حتى الرياح والضباب والمطر وتوجهوا معي إلى الكعبة وأنا أرفع يدي بالدعاء إلى رب السماء والأرض أن يمن على الوالد القائد الكبير الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالصحة والعافية وأن يعيده لنا لنبتسم بابتسامته ونفرح بفرحه ونحلم بحلمه ونبادله الحب الذي يبادل فيه أهله من مواطنين ومواطنات. كما دعوته تعالى أن يعز الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي بعودته فرحت القلوب واستبشر المواطنون والجنود بكل ما احتظنته الحدود. كما دعونا الله أن يشد من أزر الأمين صاحب القرار المكين والحزم المبين نايف بن عبد العزيز الساهر على أمن الوطن والمواطنين.

ثم دعوت الله وأنا ألح في الدعاء أن يحمى هذا الشعب العظيم فردا فردا، ذكرا وأنثى، صغيرا وكبيرا من كيد الكائدين وتربص المتربصين وطموح الطائشين وحقد الحاقدين وتزلف الكاذبين المغرضين والمنافقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم. ثم دعوت والكل يؤمن خلفي أن يحفظ على بلادنا أمنها واستقرارها ونموها وتطورها ورخاءها ورفاهيتها. وأن ينصر كل مظلوم ويصلح كل ظال وظالم وفاسد ومعتد على حقوق الآخرين. دعوت لكم جميعا وللعرب والمسلمين بأن يكفيهم الله من شرور أنفسهم ومن الكيد والضغينة والحسد وسوء الظن وأن يعينهم على أنفسهم لينتصروا على أهوائهم ويعملوا على المصالح المشتركة التي تعيد لهم مكانتهم وعزتهم وحصانتهم ومنعتهم.

دعوت الله لكل البشر حتى لمن يضعنا في دائرة العداء ويقذقنا بصفات ليست من طباعنا ولا من أخلاقنا أن ينزع الضغينة علينا من قلوبهم وأن يصرفهم إلى حياتهم ويشغلهم بها، وأن يبقى عليهم في بلدانهم بعيدا عنا مثل ما نحن باقون وثابتون في بلداننا بعيدا عنهم..وأن يزرع في قلوبهم كراهية الاستعمار بكل أشكاله والحروب والاستغلال والاحتكار والقمع والتسلط والعبث والتدخل في شؤون الآخرين وممارسة الضغوط عليهم وتخريب بلدانهم وتمزيقها.

وقفت على أعلى قمة فوق جبال السروات ثم نظرت إلى الشمال وما بعد بعد الحدود إلى لا حدود، فقرأت جغرافيتها وشعوبها وسياساتها واقتصادياتها وثقافاتها فوجدت أن بلادنا مستهدفة بكل أنواع الاستهداف، ثم اتجهت إلى بلدان الشرق وأخذت أتأمل فيها بكل ما فيها فتذكرت قصصا من التاريخ يجب أن نأخذ العبر منها حتى لا نقع فيما وقع فيه غيرنا من الأمم، ثم توجهت بنظري غربا فوقعت عيني على صورتين صورة الشمال الذي لا يمكن لنا أن نعيش بأمن وأمان واستقرار دون أن نقرأه ونحلله ونتعمق في كل تفاصيل حياته وأبجدياته حتى نعرف كيف يفكرون ويعملون ويقررون ويحاربون ويصنعون ويتاجرون ويبتكرون ويخترعون ويصدرون. أما صورة الجنوب فوجدت فيها أناسا يشبهوننا في كل شيء حتى في الطموح وحب الحياة، حتى وهم يمشون ينظرون إلينا علنا ندلهم على الطريق التي يعلمون أننا نعلمها ولكننا لم نسلكها بعد. هم يعرفون أننا قادرون على القيام بدور عظيم في خدمة الإنسانية كل الإنسانية إذا ما تمكنا من النهوض والوقوف على أقدامنا ثم السير لنستعد للسباق الذي نتحدى فيه أنفسنا ونهزم استكانتها وركودها وتقاعسها، ونمضى معا بهمة وهامات مرفوعه نبني ونؤسس ونتعلم ونخترع ونصنع ونكتشف ونعمل ونفكر وننشر ونتحاور ونتجاوز الحدود كل الحدود حتى في أذهاننا التي تبعدنا عن بعضنا وتفرقنا وتقطع أرحامنا.

وقفت وأنتم تقولون معي آمين آمين آمين، اللهم إن الإرهاب ليس من منا ولسنا منه في شيء فاصرفه عنا، اللهم إن الفساد والرشوة والخيانة والسرقة ليست من ديننا ولا من أخلاقنا ولا من عاداتنا فانزعها من بيننا، اللهم إن الأمانة والإخلاص والصدق من صلب قيمنا وديننا وثوابتنا فثبتها في قلوبنا وسلوكنا، اللهم ألف بين قلوبنا ووحد كلمتنا واغن فقيرنا وأعن كل مخلص لهذا الوطن. اللهم إن التعصب مرض يصاب به كل متبكر أسوة بالشيطان الذي يكره البشر منذ خلق الله الإنسان ربنا أبعد عنا كل شيطان يفرق بين أبناء الوطن.

وقفت هنا، والوطن موقف للجميع وأنا أقول إن وطننا بل كل ذرة وكل شبر وذراع فيه أمانة في أعناقكم جميعا فاجعلوه نصب أعينكم في كل شيء، حتى وأنتم تحلمون اجعلوا من أحلامكم نصيبا للوطن وللمواطن، بل تذكروا الوطن وأنتم تفكرون وتعملون وتسافرون وتدرسون وتتحدثون وتتاجرون وتفرحون وتحزنون. واعلموا أن عزة الأوطان وقوتها ومنعتها وحصانتها بقوة أبنائها وبناتها فهم الجنود الذين يدافعون عن ترابه بدمائهم وأرواحهم. هذا الوطن ليس أي وطن، إنه مهبط الوحي وبه الحرمين الشريفين وتتجه إليه الأنظار والقلوب والأفئدة مستقبلة القبلة في كل صلاة. إنها مسؤولية ضخمة أمام الله ثم الملك والوطن وأمام جميع العالمين. لقد اختاركم الله للدفاع عن دينه وعن هذا الكيان الذي وحد الوطن فحافظوا عليه والتفوا حوله واقطعوا دابر كل متآمر عليه.

وأخيرا أقول لكم وأناشدكم مسؤولين ومواطنين أن تقولوا في كل مناسبة وكل خطاب عاش الملك عشتم عاشت المملكة العربية السعودية، حتى يعرف الداني قبل القاصي أن حب الوطن من الإيمان.

أمين عام مساعد مؤسسة الفكر العربي سابقا - رئيس تحرير التعليم العربي اليومية الإلكترونية

 

عاش الملك - عشتم - عاشت المملكة
د. علي بن عبدالله بن موسى *

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة