Monday  10/01/2011/2011 Issue 13983

الأثنين 06 صفر 1432  العدد  13983

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

هذه الأبحاث التي تبذل فيها الجامعات الكثير من الميزانيات ويبذل فيها الباحثون الكثير من الوقت والجهد ما مصيرها وما مدى الاستفادة الفعلية منها؟

سأضرب لكم مثالاً:

في برنامج الدكتوراه الذي أدرس فيه الآن والذي اخترت أن يكون ذا صلة بطبيعة عملي وهو التربية هالني كم من البحوث والرسائل التي بإمكانها معالجة أوضاع الميدان الشائكة؛ لأن جل من يجريها هم طلاب الدراسات العليا المبتعثون داخلياً من قبل وزارة التربية فيعودون إلى الوزارة ولا يطبقون توصياتهم إلا ما ندر؟ لماذا؟

هل التوصيات والنتائج التي يتوصل إليها الباحثون هي مثالية وخيالية ويفصلها مدى زمني ضوئي عن الواقع التربوي؟

هل يعاني الباحثون العائدون إلى مواقعهم من عدم تقبل الميدان لأفكارهم؟

هل يواجهون ممانعة وخوفا من ذوي الخبرة التقليديين الرافضين للتغيير؟

هل يفتقد الباحثون العائدون لمؤزارة الإدارة العليا؟

أعتقد أن من يطلع على حجم الأبحاث التربوية في مكتبات الجامعات ونوعيتها المرتبطة بشكل حيوي بمشكلات التعليم يظن أننا حققنا الجودة والمثالية في التعليم. لكن الواقع للأسف صادم، لأن وصول التغيير إليه يتم ببطء مخيف ويحتاج إلى إمدادات سريعة في التطوير، يحتاج تحديداً لنموذج كايزن الذي يستهدف التغيير في المكان الحقيقي وهو المدرسة وليس في الإدارات العليا، التغيير يكون مؤثراً حين يتم بقرب المستفيد، والمستفيد هو الطالب، والطالب في المدرسة وليس خارجها!!

سأضرب لكم مثالاً:

طلب أستاذ المادة أن أجري تحليلاً لنظام تعليمي وأضع له مؤشرات ومعايير وفق نموذج أختاره وأقدم بدائل مقترحة لإصلاحه.

تطلب الأمر زيارة مدرسة محددة لعدة مرات وقراءة أبحاث عديدة تتعلق بمعايير التعليم المثالية، ولأننا نفتقد لمدونة معيارية خاصة متسقة مع ظروفنا وثقافتنا استعنت بمعايير الجودة في نظم تعليمية في دول قريبة من ثقافتنا مثل الإمارات والأردن وماليزيا.

المدرسة كانت مميزة في جوانب عدة لكن الذي أضعف نموذجها هو أنها تضم برنامج تربية خاصة وهي غير مؤهلة ثقافياً واجتماعياً لذلك، العمليات التي تقوم بها المدخلات البشرية أظهرت تدنياً في مستوى التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وافتقدت المدرسة لتأهيل منسوبيها عبر برامج تدريبية موجهة على تقبل الدمج والتعامل مع هذه الفئة، على الرغم من أني وجدت بحثاً قيماً هو رسالة دكتوراه صادرة عام 1427هـ للباحث الدكتور: عبدالعزيز بن سليمان بن عبدالرزاق الدويش، عنوان الدراسة: «تصور مقترح لتطوير إدارات المدارس الملحق بها برامج التربية الخاصة في ضوء بعض الاتجاهات العالمية المعاصرة» تضم الرسالة توصيات قيمة تستهدف المدارس التي تفتتح فيها برامج تربية خاصة لو طبقت هذه التوصيات لأصبحت هذه المدرسة محققة لاشتراطات الجودة في التعليم.

أظن أن على وزارة التربية والتعليم أن تنشط في الاستفادة من البحث العلمي التربوي فهو بمثابة عيادة أو صيدلية بإمكانها الاستعانة بموجوداتها كدواء لمشكلاتها. وعلى الجامعات أن تعزز شراكاتها مع الوزارات وتسعى لضخ ما تتوصل إليه من نتائج إلى الجهات المستفيدة حتى تتحقق التكاملية بين مؤسسات الوطن كافة.

 

نهارات أخرى
البحث العلمي والوزارات.. صلة رحم مقطوعة!
فاطمة العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة