Tuesday  11/01/2011/2011 Issue 13984

الثلاثاء 07 صفر 1432  العدد  13984

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

وداعاً زمن الحشو والتلقين، عبارة متفائلة إلى حد بعيد، لكنها ليست بالمستحيلة، وسوف نبارك لنظامنا التعليمي يوماً ما خروجه من جلباب التقليدية العتيق إلى رداء أنيق يتلاءم مع ظروف العصر ويرتقي ليواكب معالم المستقبل، والبحث العلمي بأدواته ومجالاته المختلفة، بأهدافه الواضحة المحددة، بنتائجه الصحيحة القابلة للتطبيق، يمكنه أن يصنع الفرق ببين نظام تعليمي إيجابي وآخر سلبي، ولكي تصل بنظامك التعليمي إلى تلك الإيجابية المنشودة، فلست بحاجة إلى التنظير وإطلاق الشعارات الرنانة، بل تحتاج إلى تشكيل وعي جمعي بأهمية البحث العملي، وإلى عمل شاق لتكوين جيل من الباحثين الحقيقيين، القادرين على تبني فكرة البحث العلمي والتسويق لنتائج أبحاثهم بأسلوب جذاب، وللسنة الثانية على التوالي تنظم جامعة جازان ملتقىً علمياً لطلابها، تحضر فيه الجامعة قاطبة تحت سقف واحد على شرف معالي مديرها الأستاذ الدكتور محمد بن علي آل هيازع، وفي معيته الكادر التدريسي للجامعة من أعضاء هيئة التدريس، وبالتأكيد يحضر المعنيون بالأمر وهم طلاب وطالبات الجامعة، في أجواء أكاديمية نموذجية يعرض فيها الطلاب والطالبات خلاصة تجاربهم البحثية العلمية باللغتين العربية والإنجليزية، ويقدمون نتاجهم الإبداعي في ميادين العلوم الإنسانية والعلوم الطبية والعلوم الأساسية والهندسية والأعمال الفنية وكذلك الأفلام الوثائقية، كل تلك الأعمال خاضعة للتحكيم وللنقد المباشر من قبل لجان التحكيم والحاضرين، ويتصدى الطلاب والطالبات وحدهم لمهمة الدفاع عن وجهات نظرهم والنقاش حول النقد الموجه لأعمالهم، ومن فرط إعجابي بما شاهدته كان لي تحفظ أسررت به إلى أحد عمداء الكليات الحاضرين حول حدة النقد الموجه لنتاج الطلبة وأبحاثهم والذي كان لاذعاً في بعض جوانبه قياساً بطلبة يقفون على خشبة العرض للمرة الأولى، لكن ذلك العميد الفاضل أقنعني فعلاً بأن ذلك النقد الذي اعتبرته أنا حاداً ولاذعاً هو في حقيقته نقد علمي دقيق من شأنه أن يصقل تجارب هؤلاء الباحثين والباحثات ويرسخ هويتهم البحثية مستقبلاً.

في الحقيقة لم تتوفر لي شخصياً تلك الفرص ولا أنصافها عندما كنت طالباً في الكلية، وأغبط طلاب وطالبات الجامعة اليوم على هذه البيئة الأكاديمية التي أوجدتها الجامعة لهم وبما تنطوي عليه من تدريب وتأهيل من شأنه أن يضعهم على الطريق الصحيح كباحثين منتجين، ويؤهلهم بجدارة للتميز في حال التحاقهم ببرامج الدراسات العليا داخلياً وخارجياً، والتي يعاني الكثير من الملتحقين بها ببعض العقبات لعدم تمكنهم المسبق من مهارات وأساليب البحث العلمي، لقد كان الطالب الجامعي لعقود مجرد وعاء استقبال للمعلومة المقدمة إليه دونما أدنى توظيف لها في سياق واقعه الذي يعيش ومشاكله التي يواجه. هذه الخطوة التي أقدمت عليها جامعة جازان تأتي على الطريق الصحيح، حري ببقية جامعاتنا أن تحذو حذوها، خصوصاً كونها خطوة تتماشى مع توجهات وسياسات وزارة التعليم العالي التي ينعقد ملتقاها العلمي الثاني على مستوى جامعات المملكة في محافظة جدة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره وأعاده لأبنائه وبناته سالماً غانماً معافىً إن شاء الله.

إننا من أجل ذلك التحول في فلسفتنا التربوية والتعليمية الجامعية، لا بد أن نعترف أولا بطول الطريق ووعورته، لكننا في المقابل يجب أن نبدأ، ويجب أن نعمل، فالهدف المنشود يستحق ما يبذل من في سبيله من جهود.

(*) محاضر بجامعة جازان

Aymin2008@gmail.com
 

نحو مستقبل بحثي وعلمي مشرق
أيمن العريشي (*)

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة