Tuesday  11/01/2011/2011 Issue 13984

الثلاثاء 07 صفر 1432  العدد  13984

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

من المعروف عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه صلته القوية والوثيقة برسول الله محمد عليه صلوات الله وتسليمه.. وقد تطلع ذات مرة إلى وجه الرسول الكريم.. فقال: أراك شبت يا رسول الله؟.. فقال النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم مجاوباً خليفته..

شيّبني هود وأخواتها.. نعم إن من يقرأ سورة هود يجدها تتحدث عن ست حضارات قديمة.. كل واحدة منها ضربها مرض قاتل.. ترتب عليه نتائج وخيمة.. لأن أهل هذه الحضارات الست عصوا الله.. وتلاعبوا بالموازين.. وعبثوا بالأمن.. وقطعوا الطريق.. وأخافوا الناس؟.. تعاطوا مع الرذائل كالزنا والشذوذ الجنسي وغير ذلك من الشرور التي نهى عنها الإسلام.. مما دعا الرسول الأمين إلى التخوّف من حصول مثل ذلك لأمته مستقبلاً، ولهذا فقد حذَّر من بعض الخصال السيئة التي تؤدي إلى هلاك البشر؟

وقال: أما ظهرت الفاحشة في قوم قط.. حتى أعلنوا بها إلاَّ ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا..!! وقال عليه الصلاة والسلام: لم ينقص قوم المكيال إلاّ ابتلوا بالسنين.. وشدة المئونة.. وقال: ولا نقض قوم العهد إلاَّ سلَّط الله عليهم عدواً من غيرهم!!.

لقد تعوّذ الرسول بالله أن تدرك أمته هذه الأشياء التي تدمي القلوب.. وتقض المضاجع وتساهم في زعزعة الأمن وتفشي الأمراض الأخلاقية والاجتماعية.. واتباع عادات وتقاليد وافدة من أعداء الإسلام.. وقد بدأت بعض هذه الأشياء تنتشر بالمجتمع... وهذا يدعو إلى الإسراع في توحيد الصفوف والأفكار والتكاتف لمحاربة كل ما يتعارض مع الدين الحنيف.. لأن الله جلّ وعلا أمر المسلمين بالتعاون فيما بينهم مادياً ومعنوياً.. وحرَّم على المسلم أن يؤذي الناس بأي نوع من أنواع الأذى.

إن المجتمع الذي ينفذ تعاليم الدين هو الذي يكافح الجرائم بأنواعها.. وإنه على الفرد المساعدة على استمرار مسيرة الاستقامة.. وإبعاد الناشئين عن أسباب الجرائم ودوافعها وشهواتها والتحذير منها.. ومن أخطارها على مستقبل الأمة.. إن الوسائل الهدّامة في هذا العصر كثيرة جداً.. والكل يعرف أضرارها.. ويعرف مدى تأثيرها السيئ على الإنسان.. ومع هذا فإن محاربتها واجبة على الجميع - جماعات وأفراداً.. رؤساء ومرؤوسين -.. لكي يصبح هذا المجتمع خالياً من كل ما يتسبب في تحطيم إرادة البشر.. وأن يكون مجتمعنا نقياً بعيداً عن كل المحرمات.. وبالتالي قطْع دابر الأعداء الذين يريدون بنا الشر.. وعلينا أن نحظى برضاء الله وعفوه وغفرانه.. ونتجنب غضبه.. وعلينا أن نتعظ بالقرآن الكريم.. وما ذُكر في سورة هود.. وأحاديث سيد البشر أفضل وأطهر ما في الوجود.

 

الاستقامة والوسائل الهدّامة
مهدي العبار العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة