Monday  10/01/2011/2011 Issue 13983

الأثنين 06 صفر 1432  العدد  13983

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

الداعية د. عائض القرني في مقعد هشام ناظر:
المثقفون والعلماء يعيشون على خطاب إقصائي

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

القاهرة - سجى عارف :

أكد الداعية د. عائض القرني صعوبة التقريب بين السنة والشيعة، مشيراً إلى أن جميع المبادرات التي قادها علماء باءت بالفشل، وقال خلال مقعد سفير خادم الحرمين الشريفين هشام ناظر الذي حضره السفير اللبناني خالد زيادة، والدكتور محمود حافظ رئيس مجمع اللغة العربية، وعدد كبير من المثقفين بعنوان ثقافة التسامح إن هذه القضية معضلة تحتاج إلى مؤتمر للمسلمين وهي مربط الفرس، ولقد سافرت مع علماء إلى 40 دولة للتقريب بين السنة والشيعة وهى التي تشغل المسلمين وتربكهم، والكلام كثير لكن الآليات التي تنقصنا، وهناك طوائف كثير والكل يدعي الحق له والله سبحانه وتعالى سمانا في القرآن مسلمين ولم يسمنا حنابلة ولا سلفيين ولا شيعة ولا مالكية، لكن المسئول عن الآلية ونزع الفتيل هم الحكام صناع القرار والعلماء، إذا لم نستطع التقريب بين السنة والشيعة وقد فشل ذلك في عدة محاولات.

وأضاف القرني: ليس هناك حل بين السنة والشيعة إلا كما يفعل الأعراب «كل واحد يقوم بإصلاح مشاكله، ونبقى على ما كنا عليه « لأنهم لن يستطيعوا أن يحولونا إلى شيعة، ولن نستطيع نحن أن نحولهم إلى سنة، نحن نحتاج إلى وحدة مصير، وأن نجتمع على كلمة لا إله إلا الله، ولا ننكأ الجراح، نحتاج إلى قرارات من الساسة بحيث يوجه الإعلام إلى الوحدة الإسلامية والعلم في المدرسة والجامعة، ونحتاج إلى العلماء أن يبثوا هذه الأفكار، لافتاً أنها هي الآلية المقترحة الآن للتفعيل وغيرها ما تصورتها.

واعتبر القرني أن الوضع الذي يعيشه العالم الإسلامي يستدعي من علماء الدين التلاقي والتعامل بمسؤولية بدلامن الانعزال، الحل ليس في التجريح والتشهير والتشاتم لكنه في التحاور والالتقاء والمناصحة، والتشاور حتى نخرج بمجتمع صادق قوي يصمد أمام كل التحديات التي يواجهها.

وقال القرني : نحن في حاجة إلى ثقافة التسامح حيث: إن رسالتنا الإسلامية عالمية، ونحن لاننشر الأفكار بالسلاح، ولكن بالحجة والبرهان والتي هي أحسن، فمن وافقنا فأهلا وسهلا، ومن رفض فلكم دينكم ولى دين، في الوقت الذي أمرنا فيه الله أن نحافظ على الكوكب بحسن التعامل مع الناس، وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يتعامل مع غير المسلمين بالمحبة والرحمة .

وأوضح : لابد وأن نبعث برسائل إيجابية سواء على مستوى الساسة أو الكتاب والعلماء والدعاة، حيث أصبح لدينا في العالم في الأزمات سفهاء غوغائيون شوهوا صورة الإسلام، فأوروبا وأمريكا ترسل لنا الآن المخترعين والمكتشفين، ونحن العرب لا نقدم للحضارة في عالم الحضارة المادية شيئا، وأشار إلى أن الأوربي ينجب ولدين واحد يصعد على سطح المريخ والآخر يصنع صواريخ «سكود»، والعربي يتزوج أربعة وينجب ثلاثين منهم من يذهب إلى المخدرات ومنهم من يفجر السيارات.

وقال القرني: نحن في حاجة إلى إعادة التفكير والتربية، لدينا إنتاجية وإسهاب في النشء بلا تربية موجهة وصادقة، ولا بد أن نعيد إلى أنفسنا الثقة بالرسالة التي نحملها، مشيرا إلى أنه لا من ضرورة أن تغمض الكتابات الصحفية والقنوات الفضائية خنجر العداء والفتيل وتجريد الكلمات وتجيش العبارات الصاخبة، مؤكدا أن الشعب المصري ضد مأساة الجريمة التي وقعت في كنيسة القديسين بالإسكندرية فما ذنب الجميع أن يصبح في معارك كلامية لا نتحملها وليست من ديننا.

وأشار القرني إلى أننا ما زلنا نعيش على خطاب إقصائي بين المثقفين والعلماء والحقيقة أنه تسبب ذلك أن أصبحنا أحزابا وطوائف، حيث إن طوائف المسلمين الآن تذهب في الجانب الفقهي «مالكية وشافعية وأحناف وحنابلة»، وفى الجماعات الإسلامية تجد إخوانا وسلفيين وتحريرا وتبليغا، وفى السياسة أيضا طوائف وشيع لافتاً أن هناك شعارات كثيرة، وينبغي أن يقوم الساسة والقادة والمثقفون والعلماء بقيادة الركب إلى بر السلام.

وأكد القرني : نحن نقدم الإسلام بصورة باهتة للعالم، إما بصورة المتطرفين أو الجهلة بالدين أو العوام، فلا بد أن نقدم عاقلين صادقين يتحدثون للأمم الأخرى بخطاب معتدل عاقل، ولا نترك السفهاء يمثلوننا تمثيلا يؤدي إلى تشويه صورة الإسلام وقال: بعض الكتاب يهاجمون الدعاة ويقولون: إنهم جعلوا أنفسهم أوصياء على هذا الدين وأقول : نحن لسنا أوصياء على الدين بل نحن خدام للدين، ولسنا أنبياء ولسنا معصومين، نحن بشر ممن خلق الله لنا حسناتنا وسيئاتنا نصيب ونخطئ، الإسلام له نصوص معصومة من الكتاب والسنة، لافتاً أن إندونيسيا بها 240 مليون مسلم لم يدخلوا الإسلام بالحرب أو الجيش، أسلموا بسبب التجار المخلصين، وقال: إننا لسنا أوصياء على الدين نحن دعاة نشارك بالكلمة الطيبة وليس عندنا في الإسلام رجال خاصون بالدين، لابد أن نورث خطاب التسامح، يجب ألا نجرح المؤسسات أو الدول ، وأن نبتعد عن السب والشتم حيث إنها طرق بدائية تافهة باهتة، والإصلاح يأتي بالنماء والعطاء بالتعليم والتربية وإصلاح الشعوب، أما أن يتحول الإنسان إلى مهرج يأخذ أخطاء الآخرين فيسبهم فهذا لا يقره الدين.

وأشار إلى أننا لا نمتلك الكلمة الأخيرة وليس لدينا صكوك غفران كما زعم بعض الناس، نحن نعترف أن أمة الإسلام فيهم المقصر والمجتهد والمذنب والمخطئ، نحن لا نكفر أحدا بالذنوب، وقال القرني: أغلقوا محاكم التفتيش.. فالآن لدينا علماء وكتاب وصحفيون وفلاسفة يصلبون الناس وهم لا يشعرون، يحاكمون الناس حتى صار عندهم الكلمة الأخيرة والحقيقة المطلقة، من فوق برج عاجي.. ما هي القوة التي أعطاها الله لتحكم على الناس، فلا بد من التواضع بالعلم والمعرفة.

وقال نحن في عالمنا العربي لا نقرأ، ولذلك أنك في العالم الغربي تستطيع أن تعرف العربي من الأوروبي فإذا رأيته ينظر ذات اليمين وذات الشمال ويتحدث عن الإخوان والجيران ودرجات الحرارة والصيدليات فاعرف أنه عربي، وإذا رأيته يأخذ كتابا يقرأ فيه وأخرج نظارته وقلمه يسجل فاعرف أنه أوروبي، هم غلبونا في القراءة، لا بد وأن يكون هناك قراءة للشعوب العربية حتى ولو بقرار سياسي، لافتا أن الخليفة الناصر الأندلسي وزع المكتبات وأنشأ في كل بيت مكتبة، فلو أن هناك ثلاثين دقيقة في اليوم، أما عندنا فهناك وضع مأساوي نعيشه، مشيرا إلى أنه ليس هناك تشجيع في الغالب من الحكومات، وليس هناك نهم عند الجيل والأمة للقراءة والاطلاع والاستزادة من المعرفة، لن نغير أفكارنا إلا بالكتاب والتأمل.

وأكد القرني أن لدينا أمية ثقافية، ولا تكفي الشهادات التي نحملها ولا بد من الاطلاع والقراءة، وإصلاح القلوب بالعلم والأفكار بالمعرفة، وقال: إنه عندما ترك الجيل العلم يتم توجيههم إلى التطرف والإرهاب ونحر العباد والشهوات والمخدرات والعصابات، ولن ينصلح الجيل إلا بالعلم والتوجيه نحو تربية صادقة من الإعلام والقرار السياسي والعلماء.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة