Monday  10/01/2011/2011 Issue 13983

الأثنين 06 صفر 1432  العدد  13983

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

عفوا بنت البلد أنت أم الولد
رشيد عبدالرحمن الرشيد

رجوع

 

تطرح من قوت إلى آخر أفلام من خلال بعض القنوات تجد المتابعة من فئات عديدة من شبابنا وفتياتنا بل من أسرنا، وتصور جمال بعض أبطال المسلسلات سواء كانت عربية أو تركية... جعلت البعض من شبابنا ذكوراً وإناثا يضع خارطة جديدة لفارس الأحلام أو جوهرة المستقبل بمواصفات ومقاييس تقوم على عنصر الجمال فقط.. وهناك أفلام أخرى تحكي سعادة زوج سعودي اقترن بزوجة أخرى من خارج الوطن وكيف يصور معاناته مع زوجته الأولى بنت البلد...

حتى أن الاقتران من زوجة من خارج الحدود أصبح أمنية غالية ومطلبا جميلا للبعض من ذكورنا وهم في ريعان شبابهم ناهيك عن كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والذين قد تضطرهم ظروفهم المعيشية والاجتماعية والصحية.. إلى ذلك..

ومع الأسف الشديد أننا لا نعرف حجم هذه الظاهرة والتي تزداد سنوياً ولم نجد إحصائية صادقة تبين قياساً دقيقاً... ولا سيما أن البعض من الزوجات القادمات من الخارج يحصلن على الجنسية السعودية بعد فترة من الاقتران بزوجها السعودي وقدوم أولاد في حياتهما.... وكذلك لا نعلم نسبة الزيجات من الخارج على مستوى المناطق الإدارية... لكن نسمع عن وجود أسر سعودية في الخارج بلا أب!! نتيجة طلاق أو خلاف طارئ وأصبح الأولاد تحت رعاية الأم أو في ملاجئ حكومية... وعلى ضوء ما سبق نتساءل هل هذا سيكون له تأثير مباشر أو في المستقبل على بنت البلد؟! وهل هناك دراسة جادة إلى معرفة أسباب هذا التوجه؟!

وهل نحن أمام منظومة أسرية بتشكيلة جديدة؟!! وهل يحدث في المستقبل زواج عكسي؟ بنت البلد تتزوج ابن خالها في إحدى الدول العربية؟!!

خواطر وأحاسيس وأفكار مستقبلية وتطلعات تجعلنا نقول إن بنت البلد تلك الفتاة العفيفة الطاهرة ذات الجمال المصون والحشمة والوقار ذات الحسن الحسي والمعنوي والجسدي الودود الولود... إنما هي لابن البلد وهي أم الولد إن شاء الله وهو أحق بها وهي أولى به تعرف عاداته وتقاليده... وعاشت ظروفه وواقعه.. فهي الزوجة الحنونة والأم الرحيمة والأخت العزيزة... موائدها عامرة.. وعبادتها واصلة... وضيافتها كريمة... ملكة في بيتها... ومطيعة لزوجها.. وحارسة لشرفها.. هكذا عرفنا بنت البلد عمة أو خالة أو جدة... وهي كالنخلة تثمر طيباً... سؤال يطرح نفسه هل تبقى هذه الدرة حبيسة البيت؟ وإلى متى؟ وهل سنشهد (ظاهرة عنوسة) من الفتيات أو المطلقات؟ هل عملت وزارة الشئون الاجتماعية دراسة جادة لإبعاد هذه الظاهرة وأسبابها ونتائجها؟ أين مراكز الأبحاث الاجتماعية؟ أرجو أن نكون صادقين مع أنفسنا حريصين على كل ما يساعد على تماسك مجتمعنا، والبعض قد يتساءل هجرة الأزوا ج إلى الخارج والبحث عن زوجة هناك وهو قرار فردي وشرعي بل رسمي إذا كان لديه تأشيرة من مقام وزارة الداخلية لماذا هذا الهوس الذي بدأ يقلق مضاجعنا؟!! هل بنت البلد أقل جمالاً؟ أو أكثر علواً وتكبراً على زوجها؟ أم هي غير رومانسية وضعيفة المشاعر؟ أم أنها طباخة غير ماهرة!! أو أنها توجه من قبل والدتها وليس لها رأي وهي التي تصرف شؤونها؟ أم لا ترغب الزواج المبكر!!..

لا أظن ما سبق واقعي أو صحيح ولكنها حالات فردية لا يقاس عليها وكل مجتمع لديه نساء تحمل هذه الصفات. وأنا من هذه الزاوية أدعو عزيزتي بنت البلد أن تكون نعم الزوجة المخلصة الفاعلة... وألا ترسم أحلاما وردية خيالية لفارس أحلامها وأن تكون واقعية... حتى لا تغدر بها الأيام وتمر عليها السنون سريعة وتجد نفسها خارج قاموس المتزوجات ولكن في قائمة العوانس... وتذبل شيئاً فشيئاً وتحترق مرحلة الأمومة لديها والزمن لا يعيد نفسه ولا ينفع الندم وتصبح عمة أو خالة في ظل أب كبير أو تحت رعاية أخ عزيز... وكل هذا نتيجة لطرح شروط تعجيزية لفارس الأحلام تعجز عن حملها الجبال... وإن كانت بنت البلد واقعية في شروطها فإنها تقطع الطريق أمام الشاب الذي ينظر بعين واحدة وقاصرة تحمله العاطفة السريعة والتصور الخيالي أن زواجه من الخارج هو نجاح عظيم بكل المقاييس.. أرجو أن نعيد النظر في هذه الظاهرة التي والحمد لله حتى الآن لا تمثل هاجسا اجتماعيا.. ولكن أرجو أن نحكم العقل ونساهم في مكافحة العنوسة في الوطن حتى نساهم في الأمن الأخلاقي والاجتماعي... وبذلك يكون لنا بصمة في المحافظة على مجتمعنا والله الهادي إلى سواء السبيل.

- محافظة الرس

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة