Tuesday  11/01/2011/2011 Issue 13984

الثلاثاء 07 صفر 1432  العدد  13984

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

فاصلة:

(..اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)

- نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم -

لطالما كنت أتساءل منذ كنت طفلة عندما اسمع دعاء خطباء المساجد على غير المسلمين، كيف لأمة رجل تسامح وقال لأهل مكة الذين عذبوه اذهبوا فأنتم الطلقاء أن يكون خطابه عدائياً في الدعوة على غير المسلمين!!

وكبرت ولم أذكر يوماً أني رددت وراء أي خطيب يدعو على غير المسلمين.. اللهم آمين. كيف لرجل لمَّا كُسِّرتْ رباعيته وشُجَّ وجهه يوم أُحد وشق ذلك على أصحابه وقالوا: لو دعوت عليهم - أي المشركين- فقال: «إني لم أُبعث لعَّاناً ولكني بُعثت داعياً ورحمة، اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» تكون رسالته الدعوة على غير المسلمين بالويل والثبور وعظائم الأمور.

فالدعوة ليست مجرد كلمات إنما هي طاقة من المشاعر ربما احتلت صاحبها فأشغلته عن أمور حياته.

الشيخ سليمان العودة أفتى بعدم جواز الدعاء على غير المسلمين بالهلاك والدمار لأنه يخالف الشريعة الإسلامية، ثم أيد عدد من علماء الأزهر الشريف الفتوى على أساس أنها تتفق مع ما جاءت به الشريعة الإسلامية من ضرورة معاملة غير المسلمين بالحسنى وعدم إيذائهم.

مؤخراً أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء الأستاذ عبد العزيز الفوزان عضو مجلس الهيئة السعودية لحقوق الإنسان ألقى محاضرة في نادي حائل الأدبي أكد فيها أن الدعاء على غير المسلمين عمومًا اعتداء لا يجوز، ضارباً مثلاً بدعاء يكثر ترديده عند أئمة المساجد ومفاده «اللّهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً»، مبيناً أنه مخالف في الدعاء وفيه إثم وظلم، متسائلاً لماذا لا يُقال «اللهم اهدهم!»، أتفق مع هذا الاتجاه بأن الدعاء على غير المسلمين فيه تشويه لصورة الإسلام، ورغم عدم تخصصي في مجال العلوم الفقهية إلا أني كمسلمة قارئة بإعجاب كبير لتفاصيل شخصية نبي هذه الأمة أشك في وجود نص ديني يسمح بالدعاء على غير المسلمين كما بحثت، لكن المشكلة في توظيف بعض النصوص، فالبعض من أئمة المساجد والخطباء يعتقدون أن الدعاء على غير المسلمين هو أمر الله سبحانه وتعالى في قوله: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ..}، وأمام اعتداءات غير المسلمين على المسلمين واغتصاب أراضيهم فلا شيء نفعله إلا الدعاء عليهم مستندين إلى أن هناك مرويات تثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - دعا شهراً كاملاً في صلاته على الأعداء فكيف نُحرّم نحن من الدعاء على أعدائنا؟ هذا الاتجاه أجده مخالفاً لسماحة دين عظيم لا يقبل الضعف ولا الهزيمة، لكنه أبداً لا يشغل المسلم بمشاعر سلبية تجاه كائن من كان لأنه دين يدعو إلى السلام، وحينما يدعو إلى مجابهة الأعداء فهو يدعو إلى الدفاع عن النفس وليس الاعتداء.

nahedsb@hotmail.com
 

مسؤولية
متى نقول اللهم آمين؟
ناهد سعيد باشطح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة