Monday  10/01/2011/2011 Issue 13983

الأثنين 06 صفر 1432  العدد  13983

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

ورود الأمل

 

الحياة بأخلاق... أجمل

رجوع

 

لوسمحت، أرجو منك الحل وإسداء النصح لي ولغيري حتى يستفيد الكل..

أنا معلمة في مدرسة جديدة ولا أعرف إلا القليل، فكيف أجعل الناس يحسون بوجودي وغيابي أو باختصار: كيف أجعل الناس يحبونني؟ كيف أجعل الناس يشعرون أن وجودهم في صحبتي يعتبر تجربة مفيدة ورائعة؟ وكيف أوسع دائرة معارفي أو أصدقائي، فأنا أريد، ولكن: كيف؟

ولك سائلتي الفاضلة الرد:

تعجبني كثيرا مقولة: إن الجهد الذي يبذل في كسب الناس أقل بكثير من الجهد الذي يبذل لاستعدائهم، وحُسن الخلق وطيب العلاقات مكاسبه لا تحصى ويكفي حَسَن الأخلاق شرفا أنه أقرب الناس مجلسا للحبيب اللهم صل وسلم عليه, وسؤالك هذا من الأسئلة الهامة في الحياة فالإنسان مدني بطبعه ولا يستطيع العيش بمفرده وقد أثبتت الدراسات أن جودة العلاقات من مسببات السعادة والنجاح في الحياة، والأساس المتين والركن الركين في صناعة الشخصية الناجحة أن يكون الإنسان واثقا من نفسه معتزا بقدراته مؤمنا بمواهبه، وأن يملك الإحساس العميق بكونه إنسانا جديرا بأن يحيا أجمل وأروع حياة، ولن يقبلك احد إذا كرهت نفسك ولم تقبلي ذاتك إن كنت تريد ثقة بالنفس كبيرة... واحترام الآخرين وتقديرهم فالخطوة الأولى هي أن تقيم علاقة عاطفية !!أتعرفين من ذلك الشخص الذي يجب تبادليه الغرام وتقتربي منه أكثر معاضداً ومسانداً ومشجعاً ومتسامحاً وحاضراً في مشهد الفرح والحزن تخافين عليه وتتمنين له الخير؟ إنها ذاتك التي بين جنبيك, فحب الذات من أهم (التقنيات النفسية) اللازمة لبناء الشخصيات الناجحة؛ لأن حبك للشيء يدفعك للاعتراف بصفاته والتغني بها فأنت.. إنسان كرمه الله.. وشرفه بالإسلام وطهره بالتوحيد.. أسجد لأبيك الملائكة واستخلفك في الأرض، والناس أيتها الفاضلة يحبون من يحترمهم ويقدرهم ويتفهم مشاعرهم ويتفاعل مع أفراحهم وأتراحهم، يفتقدهم في غيبتهم ينتقد بحنان ويثني بصدق ولا يتدخل بشؤونهم الخاصة ويحترم وجهات نظرهم.

أختي الكريمة: كل من تقابلين من البشر مهما بدا لك مهيض الجناح كسير الخاطر إلا وبين جوانحه حاجة كبيرة في الداخل للشعور بالتقدير، فكوني أنت ذلك الإنسان الذكي الذي يفتش في خبايا الآخرين عما يرفع من تقديرهم لأنفسهم وبعدها سيتلهف عليك البشر تلهف العطشان للماء الزلال ويسعون إليك سعي النحلة الجائعة للزهرة ذات الرحيق, ومن أجمل الوصفات في فن العلاقة أن تصعد بجليسك وترفع من منسوب مشاعره بطيب الإنصات ورقة الابتسامة وتلمس مواطن الجمال عنده، والناس يحترمون الشخص المثقف الواعي الذي يضيف لمجالسهم قيمة حقيقة، وهم كذلك يحبون خفيف الظل لطيف الروح, وأنصحك بالابتعاد عن اقصر طريق لكسب العداوات وخلق الخصومات وتوليد مشاعر الكره وهو

(الانتقاد) وقد وصفه ديل كارنيجي بأنه أبسط طريقة لتنفير الناس منك! فلست مضطرة لنقد كل ما لاتستحسين فالناس مشارب مختلفة وطرائق تفكير متنوعة والحياة ليست كما أرى أنا أو كما ترين أنت!!، وأناقة الشكل واللباس من الأمور التي تكسبك احترام وتقدير الآخرين، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن الله جميل يحب الجمال) وأنبه على أن حب الآخرين واستمالة قلوبهم لا ينال أبدا بالتسول العاطفي ولا باستجداء مشاعرهم ولا بتقديم تنازلات مبالغ فيها، وإنما ينشأ من احترام عال للذات ورزانة في التصرفات وحينما يلمس الآخرون منا اتزانا فكريا وعاطفيا وسلوكيا عندها سنخترق قلوبهم ونفوز باحترامهم، والعلاقات مع الآخرين أيتها الفاضلة أشبه بحساب البنوك عرضة للإيداع والسحب وهناك حساب للعلاقة بينك وبين كل من تعرفين فاحرصي على أن تودعي في هذا الحساب بحسن الأخلاق وجميل التصرفات..

وأخيرا .. أذكرك أيتها الفاضلة بإخلاص النية فجودة العلاقات وسيلة لا غاية, ولن ينفع بشراً شهرة أو صيت أوكثرة معارف وقلبه خال من محبة الله؛ فسبحانه الذي يعطي ويمتع ويخفض ويرفع والعون والتوفيق يستمد منه والقاعدة تقول: أصلح ما بينك وبين ربك يصلح لك ما بينك وبين الناس - رعاك الله وسددك.

شعاع:

لكي تكتشف قارات جديدة يجب أن تتحمل مشقة ابتعادك عن الشاطئ!

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة