Wednesday  12/01/2011/2011 Issue 13985

الاربعاء 08 صفر 1432  العدد  13985

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

إذا كانت السرعة السبب الرئيس للوفيات كما تبين إحصائيات المرور، فبكل تأكيد ضعف الأخلاق المرورية السبب الرئيس لارتفاع ضغط قادة المركبات.. وما يترتب عليه من انفعالات سلبية، نعم فما إن تلتزم بالخطوط الأرضية وأولوية الوقوف عند الإشارة حتى يتخطاك الكثير.. الكثير بالتجاوز من اليمين واليسار كلما أمكنهم ذلك.. دون احترام لأنفسهم أولاً.. واحترام للآخرين ثانياً، أما المزاحمة والتحدي بمنعك من المرور عندما تطلق إشارة السيارة للالتفاف لليمين أو اليسار، والدخول من الشوارع الفرعية دون احترام الأولوية المرورية، وعدم الالتزام بالخطوط الأرضية في الزحام والتنقل من مسار لآخر رغم الزحام فحدِّث ولا حرج.

أيضا يجب أن نقر أن السرعة وقطع الإشارة التي وجد ساهر لضبطهما بالدرجة الأولى.. إنما هما صورة من أكبر صور تمظهر قلة الأخلاق والوعي معاً.. ذلك أن السائق الذي يعلم أن السرعة وقطع الإشارة أسباب رئيسة في الحوادث المؤلمة والقاتلة ويفعلهما.. إنما هو شخص تجرَّد من الأخلاق الإنسانية بتعريضه حياة وأموال الآخرين للخطر بما في ذلك خطر الموت.. وما يترتب عليه من آلام ومآسٍ.

القيادة فن، وذوق، وأخلاق عبارة مرورية معروفة نعاني من غياب كافة مكوناتها.. وإن ظن أننا معنيون بشق الفن منها، نعم فلا أخلاق مرورية في شوارعنا.. فما بالنا بالذوق.. أما فن القيادة الذي يدّعي شبابنا إتقانه فهو فن منقوص لغياب مفهوم فن القيادة الواعي المرتبط بالسيطرة على السيارة مع الالتزام بالأنظمة المرورية.. لا السيطرة على السيارة بشكل متهور بالتزامن مع مخالفة الأنظمة وأبسط المبادئ الأخلاقية، وإذا كان هذا حالنا فما الحل إذاً؟

جاء نظام ساهر كحل تقني لرصد المخالفين وضبطهم وتحرير المخالفات المالية بحقهم من أجل ردعهم عن السرعة وتجاوز الإشارة الحمراء.. وهو أمر مطلوب ومرغوب في ظل صعوبة ضبط الحركة المرورية الهائلة باستخدام العنصر البشري فقط.. لكنه كنظام جديد جُوبه بانتقادات واسعة ولاذعة طعنت في نية القائمين عليه تارة بالقول بأنه نظام يحرص على تحقيق الإيرادات المالية أكثر من ضبط النظام، وطعنت في مشروعية تطبيقه دون استكمال متطلبات التطبيق المنطقية تارة أخرى.. ما يؤكد لديهم سوء النية، وطعنت في منطقية حدود السرعة ونطاق السماح وقيمة المخالفة عطفاً على معدل تجاوز السرعة وموقع المخالفة ومتوسط دخل الطبقة المتوسطة وما دونها تارة ثالثة، وانتقدت وبشدة تطبيقه دون حملات توعوية طويلة ومستمرة تهيئ المجتمع لتحقيق الاستفادة المثلى من هذا النظام.

لست بصدد مناقشة الانتقادات مهما كانت درجتها.. فكلي ثقة بأن القائمين على النظام يدرسون كل ما طرح.. وسيتداولونه بروح العين المطورة المرنة التي تسعى لتنظيم المرور من ناحية وحماية مستخدمي الطريق من ناحية أخرى أكثر من سعيها لتحقيق العوائد المالية، وبالتالي فالمتوقع أن تُؤخذ الكثير من الملاحظات بعين الاعتبار ويتم معالجتها شيئاً فشيئاً، ولكني بصدد مناقشة غياب خطة موازية ملموسة لتطوير ثقافة المجتمع مرورياً.. خصوصاً ونحن أمام فرصة كبيرة من جهة تهيؤ المجتمع لتقبُّل رسائل التوعية المرورية بعد أن ذاق مرارة المخالفات ومن سهولة توفير متطلبات هذه الخطة المالية عبر اقتطاع نسبة بسيطة من قيمة المخالفات المحصلة، وهي أموال يتناسب كمها عكساً مع مستوى الوعي المروري الذي يُعبّر عنه عدد المخالفات وإجمالي قيمتها.

والأمل معقود بتكامل المديرية العامة للمرور والشركات الفائزة بتشغيل نظام ساهر في كافة مناطق المملكة بتنفيذ حملات توعية شاملة ومستمرة لرفع ثقافة المجتمع المرورية للمستوى المعياري المتعارف عليه دولياً لكي نمنع حصد الأرواح دون الحاجة لحصد الأموال، وكلنا نعرف أن المال عديل النفس.. فهل نرى انطلاق هذه الحملات قريباً؟ هذا ما نرجوه جميعاً.

alakil@hotmail.com
 

ساهر.. وبناء الثقافة المرورية
د. عقيل محمد العقيل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة