Monday  10/01/2011/2011 Issue 13983

الأثنين 06 صفر 1432  العدد  13983

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

جحود القنوات الإعلامية
مبارك العاتي

رجوع

 

يتميّز مجتمعنا السعودي بصفات وعادات وتقاليد اجتماعية قد لا تتوافر في غيره من الشعوب ومرّت عليه حقب زمانية مفصلية كوّنت تاريخه وربطت نسيجه الجمعي وأرّخ بها لقوة دورها في حياته فمن سنة الرحمة، حيث كان القبّار لا يرفع ظهره من كثرة من يقبر من الموتى المتوفين بسبب الطاعون أو الجدري، إلى سنة الدبا عندما هجم الجراد على محاصيلهم وأكل قوتهم ومعيشتهم دون أن ينتظروا قوافل الإغاثة أو المساعدة من الأمم المتحدة أو أي دولة من دول العالم المتحضر آنذاك لا عرب ولا عجم، وسنة جبار عندما جبر الله الناس ورزقهم الأمطار والخير وتميّز مجتمعنا السعودي بالوحدة والترابط بين كافة أبنائه كما تميّز بامتلائه بالشخصيات الفاعلة عالميّاً التي بنت نفسها بالكفاح الشخصي وصدقت في تعاملها، حيث نشرت الدين الإسلامي في الخارج بحسن معاملاتها وأصبحوا مضرب المثل في تميّز أبنائهم بالكفاح. وعلى الرغم من كل ما سبق فإن السادة الكتّاب مؤلفو المسلسلات والأفلام التلفزيونية والسينمائية وحتى الإذاعية ومؤلفو الروايات والقصص ومن بعدهم جميعاً وبفاعلية كبرى القنوات التلفزيونية يمارسون عقوقاً متعمداً تجاه ميزات هذا المجتمع المكافح الطامح إلى أعلى السلم فالنظرة إلى المواطن السعودي ما زالت نظرة تسطيحية لا تتعدى إلا أنه برميل نفط ورجل مترف وبنك متحرك متجاهلين أن هذا المواطن يجوز عليه ما يجوز على الشعوب الأخرى من تباين الطبقات وبشكل لافت! إن ما قصدته أن مجتمعنا ينعم بكثير من العادات والتقاليد والموروثات والمكتسبات الثقافية التي تميّزه عن غيره ويخص بها دون سواه من الشعوب له عادات سامية وتقاليد تميّزه عن غيره من كثير الشعوب وعلى الرغم من أننا نستاء فعلاً من نظرة العالم لنا إلا أننا وكثيراً ما نسهم في رسم هذه الصورة السلبية للمجتمع وإن لم نشعر سواء بأعمالنا الدرامية التي تظهر حياتنا بشكل تافه وسطحي للغاية! أو عبر النصوص السردية التي تصف المجتمع بهموم تافهة باهتة من خلال مئات القنوات التي بكل أسف لا تعيش ولا تقتات إلا على المال السعودي، إذ إن هناك سؤالاً كبيراً هو: ما دور أذرعتنا الإعلامية في نقل حضارتنا وثقافتنا إلى العالم، وهل يشعرون بثقل المسؤولية؟ أم يستمر تقديم الكسب المادي على أي وظيفة أخرى ولو كان الثمن وصم هذا المجتمع بأسوأ الصفات؟

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة